أجمع فلكيون في مناطق مختلفة في العالم على استحالة رؤية الهلال يوم الثلاثاء المقبل 29 شعبان (10/8)، ما يعني أن غرة رمضان ستكون يوم الخميس المقبل (12/8).
ويأتي هذا الإستنتاج "بناء على حسابات فلكية دقيقة" تشير إلى أن "إقتران هلال رمضان 1431 سوف يتم يوم الثلاثاء المقبل بعد الغروب لمدة لا تزيد عن بضعة دقائق في معظم الدول العربية.
خبراء فلك اردنيون كانوا اكدوا ان غرة هلال شهر رمضان المبارك فلكيا ستكون الخميس الموافق 12 آب المقبل،اذ ان رؤية الهلال ليلة الثلاثاء الاربعاءستكون صعبة جداً.
واوضحوا لـ "البوصلة"أن هلال شهر رمضان المبارك يبدأ بالتولد يوم الثلاثاء 10 آب ،لكن لا يمكن رؤيته مطلقا في الاردن او اي مكان في العالم بسبب عمره القصير والبالغ 13 ساعة .
واضاف فلكيون اردنيون -تحفظوا عن التصريح باسمائم بسبب تعميم لدائرة قاضي القضاة يمنع ذلك-ان القمر يختفي مساء الثلاثاء بعد غروب الشمس بخمس دقائق تقريبا وهذه الفترة غير كافية لمشاهدته لذلك ستتأكد رؤيته فلكيا ليلة الاربعاء الخميس .
واشاروا الى ان الرؤية مساء الاربعاء تصبح ممكنة خاصة ان القمر يكون قد تولد بشكل اكبر ويصبح عمره 37 ساعة تقريبا وهو ما يسمح بمشاهدته حيث ان القمر يختفي بعد غروب الشمس بحوالي النصف ساعة .
في الجزائر قالت "جمعية الشعرى لعلم الفلك"في بيان أذاعته وسائل الإعلام الرسمية في الجزائر، أنه "سيستحيل رؤية القمر عند غروب يوم الثلاثاء 29 شعبان بسبب قصر مدة مكوثه فوق الأفق (5 دقائق بالجزائر العاصمة) بإجماع كل الفلكيين والهيئات الفلكية المعتمدة عالميا".
واشاروا إلى أن "إقتران هلال رمضان 1431 سوف يتم يوم الثلاثاء المقبل على الساعة 08:04 بالتوقيت المحلي بالنسبة للجزائر وبلدان أخرى مثل معظم الدول العربية التي يوافق عندها الثلاثاء المقبل يوم 29 شعبان". وأضف البيان: "إنه ومن باب إتمام شعبان ثلاثين يوما "سيكون أول رمضان يوم الخميس المقبل 12 آب (أغسطس) الجاري".
واتفق رئيس قسم الفيزياء الفلكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المملكة العربية السعودية الدكتور علي الشكري مع الرأي الجزائري بان رؤية الهلال مساء الاربعاء ممكنة لذا من المتوقع ان يكون يوم الخميس 12 اغسطس غرة الشهر المبارك مع عدم رفض كلي لاحتمالية وقوعها في اليوم السابق.
ورأى انه تبعا للحسابات الفلكية واحتمالية الرؤية البصرية ستكون رؤية الهلال صعبة لقربه من الافق وسمكه الضئيل واضاءته الخافتة وهي دون تحسس العين البشرية ومن المحتمل رؤية الهلال بصعوبة وباستخدام المناظير الفلكية من الدول الواقعة اقصى جنوب غرب قارة افريقيا كجنوب افريقيا.. عليه فالاحتمال ضئيل في ان يكون الاربعاء فلكياً غرة شهر رمضان بل تكملة شعبان حسابيا. أما هلال مساء الاربعاء فبالامكان رؤيته بسهولة بالعين المجردة.
وكان المشروع الإسلامي لرصد الأهلة اصدر بيانا صحفيا أوضح فيه نتائج الحسابات الفلكية والرصد الذي تم لغرض تحديد يوم الأول من شهر رمضان المبارك.
وقال البيان إن معظم الدول الإسلامية بدأت شهر شعبان الحالي يوم الثلاثاء 13 تموز الجاري، وبالتالي ستتحرى هذه الدول هلال رمضان يوم الثلاثاء 10 آب.
وأوضح البيان أن رؤية الهلال يوم الثلاثاء 10 آب المقبل غير ممكنة بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب من جميع أجزاء قارتي آسيا وأوروبا ومعظم أجزاء أفريقيا، في حين أنه من الممكن رؤية الهلال باستخدام التلسكوب من جنوب القارة الأفريقية وأميركا الوسطى والجنوبية، علماً بأن المكان الوحيد الذي يمكن منه رؤية الهلال بالعين المجردة يوم الثلاثاء هو جنوب غرب قارة أميركا الجنوبية.
وبما أن رؤية الهلال ستكون ممكنة يوم الثلاثاء من بعض أجزاء العالم فمن المتوقع أن تبدأ بعض الدول الإسلامية شهر رمضان يوم الأربعاء 11 آب. أما بالنسبة للدول التي تشترط رؤية الهلال من داخل أراضيها والتي لا يمكن رؤيته منها يوم الثلاثاء مثل سلطنة عمان فمن المتوقع أن تبدأ رمضان يوم الخميس 12 آب.
وأوضح البيان أن هناك دولا بدأت شهر شعبان يوم الأربعاء 14 تموز الجاري مثل المغرب وباكستان، وبالتالي ستتحرى هلال شهر رمضان يوم الأربعاء 11 آب، ومن المتوقع كذلك أن تبدأ شهر رمضان يوم الخميس 12 آب.
وأشار البيان إلى أن المشروع الإسلامي لرصد الأهلة قام باستخدام تقنية حديثة لتحري هلال شهر شعبان يوم الاثنين 12 تموز. وتتكون هذه التقنية من تلسكوب وكاميرا فيديو متخصصة توضع على التلسكوب، ويتم توصيلها على جهاز حاسوب بحيث يقوم برنامج متخصص بمعالجة الصور وتحسينها.
وتقوم الكاميرا بالتقاط عدة مئات من الصور التي يتم إدخالها مباشرة إلى الحاسوب، ليقوم الحاسوب بتجميع بعضها فوق بعض وبعد ذلك يتم معالجتها باستخدام برنامج خاص معد لهذا الغرض، وبعد إجراء هذه الخطوات يظهر الهلال على جهاز الحاسوب.
وتتميز هذه التقنية الحديثة بأنها قادرة على رؤية أهلة لم يكن بالإمكان رؤيتها من قبل، بل ويمكن رؤية الهلال في وضح النهار باستخدام هذه التقنية وهذا ما كان مستحيلا عن طريق الوسائل التقليدية العادية وهي العين المجردة والتلسكوب.
وأضاف البيان أنه أجريت عملية تحري الهلال بهذه الطريقة الجديدة في اليوم المذكور ابتداء من الساعة العاشرة صباحا من مدينة أبو ظبي في دولة الإمارات.
واستمرت إجراءات تجهيز أدوات الرصد وإجراء بعض التجارب إلى أن تمكن الراصدون من رؤية الهلال في تمام الساعة السابعة مساء وسبع دقائق, علما بأن غروب الشمس حصل في الساعة السابعة مساء و 12 دقيقة، أي أن رؤية الهلال تمت قبل غروب الشمس بخمس دقائق.
حاول الراصدون بعد ذلك رؤية الهلال عن طريق التلسكوب أو بالعين المجردة، إلا أنه لم تتم رؤية الهلال بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب رغم صفاء الجو نسبياً، وهذا يؤكد أهمية تقنية التصوير الفلكي التي سمحت برؤية الهلال رغم عدم إمكانية رؤيته باستخدام التلسكوب، بل إن رؤية الهلال حصلت قبل غروب الشمس.
وكشف المشروع الإسلامي لرصد الأهلة عن نيته تحري هلال شهر رمضان باستخدام هذه التقنية، مشيرا إلى أن هناك احتمالا عاليا لرؤية الهلال باستخدام هذه التقنية يوم الثلاثاء، علما بأن رؤية الهلال غير ممكنة في ذلك اليوم من المنطقة العربية سواء بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوب.
(البوصلة+وكالات)