كشفت مصادر مطلعة في وزارة المياه والري أن "اسرائيل" ما تزال تضخ المياه العادمة الى قناة الملك عبدالله، رغم الاعلان عن تنظيف القناة من المياه الملوثة وعودة محطة زي للضخ بكامل طاقتها.
وغادر الوزير رائد ابو السعود، وأمين عام سلطة المياه على رأس وفد رسمي الى تركيا، في وقت ما تزال المشكلة قائمة تبحث عن حل جذري.
وقالت المصادر لـ "السبيل" ان اسبوعا مر على بدء التلوث الذي يرجح انه حدث نتيجة تدفق مخلفات مصانع "اسرائيلية" او جراء تعطل شبكات الصرف الصحى لدى الجانب الاسرائيلي".
واجرى أبو السعود، اتصالات مكثفة مع وزير البنية التحتية الاسرائيلي بنيامين بن العازر، دون أن تسفر عن وقف تدفق المياه الملوثة الى نهر اليرموك.
وأدت المياه العادمة الى تلوث الاف المترات المكعبة من مياه قناة الملك عبدالله التي تستخدم للزراعة في الاغوار ، وللشرب في العاصمة عمان.
وذكرت المصادر أن بن اليعازر ابلغ ابو السعود في اتصال هاتفي بينهما أن "زيوتاً عادمة تسربت من أحد المصانع، ووصلت بالخطأ الى مجرى المياه الذي يغذي حصّة الأردن من مياه بحيرة طبريا".
واتفق الوزيران على معالجة المشكلة بأسرع وقت، ما أدى الى توقف انسكاب المياه العادمة في مجرى اليرموك لفترة محدودة جداً، قامت خلالها السلطة بتنظيف مجرى قناة الملك عبدالله، وأعلن عن حل المشكلة.
إلا ان "الوضع لم يلبث أن عاد الى سيرته الأولى"، بحسب المصادر، "الأمر الذي تسبب في تلويث قناة الملك عبدالله بشكل كامل".
واشارت المصادر إلى ان كوادر وزارة المياه والري وسلطة وادي الاردن وشركة مياهنا، "اضطرت تحت وطأة ازدياد التلوث في الايام الماضية الى إغلاق بوابة نفق سد العدسية المغذي لقناة الملك عبدالله بمياه نهر اليرموك، وذلك كحل مؤقت، للضغط على الجانب الاسرائيلي لايجاد حل جذري لتلوث المياه الواردة الى نهر اليرموك من الوادي المقابل لمخفرالشق البارد".
"اغلاق نفق العدسية الذي يتحكم بمياه نهر اليرموك ، يهدف الى عكس المياه الى نهر الاردن قبل اختلاطها بمياه قناة الملك عبدالله، التي يتم تأمينها من مصادر مائية في الجانب الاردني". تشرح المصادر.
وتتغذى قناة الملك عبدالله من نهر اليرموك وآبار المخيبة وسدي وادي العرب والوحدة والأودية الجانبية.
وبيّنت المصادر أن اغلاق النفق "اجراء موقت بمثابة "الكي" الذي هو آخر العلاج، ويهدف الى المحافظة على مياه قناة الملك عبدالله، سليمة وضمن المواصفات المطلوبة، لتزويد محطة زي بمياه الشرب" .
وسكبت الوزارة الاف الامتار من المياه النقية في قناة الملك عبدالله على طول 65 كيلومترا في منطقة دير علا، بهدف غسلها، الإ أن " زيوتا وشحوما وملوثات آخرى ما تزال في ارضية القناة، ولم تنظف بشكل نهائي".وفق المصادر.
يشار إلى ان ارتباكا اعترى وزارة المياه منذ اليوم الأول لتدفق المياه العادمة الى القناة، وحتى يوم امس. فقد اكد مسؤولون في البداية "وجود تلوث خفيف في مياه القناة نتج عن زيوت وشحوم جاءت من الوادي المقابل لمخفر الشق البارد من الجهة الشمالية الغربية من نهر اليرموك، ما استدعى إيقاف الضخ إلى محطة زي، كإجراء احترازي، دون أي ذكر لمسؤولية الجانب الإسرائيلي عن هذا التلوث".
وانفردت "السبيل" في عددها ليوم الجمعة الماضية ، بالتأكيد أن" إيقاف الضخ يرجع إلى إسالة "اسرائيل" مياه عادمة في القناة، ما يؤثر على نوعية مياه الشرب".
وفي اليوم التالي اعترفت وزارة المياه والري بمسؤولية "اسرائيل" عن تلويث القناة. كما اكدت في وقت لاحق، حل المشكلة بعد اتصالات مكثفة اجراها ابو السعود مع الجانب الاسرائيلي.
وأدى ارتباك الوزارة في معالجة الأزمة والبطء في الاستجابة الى تحذيرات محطات الانذار المبكر المنتشرة على مصادر المياه المغذية لقناة الملك عبدالله، الى خسارة ما يقارب النصف مليون متر مكعب من المياه، بعد اغلاق نفق العدسية، وذلك على الرغم من أن ازمات تلوث مياة اطاحت بوزيري مياه سابقين هما منذر حدادين وظافر العالم في حكومة عبدالسلام المجالي ومعروف البخيت.
وكان أمين عام سلطة وادي الأردن منير عويس قال لـ"السبيل" ان " الضخ من محطة زي عاد بشكل طبيعي، وبكامل طاقة المحطة، بعد وقف العمل جزئيا فيها، جراء تدفق المياه العادمة الى قناة الملك عبدالله"
وشرح أن"زيوتا وشحوما اكتشفت في القناة على طول 65 كيلو متراً في منطقة دير علا، وعلى مسار القناة، ما استدعى إيقاف ضخ المياه ريثما تتم المعالجة التامة لها".
وأكد عويس أن "المياه الواصلة إلى عمان من محطة زي سليمة مئة في المئة".
وقال أمين عام سلطة المياه، موسى ضافي الجمعاني لـ "السبيل" ان وزير المياه والري تحدث بلهجة حازمة مع المسؤولين الإسرائيليين، "حول التلوث الذي جاء من الشق الغربي، أي من الجانب الإسرائيلي".
وقال إنها المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا التلوث في قناة الملك عبدالله من الجانب الاسرائيلي. بحسبه.
وكانت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية ذكرت أن وزارة البيئة الاسرائيلية قامت بعد الفحوصات التي اجرتها وزارة الصحة باغلاق شاطئين ملوثين من بحيرة طبريا أمام المتنزهين، مشيرة الى وجود مشكلة حقيقية في منظومة المجاري.
وذكرت أن التلوث في هذين الشاطئين "خطير ويفوق المسموح به بثلاثة أضعاف".
وتخضع المياه الخام القادمة إلى القناة، ومحطة زي لمراقبة ومتابعة مشددة على مدار الساعة من قبل كوادر وأجهزة سلطة المياه وشركة مياهنا، للتأكد من أنها ضمن المواصفات القابلة للمعالجة والاستهلاك البشري وذات نوعية مطابقة للمواصفة الأردنية .
كذلك تخضع مياه الشرب لفحوص سنوية تصل لحوالي 300 ألف فحص، وتتم متابعة ومراقبة وفحص المياه.
ومن الجدير بالذكر أن وصول مياه عادمة وملوثة يحصل للمرة الثانية من "إسرائيل" إلى الأردن منذ العام 1998، وكانت قد تسببت مياه مجار ملوثة ضختها "إسرائيل" مطلع عام 1998 من بحيرة طبريا للأردن في إحداث أزمة مائية وبيئية، في المملكة وتم إقالة وزير المياه والري منذر حدادين في حكومة عبدالسلام المجالي جراء تلوث مياه محطة زي بميكروبات وفيروسات وطحالب صبغية، وبتسمم 80 مواطنا إثر ضخ "إسرائيل" مياه ملوثة.
وفي سياق متصل أكد وزير الزراعة وزير المياه والري بالوكالة المهندس سعيد المصري أن مياه نهر اليرموك "صالحة" وان نتائج الفحوصات التي أجريت مساء أمس الثلاثاء "أثبتت سلامتها".
وأكد المصري أن الوزارة ستعمل على فتح بوابة نفق العدسية في الشمال لتتدفق المياه مجددا في قناة الملك عبدالله بعد أن أغلقت في أعقاب رصد تلوث في مياه نهر اليرموك القادمة من «إسرائيل». وقال الوزير ان "الفحوصات الأخيرة لم تظهر أي آثار للتلوث، وان فرق سلطة المياه تجري فحوصات دورية ومنتظمة يوميا إلى جانب محطات الإنذار المبكر التي ترصد صلاحية المياه".
لكن وزير الزراعة وزير المياه والري بالوكالة المهندس سعيد المصري أكد أن مياه نهر اليرموك «صالحة» وان نتائج الفحوصات التي أجريت مساء أمس الثلاثاء «أثبتت سلامتها».
وأكد المصري أمس أن الوزارة ستعمل (اليوم الثلاثاء) على فتح بوابة نفق العدسية في الشمال لتتدفق المياه مجددا في قناة الملك عبدالله بعد أن أغلقت في أعقاب رصد تلوث في مياه نهر اليرموك القادمة من إسرائيل. وقال الوزير ان «الفحوصات الأخيرة لم تظهر أي آثار للتلوث، وان فرق سلطة المياه تجري فحوصات دورية ومنتظمة يوميا إلى جانب محطات الإنذار المبكر التي ترصد صلاحية المياه». السبيل