أوضح وزير المياه والري الاسبق المهندس محمد ظافر العالم ان مياه الديسي تحتوي على بعض العناصر الاشعاعية وهي خاصية طبيعية لبعض المياه الجوفية ويمكن التخلص من الاشعاعات بالمعالجة بحيث تصبح من اجود مياه الشرب وحسب مواصفة منظمة الصحة العالمية والمواصفة الاردنية.واكد العالم لـ"الدستور" ان مياه الديسي مع المعالجة مياها صالحة للشرب وقد وضعت خطة المعالجة ضمن اعمال وبرنامج تنفيذ المشروع .واضاف العالم الذي تولى اوراق الديسي ابان توليه وزارة المياه من حيث الدراسات وطرح العطاءات والمتابعة وكافة التفاصيل الفنية الاخرى المتعلقة بالمشروع ان الاحاديث والاجتهادات الفردية والتعليقات كثرت خلال الاونة الاخيرة حول موضوع مياه الديسي ، فقد وصفها البعض بانها غير صالحة للشرب كونها تحتوي على اشعاعات الفا وبيتا ، ومنهم من سيّس الموضوع وافترى على دولة شقيقة والافتراء الاكبر كان على وزارة المياه والري - سلطة المياه بانها لا تتوفر لديها المعلومة العلمية الكافية حول المياه وغير ذلك الكثير من الاقاويل والتاويلات .وقال : ان كل هذا التشويش بني على وجهة نظر طرف واحد ولم تؤحذ بعين الاعتبار رؤية وموقف صاحب العلاقة الرئيسي وزارة المياه والري - سلطة المياه ، وما قامت به من دراسات واجراءات لجعل مياه الديسي من اجود وافضل مياه الشرب .واشار العالم الى ان التقرير الذي تحدث عن وجود اشعاعات في مياه الديسي اعده خبراء غرباء بالاشتراك مع احدى الجامعات الاردنية وان خبراء هذه الجامعة هم انفسهم الذين اشتركوا مع وزارة المياه والري وتوصلوا الى نتيجة تؤكد معالجة مياه الديسي لتصبح من اجود المياه الصالحة للاستخدام البشري وقال اكتفي بالقول .. اللهم ارحم هذا البلد .وتحدث العالم عن الاجراءات والدراسات والتوصيات التي انجزت خلال فترة مسؤوليته كوزير للمياه والري ( 27 ـ 11 ـ 2005 - 29 ـ 7 ـ 2007 ) وقال لقد كان في هذه الفترة من اولويات الوزارة السير في تنفيذ مشروع مياه الديسي وان يتم انجازه وتصل مياهه الى عمان منتصف العام 2010 ، ووضعت خطة التنفيذ ضمن ثلاثة مسارات .. الاول ، الفني ويتلخص بدعوة الشركات العالمية وتأهيل المناسب منها ومن ثم اختيار الانسب ، والمسار الثاني المالي ، ويتلخص بكلفة سعر المتر المكعب من المياه ومساعدة الشركة المختارة في تأمين تمويل مناسب لخفض الكلفة على الحكومة والمواطن ، اما المسار الثالث فهو نوعية المياه ، ان وزارة المياه والري - سلطة المياه تعي وتعرف تماما كما يقول العالم ، بأن بعض ابار مياه الديسي تحتوي على اشعاعات الفا وبيتا وهي خاصية طبيعية في المياه الجوفية مكتسبة من الصخور الرسوبية التي تمر بها هذه المياه وتركيزها حوالي واحد مليسيفرت ، وان الوزارة منذ عام 2000 تدرس وتحلل وتتابع اية متغيرات على نوعية مياه الديسي ، وقامت الوزارة بالاضافة الى التحاليل المخبرية التي تقوم بها في مختبراتها الخاصة بأن ارسلت عينات من المياه من نفس المصدر الى مختبرات عالمية متخصصة في كندا وبريطانيا وتبين بأن نتائج مختبرات سلطة المياه وكندا وبريطانيا متقاربة وان نسبة التركيز فيها حوالي واحد مليسيفرت .واضاف العالم : في 22 ـ 3 ـ 2007 تم تشكيل لجنة متخصصة في الاشعاعات برئاسة الدكتور خالد طوقان رئيس هيئة الطاقة الذرية الاردنية حاليا وخمسة اساتذة من مختلف الجامعات الاردنية يحملون شهادات الدكتوراة وعضوية وزراء المياه والري والصحة والطاقة والثروة المعدنية ، لوضع الاسس والمقاييس والمعالجة لجعل هذه المياه صالحة لاغراض الشرب بحيث لا يكون لها ضرر على صحة الانسان وان تكون ضمن المواصفة العالمية والاردنية .وقال : قامت اللجنة بدراسة تفصيلية لكافة التقارير التي اعدت من قبل مختبرات سلطة المياه والمختبرات العالمية ودراسة توصية منظمة الصحة العالمية والاطلاع على تجارب واجراءات عدة دول في العالم في معالجة مثل هذه الحالة ، وخلصت الدراسات الى التوصيات التالية ..ان المياه المستخرجة من ابار الديسي - مائة مليون متر مكعب سنويا - يعالج %50 منها بالتبادل الايوني بحيث تصبح خالية من الاشعاعات ثم تخلط المياه المعالجة مع المياه غير المعالجة المتبقة - %50 - فيصبح التركيز الاشعاعي فيها حوالي ( نصف) ميلسيرفت وهو مطابق للمواصفة الاردنية والمواصفة العالمية والتي لا تشكل ضررا او تأثيرا على مياه الشرب . ثم تعين شركة استشارية متخصصة في هذا المجال لدراسة طرق المعالجة والتي افادت بطريقة التبادل الايوني وان كلفة المتر المكعب من المياه المعالجة بالخلط حوالي 75 فلسا واصل بوابة عمان ( خزان ابوعلندا) .وعلى ان تقوم وزارة المياه والري - سلطة المياه لاحقا بخلط مياه الديسي المعالجة بمياه الزارة ماعين في خزان ابوعلندا وذلك في خزان دابوق مع المياه الواردة من محطة زي للحصول على تركيز اقل من ( ثلاثة اعشار ) مليسيرفت .واكد العالم ان مياه الديسي التي سوف تصل الى المستهلك في عمان والمحافظات الاخرى ستكون من اجود مياه الشرب من حيث نسبة تركيز الاملاح الطبيعية وهي حوالي ( )250 جزءا بالمليون ونسبة اشعاع لا تزيد عن ( ثلاثة اعشار ) مليسيرفت ، علما بأن المواصفة الاشعاعية في الدول الاسكندنافية واستراليا والبرازيل وغيرها من دول العالم تزيد عن واحد مليسيرفت .وقال العالم لقد تم انجاز جميع الاجراءات اللازمة للسير في تنفيذ مشروع مياه الديسي من دراسة وتحليل وتقييم واستنتاجات وتوصيات للمسارات الثلاثة الفنية والمالية والنوعية وطريقة معالجة المياه للحصول على مياه مطابقة للمواصفات الاردنية والعالمية وترك موضوع اعادة النظر في خطة تأمين تمويل المشروع بقروض مريحة وبفائدة بسيطة لمتابعته من قبل وزارتي المالية والتخطيط مع الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبمشاركة الشركة المنفذة للمشروع .وقال العالم انه تم رفع جميع هذه التقارير لرئيس الوزراء في ذلك الوقت بموجب كتاب وزير المياه والري انذاك رقم ( وز 42 ـ 94 بتاريخ 10 - 4 - 2007 ) .وقال ان مسؤوليته الرسمية كوزير للمياه والري انتهت بتاريخ 29 - 7 - 2007 ومعها انتهت مسؤولياته الرسمية في متابعة تنفيذ المشروع كما خطط وارتأى ونسق مع وزير المياه في المملكة العربية السعودية الشقيقة والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي ابدى استعداده انذاك للمساهمة في التمويل .واكد العالم ان مشروع نقل مياه الديسي الى عمان لا يزال حيا و واعدا ويلقى اهتماما خاصا من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وتوجيهاته للحكومة لاستكمال التمويل اللازم مشيرا الى انه تم حل مسألة التمويل وانه سيتم المباشرة في التنفيذ والعمل منتصف العام الحالي .وقال انه رغم شح الموارد والمصادر المائية في الاردن وكلفة ايصالها الى المواطن فان الحكومة حريصة كل الحرص على تأمين ايصال مياه الشرب الافضل كما ونوعا للمواطن وان ابناء الوطن كل في اختصاصه حريصون على الوطن وصحة المواطن.