صحيفة العرّاب

معاكسات والفاظ جارحة للحياء في شوارع عمان السياحية

عندما يقرر الكثيرون السير بهدوء في عمان فان اقدامهم بلا شك ستأخذهم الى شارع الرينبو, احد الشوارع السياحية الهادئة الذي يطل على جبل عمان, بما فيه من عراقة واطلالة وتاريخ, كما ان الكثيرين عندما يزورهم شعور الملل يسارعون الى "القزدرة" هناك, والى غيره من الشوارع الهادئة, ولكل منها غرضها فشارع الثقافة ملجأ المثقفين وهواة الكتب, وشارع الوكالات منفذ لمحبي التسوق وعشق "الماركات التجارية".

لكن اللافت ان هذه الشوارع السياحية نوعا ما, اصبحت ملجأ لهواة المعاكسة و "التعليق على الفتيات", فلم تعد تلك الشوارع تقوم بدورها الاساسي بل تعدته لتصل الى دور سلبي من مجموعات شبابية تقوم بمغازلة ومعاكسة البنات في مشاهد لا تسر الناظرين وبالفاظ بذيئة لكل سيدة او فتاة بريئة تتمشى في هذه الاسواق
كانت هذه الشوارع التي تعتبر سياحية وذات طابع يختلف عن الكثير من شوارع العاصمة, ملجأ للعائلات للتنزه والتسوق إلا انهم الان بدأوا بالهروب منها الى اماكن اخرى خوفا من "التلطيش", وبشكل علني وامام اعين الجميع.
لم يعد يكتفي هؤلاء بالكلام, بل سارت الامور وبسرعة الى ما هو اسوأ, اصبحت الفتيات يركضن خلف الشباب للايقاع بهم والخروج بنزهة صغيرة الى احدى الشقق المفروشة او السكنات الطلابية ويا للاسف بعلم اصحابها, وكم هو غريب ان ترى الشباب والفتيات المرتديات للعباءة السوداء يتفاصلون في سعر ساعة يقضونها سويا في مكان ما او شقة هنا او هناك.
وعندما سألت "العرب اليوم" عن هذه الظواهر الغريبة عن العادات والتقاليد والدين, اجاب الجميع انهم اصبحوا يعتادون عليها لكثرة انتشارها, فقد خرجت عن نطاق الظاهرة لتصل الى حدود المشكلة, لكن من المسؤول ومن المحاسب?
يقول الحاج فارس صاحب احد المحال القديمة في شارع الرينبو انه يستغرب ما وصل اليه حال الشباب في هذه الايام الا انه في نفس الوقت قال "عادي اتعودنا على هيك صار كل الجيل مثل بعضه شباب وبنات" وايده صديقه سالم "زمان اول حول, وين احنا وين هالجيل.
وعند استطلاع آراء الناس في شارع الوكالات أكدت راما وهي طالبة جامعية انها لن تكرر النزول الى الشارع مساء فالوضع فيه ينافي العادات والتقاليد والاخلاق وهذا ما اكدته والدتها التي كانت بصحبتها وقالت "لو عندي وقت نزلت بكير بس ما بتنعاد نزلة المسا".
واكد عبدالرحمن: الوضع اصبح لا يطاق في بعض الشوارع المهمة والسياحية في عمان ولم نعد ندري الى متى هذه الظاهرة, ومن سببها, فنحن لم نكن هكذا.
أما المواطنون واصحاب المحلات فيتساءلون عن غياب الدوريات الامنية لوضع حد لحالة (الزعرنة وقلة الحياء) السائدة في هذه الاماكن التي اريد منها ان تكون متنفسا لسكان العاصمة وللعائلات.
في كثير من البلدان التي تعتبر السياحة فيها مصدر دخل وطنيا, هناك ما يسمى بالشرطة السياحية, التي تلبس لباسا مدنيا, وتنتشر في الاماكن العامة لملاحقة كل من يسيء الى الآداب العامة, كما في تونس وشرم الشيخ. اذن, الجميع يطالب الامن العام بان يقوم بدوره في وضع حد لهذه المظاهر السلبية والمعيبة التي لا توجد إلا في عمان.