:تنتظر أسرة العامل احمد عبد العزيز صالح تقرير مصير ابنها الذي يرقد في غيبوبة منذ ثمانية عشر يوما في احدى المستشفيات بالزرقاء اثر استنشاقه لغازات سامة أثبتتها التقارير الطبية .
تثبت التقارير الطبية ان المريض احمد البالغ من العمر 37 عاما ويعمل في شركة للكيماويات منذ خمسة عشر عاما "يعاني من صعوبة في التنفس وسعال حاد نتيجة استنشاقه لغازات سامة " لتسجل مؤسسة الضمان الاجتماعي هذه الحالة بأنها مرضية وليست إصابة عمل ، بحسب التقارير الطبية التي تسلمتها من الشركة والتي تفيد بانه " يعاني من زيادة الحموضة في معدته وألم في الحلق".
يقول مدير السلامة في الشركة احمد عنبتاوي " بلغني في الثامن والعشرين من تموز الماضي أن الموظف احمد عبد العزيز يعاني من الم شديد في بطنه وتم تزويده فورا بنموذج طبي وتأمين سيارة من المصنع لنقله إلى مستشفى الحكمة الحديث بالزرقاء الذي زوده بتقرير يبين " بأنه يعاني من صعوبة في التنفس وسعال حاد نتيجة استنشاقه غازات سامة" .
المدير الإداري والمالي في الشركة مروان المدني الذي يؤكد انه تم تقديم العلاج اللازم لاحمد من قبل مستشفى الحكمة المعتمد من الشركة غادر إلى منزله إلا أن حالته ساءت في صبيحة اليوم الثاني ليتم نقله إلى المستشفى من قبل ذويه مشيرا الى ان احمد يعمل بوظيفة مأمور مستودع خاص بالمواد الخام التي تدخل في صناعة المواد الكيماوية المنزلية وهي خالية من المواد السامة والابخرة .
وفي الأول من آب أصدر المستشفى تقريرا طبيا يفيد بأن المريض يعاني من الم في المعدة وزيادة في الحموضة وألم في الحلق وآثار التهاب في الرئة اليمنى أدت إلى إصابته بفشل في التنفس قد تكون ناتجة عن طبيعة عمله وتم وضعه على جهاز التنفس الاصطناعي بحسب التقرير الطبي .
زوجته ام حمزة تؤكد أن احمد غادر منزله صبيحة يوم الحادثة وهو في قمة نشاطه " إلا انه عاد في المساء وهو في حالة إعياء وتعب شديدين " وتقول " علمنا انه نقل الى المستشفى وأعطي حقنة ، وانه بعد عودته من المستشفى ذهب في نوم عميق حتى صباح اليوم التالي ".
"بعد أن تطورت حالة المريض وساءت ادخل إلى العناية المركزة في المستشفى وعندما وصل المبلغ على حساب شركة التامين إلى السقف المحدد وهو خمسة الاف دينار تم نقله الى مستشفى الزرقاء الحكومي " حسب ما يقول شقيقه محمود .
بادر وزير الصحة الدكتور نايف الفايز فور ابلاغه بحالة احمد إلى إرسال اختصاصي لدراسة حالته الصحية ومدى إمكانية نقله إلى مستشفى الأمير حمزة بعمان ليتبين أنه وصل إلى حالة الموت السريري ما يمنع إمكانية نقله إلى أي مستشفى آخر . ويشير تقرير طبي آخر صادر عن مستشفى الحكمة " أنه من المحتمل استنشاق العامل غازات كيماوية أثناء العمل كونه يعمل في مصنع كيميائي للمنظفات " كما يشير تقرير من المستشفى ذاته الى انه " يشتبه بأن التغيرات المرضية التي حدثت في الرئة قد تكون طبيعة العمل في المصنع الكيماوي للمنظفات قد أدت الى استنشاق غازات غير مرئية وسامة هي السبب في الفشل التنفسي" في الوقت الذي تؤكد فيه مؤسسة الضمان الاجتماعي " خلو التقارير الطبية الموجودة لديها من أن سبب الإصابة قد يكون ناتجا عن استنشاق غازات سامة " .
يقول شقيقه محمود " ان لدينا تقارير طبية من المستشفى تفيد بأن سبب حالة احمد تعود لاستنشاق غازات سامة " ويستغرب ما تدعيه الشركة بعدم انبعاث أي غازات من المكان الذي يعمل به كون عمل شقيقه مأمور مستودع لمواد خام .
ويؤكد زملاء للمريض فضلوا عدم ذكر أسمائهم خوفا على مصدر رزقهم " بأنهم قبل الحادثة بيومين قاموا مع احمد بتفريغ براميل ممتلئة بمواد كيماوية في جالونات ، الا أنه سكب على الارض بعض من المادة التي كان يحملها احمد ونظفها ما أدى الى استنشاقه للمواد السامة أكثر منهم " .
ويؤكد هؤلاء لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) " أنهم استبعدوا من تقديم شهادتهم للجان التفتيش المختصة التي زارت المصنع ، وتم اختيار من ادلوا بشهادتهم من قبل إدارة المصنع " .
يقول المدير الإداري في الشركة " انه أرسل كتابا الى مؤسسة الضمان الاجتماعي بحالة احمد عبد العزيز بأنه يعاني من مرض مهني إلا انها ولغاية الان بانتظار تقرير من المؤسسة لتحديد بيان المرض ان كان ناتجا عن عمل مهني ام لا "، مؤكدا ان الشركة "لن تقصر مع موظفها".
يشير تقرير طبي الى احتمالية ان تكون طبيعة العمل هي السبب في استنشاق غازات كيماوية أثناء العمل " ما أدى الى الفشل التنفسي وإصابة المريض بوذمة دماغية ( تراكم المياه داخل وخارج الخلايا في المخ ) وهو الآن قيد المعالجة " .
يؤكد شقيق المريض انه بعد احد عشر يوما من إقامة شقيقه في المستشفى " طلبت إدارة المستشفى نقله إلى مستشفى آخر لتجاوز المريض السقف المسموح به في التامين الصحي الى ألف دينار حيث وقعت على تعهد بدفع هذا المبلغ " .
مؤسسة الضمان الاجتماعي وعلى لسان الناطق الإعلامي موسى الصبيحي تؤكد أن المؤسسة تلقت في الأول من شهر آب إشعارا من الشركة بحادث عمل بحق العامل احمد عبد العزيز صالح مرفق بتقارير طبية ، وقامت لجان التفتيش التابعة للمؤسسة بزيارة الشركة وإجراء التحقيق مع الشهود ، وتبين بناء على التقارير وشهادة الشهود "بأن الإصابة مرضية وليس إصابة عمل" .
ويتابع الصبيحي ان "التقارير الطبية الموجودة لدى المؤسسة لا تشير الى وجود حالة استنشاق للغازات السامة ، وكل ما تتضمنه فقط ان المصاب يعاني من حموضة وألم في الحلق وأجريت له الإسعافات الطبية اللازمة " .
ويقول ان المؤسسة ابلغت الشركة بقرارها غير النهائي هاتفيا عن طريق ضابط الارتباط مع الشركة ،وسيصار الى تزويدهم بالتقرير كتابيا ، في الوقت الذي يؤكد فيه المدير المالي والإداري للشركة "عدم معرفته بالقرار وعدم تسلم الشركة بنتيجته " مستهجنا طول المدة .
يؤكد الصبيحي ان قرار اللجنة هو قرار أولي يحق للمنشأة وصاحب العلاقة الاعتراض وابراز التقارير والشهود والإثباتات التي تؤكد صحة ادعائهم بان هناك إصابة عمل ، مشيرا الى ان مؤسسة الضمان الاجتماعي ملزمة بحماية جميع الحالات ضمن القانون لذلك تركت الباب مفتوحا للاعتراض خلال 15 يوما من تاريخ التبليغ بالقرار وابراز البيانات والوثائق التي تؤكد مطلبهم ليصار الى إعادة التفتيش او التحقيق من اللجنة او تحويلها الى لجنة أخرى .