قال مزارعون في مناطق وادي الاردن انهم مترددون بين الزراعة المبكرة او تاخيرها لحين انتهاء موجات الحر الشديدة التي تشهدها المملكة منذ اسابيع، والمتوقع ان تستمر خلال الايام المقبلة من آب.
واشاروا الى ان موجات الحر دعتهم الى تاخير مواعيد الزراعة، وبالتالي تردي وضعهم الاقتصادي وبخاصة اصحاب مزارع الخضار كالباذنجان والبندورة والكوسا والخيار والفلفل ؛لان تاخرها يعني تاخر الانتاج والمردود المادي لهم كون معظمهم قاموا بتشتيل الاشتال استعدادا لزراعتها .
واضافوا ان تاخر موعد الزراعة وبقاء الاشتال في المشاتل سيكون على حساب العمر الانتاجي للنبتة ، ما يسبب عدم تمكنهم من سداد الالتزامات المادية التي التزموا بسدادها مع بدء الانتاج .
وذكروا ان الاجواء الحارة اسهمت في تبكير موسم نضوج ثمار اشجار النخيل وتدني جودتها؛ ما يؤثر على تسويقها بشكل جيد وباسعار اقل مما هو متوقع .
ويتوقع بعض المزارعين المتخصصين بزراعة النخيل في مناطق الاغوار بان حدوث مثل هذه الموجات مع النقص الحاصل في مياه الري سيعمل على التوسع في زراعة النخيل في المناطق لقدرتها على التاقلم مع درجات الحرارة المرتفعة وحتى 54 درجة مئوية .
واكدوا انهم قاموا منذ فترة مبكرة - وبعد نهاية الموسم الزراعي الماضي الذي انتهى مبكرا والحق بهم خسائر مادية لانخفاض الاسعار - بتجهيز الارض للزراعة لكي يتمكنوا من الزراعة المبكرة واللحاق بالموسم الزراعي ؛ لعلهم يتمكنوا من تسديد ما ترتب عليهم من ديون خلفها الموسم الزراعي الماضي .
ودعا مدير زراعة وادي الاردن المهندس عبدالكريم الشهاب المزارعين إلى التريث في زراعة اراضيهم لحين انخفاض درجات الحرارة لضمان حصولهم باذنه تعالى على موسم جيد وانتاج افضل وبكلف اقل من الزراعة في الوقت الحالى .
وقال لـ (بترا) ان ارتفاع درجات الحرارة اثر سلبا وبشكل كبير على القطاع الزراعي في الوادي ، مشيرا الى انتهاء الموسم الزراعي السابق بشكل مبكر وقبل شهرين من الوقت المتعارف عليه مما سبب خسائر للمزارعين .
واشار الشهاب الى إن مدة التاخير ستزيد على العشرين يوما اذا تحسنت الظروف المناخية اما اذا ما استمرت على هذا الحال فان مدة التاخير ستزيد على 45 يوما وقد تصل لاسمح الله الى شهرين .
واضاف ان المزارعين لا يستطيعون الزراعة كما في السابق مع نهاية اب وبداية ايلول وذلك لعدم توافر كميات كافية من المياه مع زيادة التبخر جراء ارتفاع درجات الحرارة والتي تعمل ايضا على انتشار الامراض الفطرية على الاشتال الصغيرة مما يقلل من فرصة نجاح نموها .
واكد الشهاب ان كمية الفاقد في الاشتال ستكون كبيرة اذا استمرت درجات الحرارة بنفس الارتفاع وان ارتفاع كلف الزراعة المبكرة تجعل منها مغامرة قد لا تحمد عقباها لان المزارعين سيلجأون الى استخدام المبيدات الفطرية بكميات كبيرة خلال الموسم لان الامراض الفطرية تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة وتنتهي مع بداية تساقط لامطار.(بترا)