تتجدد أهمية تواصل البحث مع أطراف مجاورة عن تأمين كميات مياه إضافية للمملكة لتغطية "تواضعها" عن إمكانية تلبية الاحتياجات، سيما وأن الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة ساهم بضياع نحو 10 آلاف متر مكعب يوميا من المياه المخزنة بكل سد إثر التبخر، خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وتبين أرقام وزارة المياه والري، أن تبخر المياه من سدود المملكة العشرة خلال الأسبوع الماضي، تركز في سد الوحدة، نتيجة انخفاض حجم التدفق من نهر اليرموك وتبخر مياهه، حيث وصل إلى 150 لترا بالثانية.
وبحسب وزارة المياه والري فإن كمية المياه المخزنة في سدود المملكة التسعة بلغت 137 مليون متر مكعب في منتصف آذار/ مارس الماضي وبنسبة 63 بالمائة من السعة التخزينية الكلية لهذه السدود البالغة 215 مليون متر مكعب.
وأوضحت الوزارة أن كميات التخزين كانت على النحو التالي: سد الملك طلال 39ر48 مليون متر مكعب، العرب 73ر9، شرحبيل 51ر1، شعيب 43ر1، الكفرين 61ر4، الكرامة 56ر21، التنور 14ر12، الوالة 18ر8، والموجب 82ر29 مليون متر مكعب.
وأشارت إلى أن كمية التخزين في سد الوحدة بلغت 15 مليون متر مكعب من مجمل سعته الاستيعابية البالغة 110 ملايين متر مكعب.
أما الارتفاع الشديد على درجات الحرارة العظمى إلى نحو 43 درجة مئوية، والذي شهدته المملكة اعتبارا من بداية آب (أغسطس) الحالي، فأدى بدوره إلى اختلالات "كبيرة"، لجهة التزويد المائي، نتيجة زيادة الطلب عليها ونقص كمياتها، في بلد يعاني أصلا من أزمة حقيقية، ويقع على شفا حفرة "عطش" مائي.
ويعتبر أمين عام سلطة وادي الأردن سعد أبو حمور، في تصريح إلى "الغد"، أن معدل التبخر الذي شهدته مختلف سدود المملكة خلال الأسبوع الماضي، "مرتفع جدا"، مؤكدا ضرورة تأمين كميات إضافية عبر مختلف الإجراءات.
ورغم أنه لا يمكن إلغاء حقيقة تفيد بارتفاع منسوب مخزون السدود الحالي عن نظيره في العام الماضي، بما نسبته 19 %، وفق المؤشرات الرسمية، إلا أن أزمة "الحرارة" التي تعبر المملكة حاليا حالت دون الحفاظ على المياه واستغلالها عند الطوارئ.
وتفرض تلك "الأزمة" على المملكة الاستعجال بإجراءات الخطط طويلة الأمد، بالتوازي مع إجراءات حالية تمثلت بتأمين مخصصات مالية للاستئجار المباشر لصهاريج المياه، حيث يتم توزيع الصهاريج المستأجرة على المناطق التي يتزامن فيها انقطاع المياه في وقت دورها فقط.