راعي أغنام من سوريا حل ضيفا على أردني وبات عنده في المنزل، لكن الضيف اختفى وشقيقة المضيف في الليل، فخرج غاضبا يبحث عنهما مع أبناء عمومته، فوجدهما في وضع غير لائق بمحمية الشومري بمدينة الأزرق، شرق الأردن. فاخرج مسدسه وأطلق أربعة رصاصات على شقيقته، وست رصاصات على الراعي، ما أدى إلى مصرعهما على الفور.
هذه ليست قصة لمسلسل درامي، بل هي مشهد لما يسمى بـ "جريمة الشرف" التي تهز المجتمع الأردني بمعدل اثنتي عشره إلى سبع عشرة مرة سنويا.
وإذا كانت بطلة هذه الجريمة، أي الفتاه، مُسكت في وضع غير لائق، فان ثمانين في المائة من الفتيات اللواتي يقتلن بدافع الشرف عذراوات، حسبما يؤكد المركز الوطني الأردني للطب الشرعي.
وتقول الناشطة في مجال المرأة، سلوى الأزهري إن العادات والتقاليد وطبيعة التنشئة للشاب في المجتمعات العربية هي من أهم الأسباب التي تكمن وراء مثل هذه الجرائم.
ومسمى "جريمة الشرف" لا يستخدم من قبل الجهات الأمنية والقضائية الأردنية، إنما شاع استخدامُه للتعبير عن مضمون المادة ثمانية وتسعين في قانون العقوبات بالأردن.
ولا يوجد في الأردن قانون يعطي الحق للرجل في قتل قريبة له، يعتقد أنها قد ألحقت العار بالأسرة، كما أن جرائم القتل دفاعا عن الشرف نادرا ما تؤدي إلى صدور حكم بالسجن لمدة تزيد عن سنة، ويمكن تخفيف الحكم إلى ستة أشهر.
وقالت المحامية رجا البوابيجي: "إن المادة 340 عقوبات خضعت إلى تعديل ألغى العذر المُحل، واستبدله بالمعذر المخفف، وأضاف المُشرّع عبارة (فراش غير مشروع) في المادة، وهي عبارة واسعة التفسير."
وبالنسبة للشريعة الإسلامية، فلا يوجد فيها ما يسمى بجريمة الشرف، مما دفع الدكتور عبد المجيد الصلاحين، أستاذ الشريعة في الجامعة الأردنية، للتساؤل كيف تكون جريمة، ونضيف إليها الشرف؟ داعيا إياها بـ" الجريمة بزعم الدفاع عن الشرف."
ويؤكد الدكتور الصلاحين "أن حماية الأخلاق أمر موكول إلى الدولة، ولا يصح للإنسان أن يأخذ القانون بيده، وان الشريعة الإسلامية أحاطت إثبات جريمة الزنى بشروط صارمة، وهي الأربع شهود، وهذا أمر مستحيل."
ويؤكد قضاة ومحامون أن معظم هذه الجرائم لا علاقة لها بالشرف، وإنما ترتكب لأسباب أخرى، كالميراث أو الخلافات العائلية وغيرها.
...جريمة اخرى
ووقعت امس الاول آخر جرائم الشرف في الاردن حيث اقدم اردني على قتل ابنته بمساعدة ولديه بعد ان شاهدها شقيقها وهي تتحدث مع شاب غريب فيما يبدو انها "جريمة شرف" جديدة، حسب ما افاد مصدر امني أمس السبت.
وقال المصدر "اقدم أب على قتل ابنته (19 عاما) بمساعدة ولديه الحدثين بعد ان انهالوا عليها ضربا بالعصي الغليظة على مختلف انحاء الجسم في منزل العائلة الواقع في الغويرية في محافظة الزرقاء (23 كلم شمال عمان)".
واضاف ان "الحادث وقع الجمعة بعد ان ادعى احد اشقائها أنه شاهدها وهي تتحدث مع شاب غريب في احد احياء المدينة وهي تضع مساحيق التجميل".
واوضح المصدر ان "والد الفتاة قام بنقلها الى مستشفى الزرقاء الحكومي الا انه تبين انها فارقت الحياة حيث قام بتسليم نفسه وولديه الى مركز الشرطة".
وبحسب المصدر "جرى في قسم الطب الشرعي في مستشفى الزرقاء اليوم (السبت) تشريح جثة الفتاة حيث تبين اصابتها بنزيف في الدماغ ادى الى وفاتها فضلا عن كدمات في مختلف انحاء الجسم".
ومن جهته أكد مصدر قضائي ان "مدعي عام محكمة الجنايات وجه تهمة القتل القصد للمتهمين الثلاثة وقرر توقيفهم 15 يوما على ذمة القضية".
ويشهد الاردن سنويا ما بين 15 الى 20 جريمة شرف فيما سجلت 17 جريمة من هذا النوع عام 2007.
ورفض مجلس النواب الاردني مرتين تعديل المادة 340 من "قانون العقوبات" التي تفرض عقوبة مخففة على مرتكبي جرائم الشرف رغم ضغوط تمارسها منظمات تعنى بحقوق الانسان لتشديدها. الحقيقة