صحيفة العرّاب

الملكة رانيا تؤكد ان العلم والمعرفة مُلك للجميع

اعلن في عمان امس افتتاح مركز كولومبيا لابحاث الشرق الأوسط الذي يأتي ثمرة لجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله ويعتبر الأول ضمن خطة جامعة كولومبيا لانشاء شبكة من المراكز حول العالم لتشجيع وتسهيل التعاون الدولي ومشروعات البحوث الجديدة.

 وألقت جلالة الملكة رانيا خلال حفل الافتتاح كلمة أكدت فيها أن وجود جامعة كولومبيا في الشرق الأوسط يجسد أسمى معاني العالم الأكاديمي, ألا وهو أن العلم والمعرفة هي مُلك للجميع, وأن التعليم لا حدود له.
 
وقالت جلالتها عملت جامعة كولومبيا في الأردن منذ وقت طويل بأقسامها وبرامج الدراسات العليا التي توفر المعلومات للباحثين وتعود بالنفع على الأردنيين, وتنير جامعة كولومبيا الطريق في الأردن أمام العاملين في العمل الاجتماعي ليتعرفوا على طرق ووسائل جديدة تساعدهم في أداء عملهم تمدهم بالنشاط والأمل وتعدهم ليتمكنوا من تقديم العون لمن يحتاجه بطرق أسرع وأفضل.
 
وأضافت جلالتها أما كلية المعلمين التابعة لجامعة كولومبيا فتساهم في تحسين مهارات المعلمين والمعلمات لدينا, وتزيد من ثقتهم بأنفسهم وتصقل مهاراتهم وتقنياتهم, وتساعدهم ليصبّوا اهتمامهم ليس على الالواح من أمامهم بل على الطلاب أنفسهم.
 
وبالحديث عن نظرتها المستقبلية لمراكز الابحاث قالت جلالتها, بينما تنمو مراكز شبكات الأبحاث, سيرتبط الأردن بمجتمع لا يقدر بثمن من العلماء والمثقفين, والمهندسين والفنانين, والمعلمين والمتعلمين ليصبح الأردن بذلك ملتقى للنشاطات الفكرية, ومع الوقت سيصبح مركز كولومبيا للأبحاث مصدرا أكاديميا رائدا في الشرق الأوسط ومقدما مهما للمنح العالمية.
 
واضافت جلالتها نعم, لن تقوم شبكة كولومبيا للأبحاث بتوسيع آفاق معرفتنا فقط ونشر مبادئ التسامح والتفاهم المشترك بيننا, بل ستجسد أيضا أسمى معاني الوجود الانساني, وهو أن جميع الناس سواسية وأن الانسانية لا حدود لها.
 
وأعرب رئيس جامعة كولومبيا لي بولنجر عن إمتنانه بشكل خاص للتشجيع والدعم القوي الذي حصلوا عليه من جلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله في انشاء هذا المركز.
 
وبين بولنجر أن هذا المركز هو الثاني من بين6 الى8 مراكز أخرى سيتم انشاؤها في أنحاء مختلفة من العالم في المستقبل.
 
وجالت جلالة الملكة رانيا في مرافق المركز يرافقها رئيس الجامعة ومدير مركز كولومبيا في عمان, حيث التقت جلالتها مجموعة من المشاركين في دورات تدريبية في مجال العمل الاجتماعي, واستمعت من أحدهم عن أهمية هذه الدورات وما اكتسبوه من مهارات وخبرات متعددة كمبادئ الاشراف وتقييم الحالات المختلفة وكيفية التعامل معها.
 
وانضمت جلالتها الى مجموعة من المعلمين ممن انهوا دورات التيسول اضافة الى11 معلما ومعلمة كانوا قد أنهوا دورات تدريبية في جامعة كولومبيا في نيويورك عام,2007 حيث شاركوا جلالة الملكة تجاربهم والمهارات التي اكتسبوها, معبرين عن رغبتهم بحضور عدد أكبر من الدورات التي تساعدهم في مجال عملهم.
 
وفي ختام جولتها اطلعت جلالة الملكة على أقسام معرض الهندسة والتخطيط ومعرض الفنون واستمعت الى شرح موجز من عميد كل قسم عن آلية العمل المتبعة وأحدث المشروعات التي يعملون عليها حاليا.
 
وترأست جلالتها اجتماع المجلس الاستشاري للمركز المكون من14 عضوا, حيث تمت مناقشة استراتيجية المركز وكيفية تطوير برامجه لتتمكن من توفير حلول دائمة لعدد من المشكلات العالمية منها الاستدامة والتعليم والتغيرات المناخية ومشكلة العجز المائي والفقر.
 
وأكدت جلالة الملكة أهمية انشاء هذا المركز الذي سيوفر حلولا جديدة لمشكلات القرن الواحد والعشرين.
 
وتلا الجلسة الافتتاحية, جلسة حوارية حول التنمية المستدامة في منطقة الشرق الأوسط, واخرى تناولت وجهات النظر حول رئاسة أوباما, أدارها استاذ الدراسات العربية الحديثة في جامعة كولومبيا رشيد الخالدي, وشارك فيها المسؤول الاداري في جامعة كولومبيا الان برينكلي والمسؤولة الادارية في الجامعة الأمريكية في القاهرة ليزا أندرسون, ورئيس دراسات الشرق الاوسط في جامعة برنستون دانيال كيرتزر ومراسل بي بي سي في الشرق الأوسط جيم موير.
 
وستوفر مراكز كولومبيا للأبحاث مجموعة من الأنشطة والموارد لتحسين نوعية التعلم والأبحاث في العالم وقاعدة إقليمية للأنشطة العلمية في جميع أنحاء الشرق الأوسط, كما سيعزز الشراكات الأكاديمية للجامعة وبرامجها في المنطقة.
 
وينصب التركيز على إنشاء شبكة من الشراكات في عواصم العالم لمواجهة التحديات العالمية المعقدة من خلال التعاون بين الباحثين والطلاب والموظفين في المؤسسات الحكومية والخاصة, والمبدعين في المجالات كافة.
 
وتعتبر جامعة كولومبيا, خامس أقدم مؤسسة للتعليم العالي في الولايات المتحدة, وواحدة من أفضل المراكز البحثية في العالم, وتهتم بتدريب المعلمين إضافة إلى ما تقوم به من أبحاث في مجالات الطبّ, والعلوم والفنون, والعلوم الإنسانية.
 
وتسعى باستمرار إلى تعزيز آفاق المعرفة والعمل لإيجاد مجتمع يعالج القضايا المعقدة في عصرنا.
 
وأقامت جلالة الملكة مأدبة عشاء تكريما للمشاركين في حفل افتتاح المركز في قصر بسمان الزاهر.