يتسابق عشرات المستثمرين من العقاريين حاليا على شراء أراض في مناطق مختلفة من العاصمة تتركز معظمها في المناطق الغربية منها, ويأتي هذه التسابق نتيجة انهاء الكثير منهم حصصهم ضمن مشروع سكن كريم وبعد ان استلموا مستحقاتهم المالية منه مما عمل على توفر السيولة عندهم مما شجعهم للتوجه نحو استثمارات عقارية جديدة.
وقال عدد من العقاريين والمقاولين لـ العرب اليوم ان هناك توجهاً كبيراً من قبل المستثمرين لشراء الاراضي حيث ان رغبات المستثمرين تركزت على التوجه نحو استثمارات إنشائية جديدة نتيجة توفر السيولة النقدية بين أيديهم, مبينين ان الطلب على الاراضي سجل خلال هذه الفترة نموا كبيرا كمنتج أولي عند المستثمرين من أفراد وشركات في المملكة.
وأكد مختصون منهم أن اسعار مواد البناء حاليا من اسمنت وحديد وغيرها تتجه إلى الاستقرار من دون تحديد مدى هذا الاستقرار, الذي يتأثر بعوامل العرض والطلب والركود الذي يشهده السوق العالمي من جهة, والسوق المحلي من جهة أخرى خلال الإجازة الصيفية وشهر رمضان.
نائب رئيس جمعية مستثمري الاسكان ماجد غوشة اكد من جانبه ان هناك طلبا جيدا حاليا على الاراضي من قبل المستثمرين نتيجة انهاء الكثير منهم لاعمالهم بمشروع سكن كريم وآخذ الجزء الأكبر من استحقاقاتهم المالية, مشيرا ان المستثمر الذي انتهى من جزئيته بالمشروع اصبح لديه سيولة مالية جعلته يتوجه نحو استثمارات عقارية جديدة.
واضاف ان اسعار الحديد والاسمنت هذه الفترة مشجعة بالمقارنة قبل شهرين للبدء بمشاريع جديدة حيث بلغ سعر طن الحديد 490 دينارا والاسمنت 95 دينارا للطن, مبينا ان الحديد قبل شهرين وصلت أسعاره الى حدود 560 دينارا ثم عاود الانخفاض بعد ذلك.
وقال غوشة ان اسعار الحديد والاسمنت لا تحتكم دائما لحالات استقرار البناء حيث ان الذي يتحكم بأسعارها بالمجمل هو مقدار التنافسية بالسوق, مشيرا الى ان افتتاح اكثر من مصنع اسمنت في المملكة ادى الى احتدام المنافسة محليا اضافة لما يستورد من الدول المجاورة بأسعار تنافسية.
وتوقع ان تكون الحركة الإنشائية جيدة في الفترة المقبلة موضحا ان السيولة التي تدفقت من جديد بأيدي المستثمرين ستساهم بإعادة احياء سوق الانشاءات من جديد.
وأكد غوشة ان الأرض غالباً تتمسك بسعرها, بعكس المبنى الذي هو بحاجة إلى صيانة وترميم بين الفترة والأخرى, وفي بعض الأحيان قد لا يكون للمبنى الواقع على الأرض أي قيمة, فيباع المبنى بقيمة الأرض على اعتبار موقعها.
إلى ذلك قال المقاول علي خريسات أن الطلب الحاصل على الاراضي من قبل مستثمرين حاليا يؤكد أهمية الأراضي بشكل عام في ثقافة المستثمر المحلي, مشيرا ان السيولة النقدية تعد اهم عامل يعول عليه المستثمر العقاري قبل الإقدام على أي مشروع عقاري جديد.
وقال خريسات إن ثقافة الاستثمار في الأراضي ليست وليدة اللحظة مشيراً أن الكثير من الشركات العقارية تعمل من خلال الاستثمار في الأراضي, وقد تكون النسبة العظمى من أولئك المستثمرين محليين.
وأكد خريسات أن التطوير العقاري بمفهومه القديم وهو ما كان يعمل على تطوير مخططات الأراضي, ساهم وبشكل فعال في تطوير الأحياء السكنية, مشيراً أن تطوير الأراضي احد أهم الأشكال العقارية الاستثمارية التي تحقق العوائد الجيدة.