أكد المتهم بطعن السائح الالماني رينهاردي ولدمر (63 عاما) في وسط عمان في اذار (مارس) العام الماضي، براءته امام محكمة امن الدولة امس، مبررا ذلك بأنه "يعاني من مشاكل نفسية". وكانت امن الدولة اسندت الى محمد برهم (35 عاما) بعد التحقيق معها تهمة القيام بأعمال ارهابية.
وخلال جلسة عقدت امس، نفى المتهم في أفادته الدفاعية ان "يكون طعن السائح الأماني، أو ان يكون منتميا لأي تنظيم ارهابي"، فيما أرجأت المحكمة النظر بالدعوى الى الخامس من الشهر المقبل لتمكينه من احضاره شهود الدفاع في القضية.
وكانت محكمة امن الدولة أحالت في شهر حزيران (يونيو) الماضي المتهم برهم الى المركز الوطني للطب النفسي للتأكد من حالته النفسية وقواه العقلية، الا ان المركز اثبت اهلية المتهم للمحاكمة كونه لا يعاني من اي مرض نفسي او عقلي وانه مدرك لافعاله ويمكنه المثول امام المحكمة ويتفهم مجريات القضية.
يذكر ان وكيلة الدفاع عن المتهم قدمت في بداية المحاكمة تقريرا طبيا صادر في العام 2003 عن طبيب نفسي كان يشرف على علاج المتهم برهم يفيد بأنه يعاني من انفصام بالشخصية.
ويعمل المتهم في امانة عمان الكبرى كعامل مياومة، حيث كان يتواجد بحكم عمله في منطقة وسط البلد، حيث اعتاد السياح الاجانب زيارة المواقع الاثرية الموجودة في المنطقة، بحسب لائحة الاتهام، التي اشارت الى ان "برهم كان ينتابه الغضب لدى مشاهدته للسياح لاعتقاده أن كافة مشاكل المسلمين في العالم هم سببها".
واستنادا الى اللائحة، فإن "المتهم اخذ يفكر في طريقة للانتقام منهم وقد هداه تفكيره إلى ان يقوم بالاعتداء بالقتل على هولاء السياح انتقاما للمسلمين".
وتشير اللائحة "وفي بداية العام 2008 اقدم المتهم على شراء سكين من احد محال وسط البلد وذلك لاستخدامها في الاعتداء على احد السياح وقتله وتوجه في بداية شهر اذار (مارس) من العام الماضي الى منطقة وسط البلد بانتظار الفرصة الملائمة لتنفيذ اعتدائه وقد تجول في المنطقة الا انه لم يتمكن من تنفيذ ما يخطط له، حيث عاود محاولته بعد عدة ايام الا انه فشل في تنفيذ الاعتداء".
"وفي صباح يوم الجمعة الرابع عشر من شهر آذار (مارس) العام الماضي قرر المتهم تنفيذ ما عقد العزم عليه، حيث توجه الى منطقة وسط البلد في مدينة عمان وبحوزته السكين التي كان قد اشتراها لتنفيذ عملية الاعتداء"، بحسب اللائحة.
وأفادت اللائحة "وقف المتهم في طرف الشارع قرب الساحة الهاشمية وفي المنطقة التي اعتاد السياح على ارتيادها في تلك الفترة ولدى وصول السائح الالماني رينهاردي ولدمر وزوجته الى تلك المنطقة اقترب منهم المتهم وقام بالإمساك بالسائح وطعنه في بطنه وقام بسحب السكين بشكل افقي وهي مغروزة في البطن لتحقيق اكبر قدر من الضرر للسائح ولضمان قتله، ثم قام ألقى بعد ذلك السكين ارضا وحاول الفرار من مكان الحادث الا انه تمت مطاردته من قبل احد رجال الامن ومجموعة من المواطنين المتواجدين في مكان الحادث وتمكنوا من إلقاء القبض عليه، علما ان المتهم اعترف بكامل هذه الوقائع اثناء التحقيق معه".
يشار الى ان مدير الامن العام اللواء مازن تركي القاضي كان قد رفع مراقب سير استثنائيا لتمكنه من القبض على المتهم برهم فور ارتكابه الجريمة.