ما تزال ربات البيوت الاردنيات الى يومنا هذا، يعمدن في الاعداد لعيد الفطر المبارك، الى تطبيق طقوس ورثنها عن الامهات والجدات جيلا بعد جيل، حيث ينهلن من عادات وتقاليد لم تنضب رغم إنتشار محلات الحلويات بكثافة والمتغيرات التي فرضها إيقاع العصر الحديث.
ورغم تعدد أساليب تحضير حلوى ومعجنات عيد الفطر بانواعها والتي تستند الى تنوع وثراء البيئة الاجتماعية الاردنية من حضر وريف وبادية، فان هذه الطقوس بخطوطها العريضة، تنعكس من خلال استحضار جماليات الموروث التي تنسجها الاردنيات بترابط سلس يجمع بين بساطة العناصر المحلية المستخدمة وبهجة الاحتفاء بالعيد، على اجواء تلك البيوت المسكونة بالحميمية والالفة والمزدحمة بالتعاون والتسابق على انجاز الحلويات الشعبية مثل الهيطلية واللزاقيات المفعمة برائحة الجدات بحيث تمثل فرصة للفتيات من جيل النشىء للتعلم.
وأجمعت ربات البيوت في حديثهن لوكالة الانباء الاردنية(بترا) على ان العيد يبقى، بكل طقوسه، رمزا للتراحم والتقارب في مختلف جوانبه الروحية والاجتماعية وهو ما يحدو بهن الى المسارعة لتعزيز هذه الاجواء من خلال التحضيرات التي تتطلب جهدا جماعيا لتعمل على تواصل الجيل الجديد من الفتيات مع هذه الحالة لتشكل تدريبا عمليا لهن.
واعتبرت وفاء فريحات "ام علي" من عجلون العيد مناسبة عظيمة لها قدسية دينية واجتماعية على مستوى الأسرة والمجتمع، مبينة ان تجهيزاتها لاستقبال العيد تخضع لاعتبارات متعددة منها تجهيز الطعام لأول أيام العيد يستدعي تحضير غذاء خفيفا لا يرهق المعدة.
وعن إعداد حلوى العيد قالت "ام علي" أنها تقوم باعداد الهيطلية المصنعة من الحليب والنشأ المستخرج من مادة القمح المجروش حيث يوضع الخليط على النار لمدة نصف ساعة ثم يضاف له السمن البلدي والصنوبر.
وبينت إيمان العساف "ام وضاح" من السلط أنها تستقبل العيد وأسرتها بحلة جديدة وإيقاع حياة متجدد، موضحة أنها تقوم بتجهيز الحلوى الشعبية الخاصة بالعيد وهي اللزاقيات المصنعة من مادة طحين القمح البلدي المخبوز على الصاج ثم تشرب الأرغفة بالسمن البلدي ثم يرش عليها السكر أو تشبع بالقطر المحلى لتكون جاهزة لتقدم للضيوف.
فيما بينت احلام القصص "ام مجد" من اربد انها تقوم بتجهيز الحلوى قبل ايام العيد واهمها حلوى المعمول المصنع من عجينة القمح البلدي والمحشو بالفستق والجوز وحبة البركة اضافة الى إعداد حلوى الغريّبة التي تصنع من عجينة خاصة بها وتحشى بالفستق.
وتحرص "ام مجد" على ان تدخل السعادة الى ابنائها الذين، كما تقول، يسالون دائما "متى ياتي العيد يا ماما حتى نلبس ملابس جديدة" كما تحرص بشكل مستمر على دعوة الاهل والاقرباء لتناول وجبات تقليدية تعدها من الموروث الشعبي لمنطقة شمال الاردن ومنها وجبة "المطبق" المصنوع من رقائق الطحين المشبع بالزيت البلدي والمكسو بالبصل والسماق والصنوبر والمكسرات فيما وجبة "المكمورة" تتكون من العجين البلدي والدجاج المسحب او اللحم البلدي الذي يوضع في الفرن لبضع ساعات.
أما شهيرة كساب "أم كرم" من عمان فقالت أنها تستعد لاستقبال العيد مبكرا حيث تبدأ بالتخطيط لبرنامج العيد، الذي يشمل تحضيرات اعداد الحلوى واحتياجات الأسرة وتزيين اركان المنزل واختيار الملابس والاستعداد لاستقبال الضيوف.
وبينت ان هذا البرنامج يشمل الاعداد لاصناف من حلوى وكعك العيد والغريبة والمعمول المصنع من السميد المحشو بعجينة التمر واخرى مصنعة من جوز الهند والفستق الحلبي.
فيما لفتت ميس المرابط من عمان الى أنواع الحلويات التي تنوي أعدادها للعيد مثل الكلاج والمعمول المحشو بالجوز وكعك العجوة.
وقالت ختام نايف المثقال"ام زيد" من الطفيلة عن انه يصادف في اول ايام عيد الفطر المبارك عيد ميلاد زوجها حيث وعدته بإعداد الزلابية التي كانت والدته تعدها له في شبابه، واصفة بان السعادة تغمرها وهي تعد طعام وحلوى العيد حيث يلتئم شمل جميع أفراد الاسرة.
ام طارق الساعي قالت انها تستقبل العيد بالدعاء والصلاة وقراءة القرآن، مؤكدة ان "الرشوف" هو وجبة الغذاء المفضلة لديها ولدى افراد اسرتها اضافة الى انها تعد اللزاقيات و"قراص العيد" المعجون بالزيت وحبة البركة.
(بترا)