وافق مدعي عام محكمة صلح جزاء عمان الأسبوع الماضي، على تكفيل طبيب تخدير تسبب بخطأ طبي لشاب عشريني، بعد توقيف له في سجن الجويدة دام 3 أشهر، فيما تهرب الطبيب الجراح الذي أجرى العملية، وتسبب بذات الخطأ من حضور جلسات المحكمة، التي تجاوزت لغاية نشر التقرير العشر جلسات.
وقالت والدة الشاب محمد البياري المسجى على سرير الشفاء في أحد المستشفيات الخاصة بعمان لـ"السبيل": "لجنة التحقيق المنبثقة عن وزارة الصحة، أكدت تعرض ولدي لخطأ طبي قاتل، وعلى المتسببين بالخطأ أن ينالوا عقابهم في الدنيا قبل الآخرة".
وكانت "السبيل" قد نشرت تقريرا صحفيا تطرق لحالة الشاب محمد البياري، الذي أدخل إلى مستشفى خاص لإجراء عملية تصحيح انحراف في وتيرة الأنف، لكنه كان على موعد مع غيبوبة طويلة الأمد بعد تعرض أجزاء من دماغه للتلف.
التقارير الطبية التي اطلعت عليها "السبيل" سابقا، تحدثت عن ارتفاع سوائل الكلى والرئتين إلى المخ، الأمر الذي تسبب بتلف في الأنسجة الدماغية.
وتقول والدة البياري: "ذهب محمد لإجراء عملية جراحية بسيطة في الأنف، لكن الطبيب في المستشفى التخصصي اعتذر عن إجراء العملية، بعد أن أكدت الفحوصات إصابته بانفلونزا حادة، والتهاب في الرئتين، عندها طلب منه تأجيل العملية لإشعار آخر"، وتضيف: "عند مراجعتنا للطبيب المعني بحالة ولدي في مستشفى آخر، قرر إجراء العملية في ذات اليوم، دون الاطلاع على الفحوصات السابقة، أو الأخذ بعين الاعتبار إصابته بالانفلونزا والتهاب الرئتين، متحدثا أن عملية ولدي بسيطة، ولا داعي للقلق".
وفي السياق، أكدت وزارة الصحة أن الطبيبين المسؤولين عن إجراء العملية لمحمد، لا يحملان شهادات اختصاص من المجلس الطبي الأردني، أو المجلس العربي للاختصاصات الطبية، سواء كانت هذه الشهادات، امتحانا أو تقييما.
مصدر القضائي، أكد أنه في حال ثبوت التهم الموجهة للطبيبين، فإن العقوبة تتمثل بالحبس سنة كاملة مع التعويض المادي للمتضررين.
وكان مصدر في "الصحة" قد أكد تسبب خطأ طبي في مستشفى خاص بإحداث غيبوبة طويلة الأمد للشاب البياري.
وقال المصدر: "التحقيق الأولي خلص إلى أن الطبيب ارتكب خطأ طبيا أثناء العملية، ما أدى إلى إصابة البياري بغيبوبة طويلة".
يذكر أن الأخطاء الطبية في المملكة تقتل 80 شخصا سنويا، وفق مصادر طبية.
وبحسب تصريحات سابقة لمصدر طبي في وزارة الصحة، فإنه لو طبقت النسبة العالمية للأخطاء الطبية لا سيما الفرنسية منها، لارتفع الهامش إلى 240 وفاة سنويا.