صحيفة العرّاب

نجاح عملية جراحية في العمود الفقري للمفتي السابق نوح القضاة

تكللت العملية الجراحية التي أجريت لمفتي عام المملكة السابق الدكتور الشيخ نوح سلمان القضاة، بالنجاح وفقا لمصدر مقرب جدا من عائلة القضاة.

 وقال المصدر في تصريحات خاصة وحصرية لـ "الحقيقة الدولية" أنه وبرغبة من جلالة الملك عبد الله الثاني أبن الحسين، تم نقل الدكتور القضاة إلى النمسا للعلاج بعد إصابته بمرض في العمود الفقري.
 
وأشار المصدر إلى أن الدكتور القضاة كان يعاني من تآكل في إحدى فقرات العمود الفقري، مما أستدعى نقله على الفور إلى النمسا لإجراء العملية الجراحية في إحدى المستشفيات المتخصصة والمعروفة عالميا.
 
وبين المصدر أن الدكتور القضاة لا يزال يرقد على سرير الشفاء في المستشفى الذي أجريت له فيه العملية الجراحية في النمسا.
 
وكان المفتي العام للمملكة السابق أدخل في التاسع من الشهر الحالي المدينة الطبية بعد إصابته بمرض في العمود الفقري.
 
ويعد الشيخ القضاة مدرسة في الفقه والفتوى تستحق التوقف عندها لما لها من أهمية في فهم الدور الذي لعبه كمفتي في المسيرة الأردنية على مدار ما يزيد على خمسة عقود.
 
ويقوم منهجه في الفتوى على اختيار الأيسر للناس والأقرب لتحقيق المصلحة العامة دون تفريط بمقتضى الشرع، مع احترام لخصوصية المجتمع وعاداته الحسنة.
 
وينعكس هذا المنهج في كثير من فتاوى الشيخ الجليل الدكتور نوح القضاة، إذ تجد فيها جمعا ذكيا بين أحكام الشرع ومصالح الناس، كما يسجل له مأثرة جميلة هو أنه لم يتعامل مع القانون الذي يخدم الناس من منظور الرفض والعدائية، كما يفعل بعض مفتي الأهواء الحزبية، بل وظفه وقاس عليه وفقا لتحقيقه مصالح العباد والبلاد.
 
لقد أعاد الدكتور القضاة لموقع المفتي العام ووظيفة الإفتاء مهابة وموقعا يذكر المخلص والحصيف والحريص بما كان للمفتي العام من موقعٍ أيام شغله نخبةٌ من أكابر علمائنا الأجلاء أمثال المرحومين الشيخ عبدالله القلقيلي والشيخ محمد عبده هاشم.
 
وله فضل كبير في تحويل دائرة إفتاء الجيش العربي إلى مؤسسة منتجة للعلماء والفقهاء، كالشيخ محمود الشويات والمفتي العام الجديد عبد الكريم الخصاونة والدكتور علي الفقير وزير الأوقاف الأسبق وغيرهم من الأفاضل.
 
ولد سماحة الشيخ الدكتور نوح علي سلمان القضاة، في بلدة عين جنة في محافظة عجـلون، في الأردن عام 1358هـ 1939م، نشأ سماحة المفتي العام في أسرة علمية معروفة بالعلم والفضل كان والده الشيخ علي سلمان رحمه الله تعالى، فقيهاً شافعياً، أجازه في علومه ومعارفه، كبار علماء الشام في طليعتهم الشيخ علي الدقر. وقد لقن أبناءه الأربعة ما شاء الله أن يلقنهم من العلوم الشرعية والعربية قبل أن يبعث بهم إلى الشام لتلقي العلوم الشرعية على أيدي علمائها الأفاضل.
 
درس الشيخ نوح، المرحلة الابتدائية، في الأردن، ثم سافر إلى دمشق في عام 1373هـ 1954م وقضى هناك سبع سنوات في معهد العلوم الشرعية، التابع للجمعية الغراء التي أسسها شيخ والده، الشيخ علي الدقر رحمه الله، حيث أكمل فيها الدراسة الإسلامية من المرحلة الإعدادية حتى نهاية المرحلة الثانوية. وتخرج منها عام 1961م، بعد إتمام دراسته الثانوية في المدرسة الغراء التحق بكلية الشريعة في جامعة دمشق ومكث فيها أربع سنوات (1961- 1965م) وحصل فيها على الشهادة الجامعية في الشريعة.
 
وفي عام 1397هـ 1977، سافر إلى القاهرة للحصول على درجة الماجستير في الفقه المقارن، حيث درس أصول الفقه على يد العلامة الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الخالق، والفقه المقارن على يد الشيخ حسن الشاذلي، واستمع إلى محاضرات في التصوف لشيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله.
 
وحصل على درجة الماجستير من جامعة الأزهر، وقدم رسالة في جامعة الأزهر بعنوان: "قضاء العبادات والنيابة فيها"، بإشراف الدكتور الشيخ محمد الأنبابي وكانت عام 1400هـ 1980م، كما حصل على درجة الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، في عام 1406هـ /1986م، وقدم رسالته بعنوان: "إبراء الذمة من حقوق العباد"، وكان المشرف على رسالته الشيخ صالح العلي الناصر رحمه الله، ثم الشيخ الدكتور صالح الأطرم.
 
عمل في سلك القوات المسلحة برتبة ملازم أول (مرشد ديني) وعمل بجانب الشيخ عبد الله العزب الذي خلفه في منصب الإفتاء في عام 1392هـ 1972م. وبقي في منصبه متدرجاً في الرتب العسكرية، حتى عام 1992م، حيث أنهى خدماته برتبة لواء، وفي عام1992م، عيّن قاضياً للقضاة في الأردن، ثم استقال بعد عام واحد، فتفرغ للتدريس في حلقات علمية في مسجده، وأستاذاً جامعياً في الشريعة الإسلامية، في جامعتي اليرموك وجرش.
 
وفي عام 1416هـ 1996م عين سفيراً للمملكة الأردنية الهاشمية لدى إيران حتى عام 1421هـ/ 2001م، وفي عام 1424هـ/2004م عمل مديراً لإدارة الفتوى في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومستشاراً لوزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية، ومستشاراً لوزير التعليم العالي حتى عام 1428هـ/2007م، وفي عام 1428هـ/ 2007م صدرت الإرادة الملكية السامية بتعينه مفتياً عاماً للمملكة الأردنية الهاشمية، وبقي في هذا المنصب الى شهر شباط 2010، ومنذ ذلك التاريخ تفرغ عالمنا الجليل الى إعطاء المحاضرات والدروس التي يستفيد منها عشرات الآف في داخل الوطن وخارجة.
وللشيخ عدة مؤلفات هامة منها قضاء العبادات والنيابة فيها، وإبراء الذمة من حقوق العباد، ومحاضرات في الثقافة الإسلامية، والمختصر المفيد في شرح جوهرة التوحيد، وشرح المنهاج في الفقه الشافعي، وكيف تخاطب الناس، ولم تغب شمسنا بعد، وصفات المجاهدين، والمولد النبوي الشريف.