صحيفة العرّاب

746 طفلا تعرضوا لاعتداءات جنسية مختلفة خلال العامين الماضيين

رغم تزايد الجهود الرامية للحد من ظاهرة الاعتداء الجنسي على الأطفال وتقليص قضايا العنف الأسري إلا أن الارقام الرسمية تظهر تزايدها عاما بعد عام.

 حيث تشير الاحصائيات الرسمية وسجلات المحاكم الأردنية ان 746 طفلا تعرضوا خلال العامين الماضيين لاعتداءات جنسية مختلفة في خطورتها ومساسها بالطفولة وتأثيرها على مستقبلهم.
 
ولا يعد الاعتداء الجنسي على الأطفال حدثاً عارضاً يمر على الطفل ويتناساه بل يعتبر جرحا قد لا يندمل ويبقى يظلل الطفل الضحية البائس مدى الحياة وتبين الاحصائيات ان 55 طفلا تعرضوا ما بين العام 2007 وحتى العام 2009 للاغتصاب فيما تعرض 525 طفلا ما بين ذكر وأنثى لهتك العرض اوالشروع فيه وسجلت المحاكم 131 قضية القيام بفعل مناف للحياء العام كان ضحاياها من الاطفال.
 
وتعرض 5 اطفال للاغواء والتهتك وخرق حرمة الأماكن الخاصة بالنساء فيما سجلت قضية واحدة ضد طفل لم يتجاوز الخامسة عشرة كان موضوعها الحض على الفجور والتردد على بيت بغاء ونظرت المحاكم في 15 قضية مداعبة منافية للحياء العام و8 قضايا بيع أو حيازة أوعرض مواد بذيئة فما كان عدد قضايا خطف وترك الاطفال 6 قضايا خلال الفترة المذكورة.
 
الخبراء التربويون والنفسيون يؤكدون أن الأطفال الذين يتعرضون للاعتداءات الجنسية يتحولون إلى مجرمين محترفين في الجرائم الجنسية في المستقبل مشيرين الى أن ما يفتضح في قاعات المحاكم أقل بكثير مما يختفي والنتيجة أطفال تنحرف مسارات حياتهم وتتزعزع قواعدهم النفسية مما ينتج في كثير من الاحيان ميول نفسية وجنسية شاذة وخروج على قواعد المجتمع.
 
ورغم تعدد النظريات العلمية حول اسباب هذه الجرائم فان الاحباط ومستوى التعليم والفقر والبطالة بقيت دوما كأبرز اسباب مثل هذه الاعتداءات بحسب استاذ الارشاد الاسري حمد المحارمة الذي يؤكد أن البيئة الاسرية تؤثر بشكل كبير لتحديد احتمالات وقوع مثل هذه الحوادث ويشير المحارمة الذي يدير مركز الاعماق للتدريب وتطوير الموارد البشرية الى أن الاعتداء الجنسي على الطفل هومشكلة مستترة ، مما يشكل صعوبة في تقدير عدد الأشخاص الذين تعرضوا لشكل من أشكال الاعتداء الجنسي في طفولتهم ، مشيرا الى ان الاخصائيين النفسيين والتربويين يطلقون مصطلح (الرقم المظلم) على حالات الاعتداء التي لا تصل الى المحاكم رغم القناعة بوجودها.
 
ولفت الى اهمية توعية الاهالي واولياء الامور واساتذة المدارس بمخاطر مثل هذه الاعتدات والتحرشات وضرورة الكشف عنها ومتابعتها من خلال عقد الندوات والورشات التعليمية مؤكدا ان الوقاية في هذه الحالات تتقدم على العلاج وقال ان اهم اسباب التستر على مثل هذه الحالات الشعور بالخزي والخجل الشديد مما حدث ووجود صلة نسب قد تربط المعتدي جنسيا بالضحية والخوف وتهديد الاطفال من ذكر ما حدث واختفاء بعض الاعتداءات خلف عباءة الاهتمام والمودة.
 
وقال أن أهم الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الاعتداء الجنسي غياب الرقابة من قبل الأهل ووجود مسافة بينهم وبين الطفل تمنع الحوار الدائم والتعري أمام الطفل ورؤية مناظر مخلة في التلفاز ، ونوم الطفل مع الأهل في غرفة واحدة والإكراه في الزواج بالنسبة للبنات ـ "زواج الصغيرات".
 
ولتلافي وقوع مثل هذه الحوادث يقول المحارمة أن على الأهل توعية الأبناء منذ الصغر وبشكل صريح بعيد عن الابتذال والتطرف في الصراحة وأن تكون التوعية مبسطة جداً مع الصغار وبتوضيح أكبر مع الكبار وغرس وازع رفض كل مالا يحبه الله في نفوس الاطفال وعدم السماح لهم بالنوم في فراش واحد ومراقبة الأطفال أثناء اللعب خاصة عندما يختلون بأنفسهم وعدم السماح بلعبهم مع الكبار والمراهقين ومنح الطفل الثقة بنفسه وبوالديه.
 
*الدستور