قادت الحفريات "الإسرائيلية" إلى الكشف عما يعتقد أنها أقدم نسخة أصلية للتوراة مكتوبة بالعبرية في إحدى زوايا مدينة القدس بالقرب من المسجد الأقصى، على بعد مسافة قليلة من حفريات "هيكل سليمان" المزعوم، تتضمن التبشير برسالة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم.
وذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية، أن الاكتشاف الذي وصفته بأنه الأكبر من نوعه في تاريخ اليهود المحفوف بالتحريف والتخريف في الكتب المقدسة لخدمة "الدولة الوهمية وشعب الله المزيف"، أدى إلى اهتزاز الدوائر السياسية والجماعات الدينية في "إسرائيل" في الأسبوع الماضي.
الأقدم من نوعها
ونسبت الصحيفة إلى مصادر مطّلعة، القول إن النسخة التي تم اكتشافها تعود إلى القرن الثاني ميلادي، وهي الأقدم على الإطلاق، وقد عثر عليها عمال "إسرائيليين"، منقوشة على الجلد المقوى بإحدى الحفريات وسلّموها إلى الجهات الأمنية بالقدس، وفق لما نقلته عن "راديو إسرائيل"' في أمسية الأحد الماضي.
وأحيل المخطوط إلى كبير حاخامات "إسرائيل"، الذي يشغل منصب رئيس هيئة 'الدير" اليهودية يدعى إليعازر شمعون بمعية خبراء آثار أكدوا صحته، وقام ثلاثة حاخامات من عرب اليهود بترجمته إلى اللغة العربية.
وقالت الصحيفة إنها تمكنت من الحصول على مضمون هذا المخطوط لأقدم نسخة من التوراة، بحسب ما نشره مركز ملتقى الديانات المتواجد في سان فرانسيسكو الأمريكية.
وتعد الإشارة إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في التوراة، تصديقًا لما قاله القرآن الكريم في أكثر من موضع "الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ.. "من الآية 157 من سورة "الأعراف".
بشارات النبوة
وتوجد هناك ثلاث نسخ للتوراة: العبرانية, واليونانية, والسامرية, وكل قوم يدعون أن نسختهم هي الصحيحة, وهناك فروق واضحة بين طبعات التوراة وترجماتها. وقد أدى هذا التحريف إلى ذهاب كثير من البشارات أو طمس معالمها, ومع ذلك فقد بقي من هذه البشارات شيء كثير, ولا تخفى على من يتأملها.
وقد اطلع بعض العلماء المسلمين على هذه النصوص, التي تعرضت للتحريف, فمن ذلك ما ورد في سفر أشعيا: إني جعلت أمرك محمدًا, يا محمد يا قدوس الرب, اسمك موجود من الأبد ) , وقوله إن اسم محمد موجود من الأبد موافق لقول الرسول - عليه السلام - : (كنت نبيا وإن آدم لمنجدل في طينته).
وفي التوراة العبرانية في الإصحاح الثالث من سفر حبقوق: (وامتلأت الأرض من تحميد أحمد , ملك بيمينه رقاب الأمم).
وفي النسخة المطبوعة في لندن قديما سنة 1848, والأخرى المطبوعة في بيروت سنة 1884 , والنسخ القديمة جاء في سفر "حبقوق": (لقد أضاءت السماء من بهاء محمد, وامتلأت الأرض من حمده, ... زجرك في الأنهار, واحتدام صوتك في البحار, يا محمد أدن, لقد رأتك الجبال فارتاعت).
وفي بعض الأحيان يذكر مكان مبعث النبي صلى الله عليه وسلم , ففي سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثون: ( أقبل الرب من سيناء, وأشرق لهم من سعير, وتجلى من جبل فاران), وسيناء هي الموضع الذي كلم الله فيه موسى , وساعير الموضع الذي أوحى الله فيه لعيسى, وفاران هي جبال مكة, حيث أوحى الله لنبي الإسلام عليه الصلاة والسلام.
وكون جبال فاران هي مكة, دلت عليه نصوص من التوراة، وقد جمع الله هذه الأماكن المقدسة في قوله: "وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ {1} وَطُورِ سِينِينَ {2} وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ {3}".
وذكرت التوراة مكان الوحي إليه ففي سفر أشعيا الإصحاح الواحد والعشرون: (وحي من جهة بلاد العرب في الوعر )، وقد كان بدء الوحي في بلاد العرب في الوعر في غار حراء.
وفي هذا الموضع من التوراة حديث عن هجرة الرسول - عليه السلام - وإشارة إلى الجهة التي هاجر إليها: (هاتوا ماء لملاقاة العطشان يا سكان أرض تيماء , وافوا الهارب بخبزة, فإنهم من أمام السيوف قد هربوا, من أمام السيف المسلول, ومن أمام القوس المشدودة, ومن أمام شدة الحرب), وتيماء من أعمال المدينة المنورة.
وجاء في تكملة للنص المذكور: "فإنه هكذا قال لي السيد في مدة سنة كسنة الأجير يفنى كل مجد قيدار, وبقية قسي أبطال بني قيدار تقل, لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم", وهذا النص يشير إلى معركة بدر أولى معارك المسلمي, فإنه بعد سنة كسنة الأجير من الهجرة كانت وقعة بدر, وفني مجد قيدار, وقيدار من أولاد إسماعيل, وأبناؤه أهل مكة, وقد قلت قسي أبناء قيدار بعد غزوة بدر.