أكد وزير البيئة المقال حازم ملحس أنه نادم على وصف الصحفين "بالحمير" قائلاً : هي لفظة غير مقصودة وأنا نادم جداً عليها. وأضاف ملحس الذي صدرت أمس ارادة ملكية بقبول استقالته : أعترف أنني أخطأت في اختيار الكلمات وبصراحة كان يجب أن لا أقول ذلك كوني وزيراً مع تأكيدي بأن ما قلته جاء بشكل عرضي وتلقائي وغير مقصود حيث أنني كنت أتحدث عن الاعلاميين الذين لا يعرفون شيئاًَ عن الاعلام البيئي.
وشرح ملحس ما حدث معه في صحيفة الرأي بقوله : قلت للحضور في ورشة الاعلام أن في الطفيلة 350 نبعاً من الماء ويجب أن نعيدها 350 نبعاً ، لأفاجأ بجريدة الرأي في اليوم التالي تكتب أنني حكيت عن وجود 350 نبعاً في الطويلة مما دعا الناس للتساؤل : هل هناك قرية في الاردن أو مدينة تدعى "الطويلة" مع أني حكيت "الطفيلة" وقد نشرت الرأي التقرير بدون حتى تدقيق لغوي تماماً كما حدث مع مقدمة البرنامج التلفزيوني الذي ظهر وكأنني أهينها مع أنني لا أهين الصرصور ... وأنا حتى الصرصور أحمله على روقة والنملة لا اقتلها ، فكيف أتهم بأني اهين بني ادم.
ووفقا للمعلومات فإن رئيس الوزراء سمير الرفاعي استدعى وزير البيئة مساء الاثنين في وقت متأخر، وناقشه فيما نسب إليه من تصريحات ومداخلات على هامش ورشة إعلامية متخصصة في التغطيات الإعلامية، فأكد الوزير أنه قال هذا الكلام على سبيل النقد لوسائل الإعلام المحلية التي مارست مخالفات عدة، وهي تغطي نشاطات وزارة البيئة، والقضايا البيئية بشكل عام.
وهنا أبلغه الرفاعي أن الحكومة على وشك الإشراف على ملف الإنتخابات، وأن تصريحات سلبية كهذه من شأنها أن تضع الحكومة في مواجهة الإعلام، وأنه مضطر لأن يرفع الأمر للعاهل الأردني لتقدير الموقف، وإتخاذ القرار المناسب.
وبحسب المعلومات أيضا فإن الملك حين أحيط علما بالموقف، طلب من رئيس الحكومة أن يبلغ وزيره بضرورة تحمل مسؤولياته السياسية التي تحتمها طبيعة منصب الوزير، والمبادرة الى تقديم الإستقالة فورا، حيث جرى إتصال هاتفي بين رئيس الوزراء، ووزير البيئة، وقرر الأخير في ضوئه التوجه الى الرئاسه وتقديم الإستقالة للرفاعي، مسببة برغبته عدم إحراج الحكومة الأردنية في هذا الوقت الحساس، وأنه يقر بأن طبيعة تصريحاته قاسية جدا، وأنه يتحمل مسؤوليتها، ولهذا بادر الى تقديم الإستقالة.