يستغل عدد من اصحاب المدارس الخاصة في مناطق الشمال, حاجة الكثيرين للعمل, خاصة الاناث من حملة الشهادات في تخصصات تربية الطفل, ومعلم المجال, ومعلم الصف, والعلوم الاجتماعية, وغيرها من التخصصات, التي لا يجد حملتها الوظائف الحكومية, ومضى على تخرجهم فترة طويلة, في ظل ارتفاع نسبة البطالة, بين صفوف الخريجين من جهة, ولقلة فرص العمل في بعض تلك المناطق من ناحية اخرى.
واشتكت عدد من المعلمات, ممن يعملن في مدارس خاصة, ورفضن ذكر اسمائهن, ويحملن الشهادات الجامعية في عدد من التخصصات التعليمية, من استغلال اصحاب المدارس الخاصة لهن, في حين تقف النقابة مكتوفة الايدي, لانها تمثل فقط اصحاب المدارس وليس المعلم, مبينات بأنه يتم توقيعهن على عقود عمل برواتب لا تقل عن 150 دينارا شهريا, غير ان هذه العقود تكون حبرا على الورق, لان الواقع غير ذلك بكثير, حيث يتم صرف رواتب لهن, أقل من ذلك بكثير, ولا تتجاوز في سقفها الاعلى 80 دينارا, وأحيانا تقل عن الخمسين دينارا, رغم طول ساعات العمل, والتي تبدأ عادة من الساعة السابعة والربع صباحا, وتستمر حتى الساعة الواحدة ظهرا.
وأشارت عدد من المعلمات, ممن مضى على عملهن, أكثر من خمس سنوات في المدارس الخاصة, إلى انهن يتفاجأن بأن ما تحصل عليه هذه المدارس من ايرادات مرتفعة جدا, وتذهب جلها لجيوب اصحابها بينما يصرف القليل منها للمعلمين الذين يمضون وقتهم, ويتفانون في العمل, كما ان بعض المعلمين والمعلمات, يقوم بدور دعائي للمدرسة الخاصة التي يعمل بها, كما يطلب منه مدراء تلك المدارس, وأصحابها, لجذب اكبر عدد من الطلاب اليها, ولكن حتى هذا الامر لا يؤخذ عند اصحاب المدارس الخاصة بعين الاعتبار, فالراتب لم يتغير منذ ثلاث سنوات وهو مبلغ الخمسين دينارا, رغم ان الحد الادنى للاجور, والذي حددته وزارة العمل يبلغ 150 دينارا, كما ان هذه المدارس لا تشمل المعلمين, العاملين فيها بالضمان الاجتماعي, ولا التأمين الصحي, ولا حتى مكافأة نهاية الخدمة.
وبينت مجموعة من المعلمات, بأن العقود التي يتم توقيعها معهن تكون لمدة تسعة اشهر, بحيث لا تشمل العطلة الصيفية, ولا يتم صرف الرواتب لهن طيلة العطلة, كما لا يتم منح المتزوجات في حالة الولادة اجازة الامومة, وقد يتم الاستغناء عنهن من خلال احضار معلمة جديدة, لتحل مكانها,
مؤكدات ان عدم وجود فرص العمل, والوضع المادي السيئ للاسرة, هو ما يدفعهن للعمل في ظل هذه الظروف السيئة, والرواتب المتدنية, والتي لا يرضى بها العامل الوافد.
وكان مدير عمل عجلون عبدالسلام الروسان, قد اكد ل¯ العرب اليوم, أن نسبة البطالة بين الاناث في محافظة عجلون, أعلى من الذكور, وأن عدد الباحثين عن العمل بين الجنسين منذ بداية عام ,2010 ولغاية الخامس عشر من تشرين اول الجاري بلغ 243 باحثا, وباحثة, وجميعهم من حملة الشهادات الجامعية, حيث بلغ عدد الاناث الباحثات عن عمل, المسجلات لدى مديرية عمل عجلون, 171 باحثة, وبلغ عدد الذكور الباحثين عن عمل 72 باحثا, مؤكدا ان المديرية قامت ومنذ بداية العام, وحتى الان بتشغيل 49 من الذكور, و6 من الاناث.
يذكر ان تقريرا عماليا, اصدره المرصد العمالي الاردني, التابع لمركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية, بالتعاون مع مؤسسة فريد ريش ايبرت الالمانية, حول اوضاع المعلمين في المدارس الخاصة كان قد كشف ان غالبية المعلمين, والمعلمات العاملين في المدارس الخاصة, ورياض الاطفال يتعرضون الى الانتهاكات لحقوقهم العمالية الاساسية, في ضوء التشريعات العمالية الاردنية, والاتفاقيات ذات العلاقة.
وكشف التقرير ان من ابرز التحديات التي تواجه المعلمات, والمعلمين في التعليم الخاص, المستوى المتدني لمعدلات اجور غالبيتهم وعلى الرغم من تفاوت اجور المعلمين والمعلمات بين مدرسة وأخرى, كما في مدارس الفئة الاولى التي تتجاوز رواتب عدد من معلميها الالف دينار, فإن غالبية المدارس لا تتجاوز رواتب معلميها, ومعلماتها ما بين الحد الادنى للاجور البالغ (150) دينارا شهريا, و (250) دينارا شهريا, وأعداد قليلة منها تتراوح اجورها الشهرية ما بين 250 و400 دينار مع ملاحظة ان قطاعات واسعة تحصل على اجور شهرية تقل عن الحد الادنى للاجور. العرب اليوم