صحيفة العرّاب

نقل موقع "المحطة النووية الاردنية" من العقبة الى مجدل بسبب الصدع الزلزالي !

أعلن رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان عن اختيار موقع جديد لبناء المحطة النووية الأولى بالمملكة قرب قرية ( مجدل ) الواقعة على بعد 40 كيلو متراً من العاصمة عمان بالقرب من المفرق.

  فيما تم ايقاف العمل نهائيا بالموقع المقترح السابق على خليج العقبة بعد ستة شهور من بدء الدراسات فيه .
 
كما أعلن عن توقيع اتفاقيات للتعاون النووي بين الأردن وكل من ايطاليا وتركيا ورومانيا خلال الاسابيع القليلة القادمة , فيما لا تزال المفاوضات قائمة بين الأردن والولايات المتحدة وجمهورية التشيك لتوقيع اتفاقيات تعاون نووي .
 
وكشف طوقان عن ظهور مؤشرات بتواجد كمائن لخام اليورانيوم في مناطق جديدة وغير مكتشفة سابقا وهي منطقة رجم الشيخ التي تدل المؤشرات انها خصبة باليورانيوم , كما عرض لاكتشاف حديث تم قبل نحو شهر في جنوب الحسا بالقرب من الطفيلة يتضمن اكتشاف كمائن اليورانيوم في هذه المنطقة .
 
وقال أن العمليات الاستكشافية التي تمت بمنطقة قرب ( المدورة ) اظهرت تواجد غني لخام ( الزركونيوم ) , وسيتم مستقبلا العمل على اكتشاف هذا الخام بصورة مجدية اقتصاديا .
 
ورجح طوقان طرح عطاءين في الأسبوع الأول من كانون الثاني القادم العطاء الأول لاختيار تكنولوجيا العمل في المحطة النووية الأولى , والثاني لاستقطاب مستثمر وشريك استراتيجي ومشغل سيعمل بشراكة مع الحكومة لتمويل وتشغيل المحطة .
 
وبين أن الخطط تصب حاليا باتجاه بناء محطتين للطاقة الذرية في المملكة محطة لتوليد الكهرباء واخرى لانتاج الطاقة اللازمة لتحلية المياه .
 
وفي التفاصيل قال الدكتور طوقان في تصريحات صحافية أمس على هامش ندوة الطاقة النووية أنه بعد ستة أشهر من العمل في الموقع الأول المقترح لاقامة أول محطة نووية بالمملكة في منطقة خليج العقبة توقف العمل حاليا في ذلك الموقع , وتم بدء العمل في موقع جديد قرب قرية ( مجدل ) الواقعة على بعد 40 كيلو متراً شمال شرق المملكة بالقرب من المفرق , وباشر المستشار شركة ( تراكتيبل انجينيرنج ) البلجيكية بعمل الدراسات اللازمة للموقع متوقعا وضع تقرير خلال ثلاثة أشهر لاعتماد الموقع حيث تظهر المؤشرات الايجابية جدا حول الموقع الجديد .
 
وحول أسباب توقف العمل في الموقع المقترح السابق في العقبة أوضح طوقان أن التوقع جاء نتيجة أسباب عديدة أهمها أن انشاء محطة نووية في ذلك الموقع يتطلب اجراءات وانشاءات أمان وسلامة وبناء مصدات زلازل لقربه من صدع زلزالي يزيد من كلفة الانشاء بنسبة 15% مقارنة بالموقع الجديد , فيما كان المحفز لاختياره كموقع مقترح أول وقربه من مصدر مائي .
 
وفي هذا الخصوص قال طوقان أنه وبالنسبة للموقع الجديد سيتم توفير المياه من محطة الخربة السمرا لمعالجة المياه دون الحاجة لبناء مصدات زلازل , ويجب التنويه الى أن المحطة النووية تحتاج الى حوالي 22 مليون متر مكعب من المياه لعمليات التبريد للمولدات فيما تبلغ استطاعة المحطة 60 مليون متر مكعب من المياه .
 
وشدد طوقان أن جميع المتطلبات لانشاء أول محطة نووية بالمملكة تتوافر في منطقة المجدل المقترحة بل وجاءت المؤشرات ايجابية للموقع الجديد من كافة النواحي التي تساهم في بناء أول محطة نووية بنجاح ودون عراقيل , علما بان مساحة المحطة ستبلغ 2 كيلو متر مربعاً بالاضافة الى منطقة أمان تبلغ نصف كيلو متر وستكون المحطة وفق معطيات المنطقة الجديدة بعيدة عن أقرب تجمع سكني بمسافة 20 كيلو متر .
 
وأوضح أنه تم ارسال تقرير مبدئي الى الشركات الثلاث التي تأهلت سابقا للتنافس على بناء المحطة النووية الأولى بالمملكة لتضع دراساتها وعروضها بما يتواءم مع الموقع الجديد وليس الموقع المقترح على خليج العقبة .
 
وفي السياق ذكر أن الخطط حاليا تقضي ببناء محطتين للطاقة الذرية في المملكة محطة لتوليد الكهرباء واخرى لانتاج الطاقة اللازمة لتحلية المياه , حيث أن عملية التحلية للمياه تتطلب حجم كبير من الطاقة مستدلا أن تحلية 800 متر مكعب من المياه يحتاج الى 900 ميجا واط من الطاقة الكهربائية .
 
وأكد ان التوجه نحو خيار تحلية المياه يفرزه التحديات الكبيرة التي تواجهها المملكة في نقص المياه والتي تصنف فيها رابع أفقر دولة في الموارد المائية على مستوى العالم , وتشير التوقعات الى نقص كبير في المياه بحلول العام 2020 بنسبة تبلغ 30% من احتياجات المملكة الكلية , وبالتالي الطاقة الذرية ستكون أساسا لمواجهة تحدي نقص المياه وتأمين الطاقة اللازمة لتحلية المياه وفق الخطط .
 
وفيما يتعلق بتطورات العمليات الاستكشافية عن خام اليورانيوم في العديد من مناطق المملكة قال طوقان أن العمليات الاستكشافية التي تقوم بها شركة أريفا الفرنسية لخام اليورانيوم وسط المملكة أظهرت وجود مناطق جديدة غير مكتشفة سابقا خصبة باليورانيوم وتحديدا في منطقة رجم الشيخ , وقد ظهرت مؤشرات تواجد الخام في رجم الشيخ أثناء أعمال الاستكشاف التي تجريها الشركة في منطقة الامتياز الممنوحة لها في سواقة وخان الزبيب والعطارات ووادي مغار , علما بان أريفا ومنذ بدء العمل قبل نحو عامين ونصف غطت في أعمال التنقيب والاستكشاف حوالي ربع منطقة الامتياز الممنوحة لها ومع استمرار العمل تظهر مؤشرات ايجابية لتواجد اليورانيوم في مناطق جديدة .
 
وأضاف أن عمليات استكشاف تمت بالتعاون مع شركة ( ريو تنتو ) الاسترالية البريطانية في منطقة وادي السهب الأبيض أظهرت وجود كمائن يورانيوم بكميات كبيرة الا أنها ذات تركيز أقل وبالنظر الى اسعار الخام قد يكون الاستثمار في الخام غير مجد اقتصاديا حاليا , ولكنه يعتبر احتياطي كبير للمستقبل .
 
وأشار أن العمليات الاستكشافية التي تمت بمنطقة قرب ( المدورة ) اظهرت تواجد غني لخام ( الزركونيوم ) , وسيتم مستقبلا العمل على اكتشاف هذا الخام بصورة مجدية اقتصاديا .
وعرض الى مشروع استخراج اليورانيوم من الفوسفات بالتوازي مع مشاريع استخراج اليورانيوم من باطن الأرض , موضحا أن اليورانيوم المستخرج من الفوسفات يسد لوحده احتياجات المملكة من الطاقة لنحو 100 عام قادم , منوها أن الأردن سيعمل على تصدير جزء من موارد اليورانيوم للخارج ولكن الانتاج المتوقع منه سيكفي احتياجات المملكة من الطاقة لعقود طويلة قادمة الى جانب التصدير .
 
وأضاف أن فريق أردني من المتخصصين قام بعمليات استكشاف موسعة في مناطق مختلفة وحفر 1050 خندق لغايات استكشاف مناطق جديدة تحوي كمائن اليورانيوم , مشيرا أن العديد من المناطق في المملكة تعتبر مواقع محتملة لتواجد كمائن اليورانيوم فيها ولا زالت غير مكتشفة حتى الآن .
 
وفيما يتعلق بتطورات عملية اختيار العروض التكنولوجية للشركات العالمية الثلاث التي تقدمت للتنافس على بناء محطة الطاقة النووية الأولى في المملكة قال طوقان أن الهيئة ستطرح وثائق العطاء الخاصة بتكنولوجيا العمل في المحطة على الشركات الثلاث خلال الأسبوع الأول من كانون الثاني القادم , كما سيتم بالتوازي طرح عطاء لاستدراج عروض لمستثمر وشريك استراتيجي ومشغل للمحطة النووية والذي سيعمل بشراكة مع الحكومة لتمويل وتشغيل المحطة , مبينا أن الهيئة بذلك تطلق دعوة لاتفاقية شراكة نووية للعمل معنا بحيث نكون من الأوائل الذين يدخلون بشراكة مع القطاع الخاص .
 
ورجح طوقان توقيع اتفاقية البناء للمحطة النووية الأولى في العام 2013 , وسيتم بناء المحطة بالكامل خلال 6 سنوات من ذلك التاريخ .
 
ويذكر أن الهيئة أهلت سابقا ثلاث شركات عالمية للتنافس على بناء محطة الطاقة النووية الأولى في المملكة وهي مفاعل شركة أيه إي سي إل AECL الكندية , ومفاعل شركة أريفا AREVA الفرنسية بقيادة تحالف مع شركة ميتسوبيشي MHI اليابانية , ومفاعل شركة أتوم سترويكسبورت Atomstroyexport الروسية .
 
وكان طوقان قد أوضح سابقا حول قدرة الاردن تمويل هذا النوع من المشاريع الضخمة أن كلفة بناء محطة نووية تقدر بحوالي 4-5 مليار دولار وعند توقيع الاتفاقيات لبناء المحطات النووية الأردنية سيترتب على الدولة الأدنية دفع مبلغ من 600-800 مليون دولار في الحد الأقصى خلال 10 سنوات عمر بناء المحطة حيث تنص الاتفاقيات على المشاركة بنسبة 30% من كلفة المشروع تتقاسمها الدولة ضمن شراكة استراتيجية فيكون بالتالي المبلغ الذي ستدفعه ضمن المعدل المذكور , فيما يتم سداد القيمة المتبقية والتي تشكل 70% من انتاج المشروع مستقبلا .
الراي.