تنفق وزارة الصحة حوالي 20 مليون دينار سنويا على المؤمنين صحيا الذين يعانون من امراض القلب نصفها تذهب للقطاع الجامعي والخدمات الطبية بينما يذهب النصف الاخر والمقدر بعشرة ملايين دينار الى مستشفيات القطاع الخاص حسب رئيس قسم القلب في مستشفى البشير د. فخري العكور.
ويوضح العكور بان كل تلك المبالغ يمكن ان تتلاشى الوزارة دفعها خاصة وان تكلفة انشاء مركز لجراحة القلب في مستشفيات الحكومة ومستشفى البشير بشكل خاص لا تتجاوز 5 ملايين دينار متضمنة التجهيزات والانشاءات خاصة وان امكانية بناء مركز في مستشفى البشير بدلا من المباني القديمة متاحة موكدا الجدوى الاقتصادية للمشروع.
ويجنب المشروع الكثير من المرضى الاخطار الممكن تلافيها في حالة وجود مركز قلب الذي يمكن الاطباء من خلاله اجراء التدخلات السريعة للحفاظ على صحة وحياة المرضى.
ويضيف العكور ان توفير المبالغ التي تدفع الى القطاعات الاخرى سيعزز دخل وميزانية وزارة الصحة كما سيوفر حوافز للاطباء والكوادر ويساهم في عدم هجرة الكوادر الطبية الى القطاع الخاص والدول المجاورة.
ويشير ان توسيع مظلة التأمين الصحي التي من المنتظر ان تشمل جميع المواطنين نهاية العام المقبل يجعل من المركز ضرورة لاستقبال الاعداد الهائلة من المرضى عازيا عدم انشاء مركز قلب في وزارة الصحة لغياب التخطيط السليم واحيانا ضغوطات للابقاء على جراحة القلب خارج نطاق خدمات الوزارة.
ويضيف العكور انه و قبل اربع سنوات قام فريق من مهندسي وزارة الاشغال بتصميم مركز متكامل لامراض وجراحة القلب في مستشفى الامير حمزة الى انه تم تجاهل المشروع ولم يظهر الى الوجود مجددا مشيرا الى ان مستشفى الامير حمزة بنظامه الخاص خرج من مستشفيات وزارة الصحة الامر الذي يجعل مستشفى البشير المكان الانسب لاقامة وانشاء المركز.
ويوضح بان امراض القلب اصبحت تحتل المرتبة الاولى في اسباب الوفيات في الاردن مشيرا الى ان من الاسباب الرئيسة للزيادة انتشارامراض القلب تدخين السجائر وفي الاونة الاخيرة والنرجيلة اضافة الى البدانة والدهنيات التي اصبحت تصيب اعدادا متزايدة من المواطنين كذلك عدم ممارسة النشاطات البدنية مضيفا بان المكوث خلف اجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة زاد بقدر كبير امراض القلب لدى الشباب.
وبين ان هناك زيادة هائلة في اعداد المرضى المصابين بامراض القلب المختلفة موضحا بان هناك حوالي اكثر من 300 مريض يراجعون العيادات الخارجية في مستشفى البشير اضافة الى 200 مراجع لقسم القلب لاجراء فحوصات الايكووفحص الجهد الهولتر مونترشهريا يحول منهم حوالي 200 شخص الى مركز القلب في المدينة الطبية وبعض الاعداد الى مستشفيي الجامعة الاردنية والملك المؤسس لاجراء القسطرة وزراعة الشبكات او لاجراء عمليات القلب المفتوح اضافة الى اعداد كبيرة من المؤمنين يقومون بمراجعة المستشفيات الخاصة في حالات طارئة تجرى لهم القسطرة وزراعة الشبكيات وعمليات القلب المفتوح.
واوضح ان المستشفى يحول شهريا ايضا حوالي 80 طفلا حديث الولادة من المصابين بالتشوهات الخلقية في القلب يعانون من مكتسبة في الصمامات القلبية والروماتزم مؤكدا ان بعض الحالات الطارئة التي تراجع المستشفيات بسسب امراض القلب تواجه خطورة كبيرة لعدم وجود قسم لجراحة القلب في المستشفيات الحكومية رغم الثورة التي خلقتها الابر المميعة في انقاذ حياة المصابين بالامراض القلبية في العشرين سنة الاخيرة خاصة وان البعض يحتاج الى قسطرة عاجلة بسبب المضاعفات الخطيرة الناتجة عن احتشاء القلب خاصة عند الشباب.
واشار الى وجود ضغط كبير على مستشفيات القطاع العام بسبب زيادة الاعداد المحولة من مستشفيات وزارة الصحة اضافة الى الاعداد التي تستقبلها في العادة الامر الذي يجعل بعض المواعيد تمتد اكثر من ستة اشهر واحيانا تصل الى سنة كاملة موكدا بان التأخير يشكل خطرا على الحياة خاصة مع زيادة الحاجة الى المداخلات الجراحية.
ويوضح ان اقسام القلب في مستشفيات وزارة الصحة متواضعة بسبب عدم وجود القسطرة او مراكز لجراحة القلب بينما يتوفر عدد كبير من المختصين بالقسطرة والقلب المفتوح يعمل قسم منهم في المدينة الطبية مبينا ان في وزارة الصحة اربعة جراحين قلب وثلاثة اخصائيي قلب اطفال اضافة الى اخصائيين قادرين على القسطرة وزراعة الشبكات اضافة الى الطواقم الفنية والتمريضية المؤهلة.
من جانبه دعا اخصائي جراحة القلب د. يقظان عبيدات وهو احد اطباء وزارة الصحة منذ سبع سنوات في مركز القلب في المدينة الطبية الى افتتاح مركز قلب في وزارة الصحة.
واكد ضرورة ادخال خدمة جراحة القلب لمواكبة القطاع الصحي الحكومي القطاعات الاخرى مؤكدا ان علاج الجلطة لم يعد فقط باعطاء العلاجات فقط بل اصبح هناك ضرورة لمداخلات فورية من خلال القسطرة او وضع شبكة اذا استدعى الامر.
واكد بان افتتاح مركز قلب في وزارة الصحة اصبح ضرورة للتخفيف من قائمة الانتظار الطويل لعمليات جراحة القلب والتي تمتد احيانا من 6 الى 12 شهرا وتشكل خطورة على حياة البعض وقد تتسبب ايضا ببعض الوفيات.
واضاف ليس من الصعب افتتاح قسم لجراحة القلب خاصة ان هناك بعض المستشفيات الخاصه صغيرة الحجم وقليلة الامكانات المادية افتتحت اقساما لجراحة القلب مستعرضا تجربة مستشفى الملك المؤسس موضحا بان البداية كانت من خلال فريق من الخدمات الطبية بدأ باجراء عملية واحدة اسبوعيا الى ان وصل الامر حاليا الى اجراء عمليتين الى ثلاث عمليات يوميا.
وقال ان البعض يحاول ان يروج لشراء خدمة جراحة القلب من القطاعات الاخرى ولكن هذا الامر غير دقيق فعمليات القلب المفتوح تبلغ تكلفتها حوالي 7الى8 الاف كحد ادنى في القطاع الخاص بينما لن تزيد تكلفتها على 1250 دينارا اذا اجريت في مستشفيات وزارة الصحة.
واضاف ان البنية التحتية لجراحة القلب متوفرة في مستشفى الامير حمزة وليس من الصعب توفيرها في اي مستشفى حكومي اخر مشيرا الى وجود غرف العناية المركزة, وغرف العمليات, والاسرة اللازمة مؤكدا ان ما ينقص هي الاجهزة الخاصة بجراحة القلب وتكلفتها تبلغ 150 الف دينار فقط..
وبين بان هناك العديد من كوادر الصحة المؤهلة التي تلقت التدريب في مركز الملكة علياء لجراحةالقلب في المدينة الطبية بعد ان كانوا مبعوثين من وزارة الصحة خمسة منهم جراحو قلب و 4 حاصلون على البورد الاردني مشيرا الى مشاركتهم في دورات في اليابان والمانيا وايطاليا.
وقال رغم ان اطباء الصحة منسجمون بالعمل في المدينة الطبية ومركز القلب فيها والسمعة العالمية التي تحظى بها الا ان الاطباء يعانون من عدم الاستقرار الوظيفي ويجهلون مستقبلهم وما ستؤول اليه الامور.
ويوضح مستشار طب الاطفال الدكتور مازن نغوي بان انشاء قسم لجراحة القلب يحتاج الى كادر متكامل يضم اخصائي اشعة وتمريض مؤهل وعناية مركزة مشيرا الى ان الكوادر المتوفرة ليست كافية فعند انشاء مركز يجب تقديم خدمة متميزة للمراجعين.
ويضيف ان انشاء قسم قلب في مستشفيات وزارة الصحة ليس صعبا وانما يحتاج الى قرار موضحا بان مركز القلب في المدينة الطبية قادر على تاهيل الكوادر وبسوية عالية جدا خلال فترة ليست طويلة.
ويوضح بان انشاء قسم لجراحة القلب يحتاج من 4 الى 5 جراحين مؤكدا الحاجة لمثل هذا المركز لتخفيف الضغط على مركز القلب في المدينة الطبية ولتخفيف مدة الانتظار.
ويشير الى ان المركز يستقبل حوالي 10 اطفال اسبوعيا يعانون من تشوهات خلقية في القلب عدا الحالات الطارئة.
من جانبه قال مدير ادارة المستشفيات في وزارة الصحة د. محمد الروابدة ان استحداث قسم لجراحة القلب امر مرتبط بوضع السياسات في الوزارة وليست ادارة المستشفيات اي الوزراء والامناء العامون المتعاقبون موضحا انه كان هناك مخطط لانشاء قسم في مستشفى الامير حمزة الا ان الوزراء المتعاقبين لم يستحدثوا هذا القسم مكتفيا بما قاله ولم يزد أي توضيح اخر.
وحاولت العرب اليومالاتصال مع امين عام الوزارة خلال يومين متتاليين ولكن ليس هناك من مجيب ولا حتى اجابة عبر المكتب الاعلامي.
يشار الى ان اغلب عمليات القلب تجرى في مركز الملكة علياء لامراض وجراحة القلب التابع للخدمات الطبية الملكية هو أحد المستشفيات المتخصصة في مدينة الحسين الطبية , تم افتتاحه عام 1983 ويشتمل على مئة وستة وثمانين سريرا منها ثمانية آسرة موجودة في قسم العمليات اليومية لا تدخل ضمن الإحصاءات كون فترة مكوث المريض على السرير اقل من 24 ساعة وتصل نسبة الاشغال الى 95%.
وبلغ عدد العمليات الجراحية منذ تأسيس المركز وحتى النصف الاول من العام الماضي ( 11366) وع¯دد عمليات القسطرة القلبية (69111 ). العرب اليوم