عدّل قطاع تجارة السيارات ووسائط النقل في المملكة وجهته بتعميق الاعتماد على كوريا الجنوبية كمصدر رئيسي لتوريد المركبات, وهو الامر الذي تنامى خلال السنوات القليلة الماضية بشكل واسع.
ففي حين كانت كوريا الجنوبية في المرتبة الثالثة وراء المانيا واليابان على التوالي, في قائمة موردي وسائط النقل وقطع الغيار في 2008 بقيمة 176 مليون دينار حلت في عام 2009 بالمرتبة الثانية بقيمة 236 مليون دينار.
وفي الشهور التسعة الاولى من العام الحالي, تصدرت كوريا الجنوبية قائمة الدول الموردة للمركبات ووسائط النقل وقطع غيارها الى السوق المحلي, فيما جاءت اليابان في المرتبة الثانية, وحلت المانيا بالمرتبة الثالثة.
وكشف رئيس هيئة مستثمري المناطق الحرة الأردنية نبيل رمان أن المناطق الحرة تدخل سنوياً الى السوق نحو 65 الف سيارة نسبة 75 بالمئة منها خلال السنوات ال¯ 5 الماضية كورية المنشأ.
وعن اجمالي الاعداد المستوردة أشار الى أن تجار المنطقة الحرة يستوردون نحو 60 ألف سيارة كورية المنشأ, يدخل جزء منها للسوق المحلي ويعاد تصدير الباقي الى الخارج.
وبرر رمان هذا التحول ان أسعار هذه الاصناف من المركبات تخدم شريحة واسعة من المواطنين ذوي الدخل المحدود والمتدني, اذ يتركز الطلب على السيارات البالغ سعرها ما بين 6 الى 8 آلاف دينار.
وشرح, أن السيارات ذات المنشأ الياباني والاوروبي يضاف الى ارتفاع كلفتها الاساسية تغير اسعار صرف عملات بلدان المنشأ الين واليورو مقابل الدولار والدينار.
وعن المركبات ذات المنشأ الامريكي اشار الى انها تأتي في المرتبة الثانية بعد المركبات الكورية من ناحية الكلف وانخفضت اسعارها اثر الازمة المالية العالمية الا ان قرار منع إدخال المركبات المستوردة ذات الزجاج الملون حد كثيراً من اللجوء الى استيرادها.
وبحسب بيانات دائرة الاحصاءات العامة والبنك المركزي, فقد نمت مستوردات المملكة من المركبات وقطع الغيار من كوريا الجنوبية بنسبة 10 بالمئة في الشهور التسعة الاولى من العام الجاري لتسجل 184.2 مليون دينار فيما كانت لذات الفترة من العام الماضي 167.1 مليون دينار.
وسجلت مشتريات المملكة من المركبات وقطع الغيار اليابانية 172.1 مليون دينار فيما بلغت لذات الفترة من العام الماضي 151 مليون دينار وبنسبة نمو 14 بالمئة.
بالمقابل تراجعت مشتريات المملكة من المركبات وقطع الغيار الالمانية 27.2 بالمئة لتسجل 147.5 مليون دينار مقابل 202.7 مليون دينار لذات الفترة من العام الماضي.
ممثل قطاع السيارات والآليات الثقيلة ولوازمها في غرفة تجارة الاردن, سلامة الجندي دعا جمهور المستهلكين توخي الحذر في عملية شراء السيارات واقتناء ماركة معينة, والالتفات الى معادلة السعر والصيانة بعد الشراء.
وأشار الجندي ان ارتفاع نسب الشرائح ذوي الدخل المتدني والمحدود يدفع باتجاه الاقبال على مركبات ذات كلف منخفضة, وبعض الاصناف الكورية توفر مثل هذه الفرصة, مشيراً الى توفر قطع غيار وافرة تلبي كافة الاصناف.
ولكن الجندي لفت الى اهمية النظر الى الآثار الاقتصادية لتغير نمط الاقبال من المستهلكين الاردنيين نظراً الى تضاعف فاتورة استيراد قطع الغيار خلال السنوات الخمس الماضية 100 بالمئة مطالباً الجهات الحكومية بالنظر الى الابعاد الاقتصادية ودراسة الاثار الاجتماعية لمثل هذه التحولات في قطاع النقل المحلي.
وبالاجمال, انخفضت مستوردات المملكة من المركبات وقطع الغيار 87 مليون دينار في الشهور التسعة الاولى من العام الحالي او ما نسبته 11 بالمئة لتبلغ 730 مليون دينار مقارنة مع نمو بلغ 15.1 بالمئة لذات الفترة من العام الماضي.
وتغطي اسواق كوريا واليابان والمانيا نحو 69 بالمئة من اجمالي مستوردات المملكة من المركبات وقطع الغيار.
وساهمت المركبات وقطع الغيار في رفع قيمة مستوردات المملكة من كوريا الجنوبية الى 394 مليون دينار لتشكل 4.4 بالمئة من اجمالي مستوردات المملكة ولتعد شريكاً تجارياً رئيسياً.