صحيفة العرّاب

عاملة منازل اندونيسية تتعرض للحرق من قبل كفيلها بالمكواة الكهربائية

تعرضت عاملة منازل اندونيسة الجنسية امس الاول الى اعتداء جسدي من قبل كفيلها باستعمال المكواة الكهربائية وحرق يديها وبعض اجزاء من جسمها وتشير العاملة التي هربت صباح امس الى سفارة بلادها بعمان في ادعائها الى انها ليست المرة الاولى التي يستعمل بها كفيلها العنف بحقها.

 السفارة الاندونيسة في عمان تتحدث عن 200 حالة اعتداء جسدي تتعرض لهن العاملات الاندونيسات سنويا اي بمعدل حالة اعتداء كل يومين فيما يطالب المهتمون بتحقيقات جدية في حوادث الاعتداء للوقوف عن المسببات وملاحقة المتورطين في قضايا الاعتداء قضائيا.
 
العاملة الاندونيسية المعنفة تم احالتها امس الى طبيب مختص لاصدار تقرير طبي قانوني يشخص حالتها الطبية تمهيدا لتقديم شكوى بحق الكفيل الذي لم تتعرف السفارة لغاية امس إلى هويته.
 
في ارشيف السفارة الاندونيسة العشرات من حالات الاعتداء الجسدي التي تثير الانتباه وتستدعي التوقف عند هذه الظاهرة المقلقة بدءا من العاملة التي تستقدم للاردن دون خضوعها للتدريب على العمل المنزلي او خضوعها لدورات مبسطة في التثقيف والتوعية عن الاردن اجتماعيا ودينيا وبعضهن يستقدمن بحسب ما يؤكد محامي السفارة عماد شرقاوي بطرق غير قانونية ما يجلعهن عرضة للاعتداء ولا يخضعن لفحص طبي قانوني دقيق يشخص الحالة الصحية للعاملة قبل استقدامها للاردن.
 
السؤال الملح في حالة هذه العاملة او غيرها لماذا ينتهي التحقيق في قضايا الاعتداء على العاملات الاجنبيات بسرعة قياسية؟.
 
«العمل»
 
وعلى وجه التحديد فوزارة العمل هي الجهة الحكومية ذات المسؤولية المباشرة بالاشراف على تطبيق قانون العمل وعقد التشغيل المبرم بين الكفيل والعاملة ومكتب الاستقدام فان ذلك بنظر خبراء ومهتمين في الشأن العمالي يحتاج الى مراجعة لآليات الاستقدام وحل قضايا عاملات المنازل وتفعيل دور المفتشين المتخصصين لمراقبة اوضاع عمل عاملات المنازل وكيفية معاملتهن.
 
موظفو السفارة عثروا على العاملة المعنفة عند ساعات الصباح وهي تتألم تائهة غير مدركة الى اين عليها الذهاب وجاء في روايتها انها قضت ليلة امس الاول خارج منزل كفليها هربا من سوء معاملته وتعريضها للضرب واستعمال المكواة في تعذبيها.
 
القضية لم تنته فصولها بهذا الحد بل انها تتعدي ازمة الاعتداء الجسدي للسؤال عن ارتفاع عدد العاملات اللواتي يحاولن الانتحار او انهن قضين انتحارا خلال العام الجاري ، فسجلات سفارات البلدان المصدرة للعاملات للاردن واقسام الشرطة ملئية بقصص مختلفة عن عاملات معنفات حاولن الانتحار اوانتحرن.
 
منظمات حقوقية
 
منظمات حقوقية محلية ودولية دقت ناقوس الخطر وطالبت بالتحقيق في اسباب هذه النسبة العالية من الاعتداءات في صفوف هذا الشريحة من العمال اذ في الاردن 70 الف عاملة منزل اغلبهن من سريلانكا والفلبين واندونيسيا.
 
التقارير التي تتحدث عن تعنيف العاملات الاجنبيات لاتورد اية تفاصيل تتعلق بالصحة النفسية لكل من هؤلاء العاملات في فترة عملهن في منازل كفلائهن ولا تفاصيل اخرى تتعلق بالكفيل الذي يلجأ الى استعمال العنف بحق العاملة.
 
الطب النفسي يقول: إن الاقدام على استعمال العنف يحصل والمعنف"بفتح النون"يمر في حالة فصام نفسي اواضطراب سلوكي وفكري تدفعه الى استعمال العنف بحق سيدة عاملة لاعتبار ثقافي واجتماعي بان استعمال العنف ضد المرأة سلوك مرفوض في مجتمعنا اخلاقيا ودينيا.
 
يذكر هنا ان العاملات الاجنبيات قد يشعرن بغربة مخيفة في البلد المضيف وبفصام بين الواقع والمتخيّل وبذلك لا يعشن حياة متوازنة فبعض العاملات لا يتركن بلادهن فقط بحثاً عن وظيفة بل للهروب ايضاً من واقعْ او معاناة ما وهذا ما يستدعي مراعاة ظروفهن النفسية والاجتماعية والانسانية والتريث في معالجة قضاياهن وعدم استعمال العنف بحقهن مهما كانت الأحوال.