ترافق تسلم الوزراء والمسؤولون المصنفين من الدرجة العليا الاسبوع الماضي استمارة تظهر كافة ممتلكاتهم الخاصة في خطوة لتنفيذ قانون اشهار الذمة المالية باثارة جملة من الاحتجاجات والانتقادات في مختلف الاوساط حول امكانية نقل الوزير او المسؤول بعضا من ممتلكاته لاحد فروعه او اصوله. حيث تلقى الوزراء وموظفو الفئة العليا من الدرجتين الاولى والثانية واعضاء لجان العطاءات الحكومية مؤخرا مغلفاً من مسؤول مكتب اشهار الذمة القاضي ناجي الجيوسي يحتوي كتاباً رسمياً يتضمن طلباً بتعبئة الاستمارات التي تتعلق بارصدتهم وحساباتهم المصرفية واموالهم المنقولة وغير المنقولة وجميع ممتلكاتهم وهو الامر الذي دفع عددا من القانونيين والبرلمانيين لنقد آلية تطبيق قانون اشهار الذمة بصورة تسمح للموظف المعني ببنود القانون بالتصرف في ممتلكاته سواء ببيعها او نقل ملكيتها لاحد افراد عائلته مما يضمن تهربه من تطبيق الاجراءات القانونية عليه بالشكل الامثل المطلوب. وهو ما أثنى عليه النائب المحامي زهير ابو الراغب عندما أكد ان مثل هذه التجاوزات ممن شملهم قانون اشهار الذمة المالية ممكنة الحدوث ان لم تحدث فعلا من قبل بعض الموظفين المشمولين بالقرار سيما وان بنود القانون لم تشمل بالحصر ممتلكات زوجات او ابناء هؤلاء الموظفين وهذه القضية احد ابرز ثغرات القانون الذي مازال حديثا في الاردن اسوة بالدول الاخرى كمصر او لبنان بحيث لجأ المشرع الى نقل الفكرة من هذه الدول بدون خبرة في تطبيقه لذا فانه يحتاج الى فترة زمنية من تطبيقه حتى يتم تلافي هذه الثغرات والاخطاء حيث ان الاجتهادات الخاصة مازالت هي السمة الطاغية على كيفية التعامل مع هذا القانون الذي سيحتاج الى سنوات حتى تنسجم الية تطبيق مواده القانونية مع الفكرة التي تخدم هدف المشرع منه. واضاف ابو الراغب انه وطبقا لقانون العقوبات وقانون اصول المحاكمات الجزائية فان عبء الاثبات (حول مصادر الاموال والممتلكات المشكك في مصدرها سواء الذي يملكها الموظف او زوجته) يقع على كاهل الموظف الذي يجب ان يقدم دلائله القاطعة للنيابة العامة بمصادر مضاعفة هذه الاموال او الممتكات خلال فترة زمنية وجيزة بالنسبة للمسجلة باسم زوجته او منذ تعبئة استمارة الممتلكات الخاصة بالنسبة للموظف ذاته على ضوء قانون اشهارالذمة. ووفق ما أكدته مصادر فان الاستمارة ترافقت بالاعلان عن مهلة تبلغ مدتها ثلاثة اشهر لتعبئة الاستمارة من قبل المسؤولين وتسليمها لمكتب اشهار الذمة للتعامل معه وفق الاصول القانونية السرية المعمول بها وهي الفترة التي وصفها ابو الراغب ب»المعقولة» نظرا لحداثة تجربة الاردن في هذا القانون مؤكدا على الرغم من ذلك غياب الرقابة على الموظفين المعنيين بقانون اشهار الذمة لغايات منعهم من نقل سندات ملكيتهم او ارصدتهم المالية لاحد فروعهم او اصولهم. وتبعا لما أكدته مصادر فان عددا قليلا من المسؤولين والوزراء وموظفي الدرجة العليا مازالوا يحتفظون بشركاتهم وممتلكاتهم باسمائهم حيث تؤكد المشهديات الواقعية ان غالبية هؤلاء الموظفين يلجأون في الاساس لتسجيل ممتلكاتهم باسماء زوجاتهم او اقربائهم اما للمشاركة في اعمال وعطاءات الوزارات والدوائر التي يعملون بها او خوفا من مخالفة نصوص قانون محاكمة الوزراء الذي يحرم على الموظف العام المشاركة في اعمال وعطاءات المؤسسات العامة على اختلافها او ممارسته لاعمال التجارة بصورة عامة.