تسبب تأخر دخول الموسم الشتوي هذا العام في تراجع نسب الاقبال على التسوق للملابس الشتوية, بحسب عاملين في القطاع.
ويعدد هؤلاء جملة من الظروف الاخرى التي تسببت في تراجع الطلب ابرزها, ارتفاع الاسعار في دول المنشأ كالصين نتيجة ارتفاع سعر العملة واسعار المواد الخام وكلفة الشحن, يضاف لذلك تغيير آلية احتساب الجمارك محلياً.
وخلال شهر تشرين الثاني قدرت بيانات أسعار المستهلك الصادرة عن دائرة الاحصاءات العامة معدل الارتفاع, في مجموعة الملابس بـ 5.3 بالمئة توزعت على 3.54 بالمئة ارتفاعاً في الملابس الرجالية, و6.2 بالمئة للملابس النسائية, و6.1 بالمئة لملابس الاطفال.
وقال ممثل قطاع الالبسة والاقمشة والمجوهرات في غرفة تجارة الاردن فهد طويلة, ان جل أصناف الملابس الشتوية ارتفعت اسعارها الموسم الحالي نتيجة التعديلات الحكومية على الجمارك اضافة الى ارتفاع اسعار المواد الخام.
وفي التفاصيل اشار طويلة الى ان أسعار الملابس الصينية ارتفعت بنسبة 10 بالمئة نتيجة ارتفاع اسعار المواد الخام اضافة الى تقلب سعر صرف العملة "اليوان", وهو ما انعكس على سعر المستهلك النهائي.
ونوه طويلة ان ذلك تسبب في تغييرات في سلوك المستهلكين اذ يعمد المواطنون حالياً الى الاقبال على الملابس ذات الجودة المرتفعة جراء الفروقات القليلة سعريا مع ذات الجودة الاقل نتيجة السياسة الجمركية الحالية حيال الملابس المستوردة.
وتعتمد آلية فرض الرسوم الجمركية الوزن بدلاً من القيمة على مستوردات الملابس.
وحول اثر ارتفاع اسعار النفط العالمية اشار طويلة, الى ان اسعار النفط قفزت خلال بضعة شهور من مستوى 70 دولاراً الى 88 دولاراً وهو ما تسبب بزيادة على اسعار الملابس. منوهاً الى أن تآكل القدرة الشرائية للمواطن أثر كثيرا على اوضاع السوق حالياً, وهو ما انعكس على شكل تراجع في الطلب.
نقيب تجار الملابس صلاح حميدان أكد أن سوق تجارة الملابس دخل في نفق مظلم الموسم الشتوي الحالي, جراء تراكم عدة معيقات وظروف جاءت كحزمة واحدة.
وشرح حميدان ان هذه الظروف تشمل تراجع القدرة الشرائية للمواطنين, والتفات المستهلكين لتأمين الضرورات الاساسية قبل الملابس, اضافة الى ارتفاع اسعار الملابس عالمياً ومحلياً نتيجة رفع الرسوم الجمركية على الملابس الشعبية, وارتفاع اسعار المواد الخام وكلف الشحن وسعر صرف "اليوان" الصيني, وتأخر دخول الموسم الشتوي هذ العام.
وأعلن حميدان ان تجار الالبسة يعانون حالياً من ضائقة الركود وتراجع يوصف ب¯"الرهيب" في مبيعات الملابس الشتوية.
وشرح نقيب تجار الملابس أن الارتفاع في الاسعار وفق المعادلة الجمركية الجديدة يختلف بين اسعار الصيفي والشتوي اذ ان قطع الملابس الشتوية "ثقيلة" الوزن مما يعني احتساب رسوم أكثر عليها وبالتالي ارتفاع واسع في أسعارها.
ورشّح حميدان استمرار الاقبال من الشرائح المتدنية والمحدودة الدخل على الملابس ذات المنشأ الاسيوي وخاصة الصيني لاستمرار فارق الاسعار الواسع مقارنة مع الملابس الاوروبية.
من جانبه أكد تاجر الملابس محمود ابو ضبة أن سوق الملابس الشتوية تراجع كثيراً نتيجة تأخر دخول الموسم الشتوي, يضاف الى ذلك ارتفاع الاسعار اجمالا وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين.
وعلق ابوضبة آماله على الموسم الربيعي والصيفي المقبل, في عكس توجهات المستهلكين صوب مزيد من الطلب, رغم قوله ان المسببات لوضع السوق الحالي لا بوادر على انفراجها قريباً.
في المقابل, يرى المواطن بلال المحسن, ان اسعار الملابس حالياً لا تشجع على التسوق فكافة الاصناف تتسم بارتفاع اسعارها, مما سيضطره الى الاكتفاء بشراء أقل عدد من القطع للموسم الحالي.