أكد استاذ علم الزلازل بكلية العلوم بالجامعة الاردنية البروفيسور نجيب أبو كركي ان انخفاض كمية المياه البحر الميت يفاقم هشاشة التراكيب الجيولوجية في المنطقة مما سيؤدي إلى حصول انهيارات تباعا يبدأ بالمناطق الاكثر هشاشة وينتهي بالمناطق الاكثر مقاومة مما سيولد زلزالا قويا في المنطقة صدع البحر الميت.
وقال ابو كركي في محاضرة القاها ظهر اليوم الاحد (26/12) في الجامعة الاردنية ان انهيار الطبقات في منطقة البحر الميت سيلحق تبعات ونتائج صعبة, ما يتطلب التكيف مع هذا الواقع واتخاذ ما يلزم من اجراءات استباقية واحترازية للحد من تلك التبعات.
ولفت إلى ان نقص المياه الواردة للبحر الميت ادت الى انخفاض مطرد في مستوى مياهه بما يتعدى معدله الطبيعي مترا مكعب كل عام (اي ما يفوق عشرة آلاف ضعف معدل التذبذب الطبيعي المقبول في مستويات البحار في العالم), مبينا أن نقص المياه يجعل الفاقد من البحر الميت بالتبخر يفوق ما يصله بمئات ملايين الامتار المكعبة سنويا, وهذا يشكل خطرا كبيرا على تلك الطبقات الهشة التي تتداعا للإنهيار في اي لحظة.
واستعراض ابو كركي خلال المحاضرة الحوادث الناجمة عن الخلل في الموازنة المائية للبحر الميت منذ 1991 وحتى الوقت الحاضر بنهاية 2010 والتي ادت احيانا الى خسائر فادحة ومثالها انهيار السد رقم 19 التابع لشركة البوتاس العربية في منطقة اللسان بعد اسابيع فقط من اكتمال بنائه عام 2000 مكلفا عشرات الملايين من الدنانير وما سبقه وتبعه من حوادث متفرقة اخرى, مذكرا بتحذيراته المتكررة من تبعات تفاقم تلك الظواهر ولاكثر من مرة وعلى صدر الصفحات الاولى لبعض الصحف الاردنية اعتبارا من عام 1997 .
وعبر ابو كركي عن قلقه العميق المرتكز على البيانات الميدانية والفضائية بشأن مواقع اخرى مشابهة من حيث وضعها الجيولوجي شمال وجنوب و ضمن شبه جزيرة اللسان .
وكشف البروفيسور أبوكركي عن السير قدما بتكثيف الجهود البحثية باستخدام التقنيات الميدانية والمسوحات الجيوفيزيائية الارضية وتقنيات التداخل الراداري الفضائية الحديثة بالتعاون مع فرق علمية تولدت لديها القناعة التامة بجدية التعاون العلمي لتزويد الشواطئ الاردنية للبحر الميت بشكل خاص بمنظومة علمية تهدف للانذار المبكر ضد الكوارث الطبيعية والمستحثة.
ونوه إلى ان هذا المشروع تم العمل على اعداده على مدار أكثر من عامين بشكل مشترك بمساهمة علمية اردنية – بلجيكية اضافة لمختبر دراسات الحركات الارضية في معهد دراسات فيزياء الارض في ستراسبورغ بفرنسا ومعهد اسباني لعلوم الفضاء والاستشعار عن بعد لإدارة الكوارث في مجالات الزلازل الطبيعية والانهيارات الخسفية اضافة للفيضانات والانزلاقات الارضية .
وأكد ابو كركي ان استقطاب الخبرات عن طريق التعاون العلمي المشترك والمتوازن يشكل قاعدة جيدة تعوض جانبا من النقص في الامكانيات المتوفرة هنا وتسمح بالحد من الاثار السلبية الناتجة عن تقاعس جهات من المفروض ان تكون معنية عن تقديم الدعم الفعال لجهود البحث العلمي التطبيقية منها والنظرية وصولا الى بحث علمي يفرض نفسه على الساحة الدولية هذا وقد نوهت وكالة الفضاء الاوروبية عبر موقعها الرسمي على الانترنت بالنتائج العلمية للابحاث الاردنية البلجيكية المشتركة الخاصة بظواهر البحر الميت على وجه الخصوص.