صحيفة العرّاب

السفارة الأمريكية: عملية تسريب معلومات عن الفساد أصبح وكأنها مضحكة

اشارت احدث الوثائق المسربة عبر موقع "ويكيليكس" بشأن الأردن الى ان السفارة الامريكية في عمان رصدت تشكيكاً شعبياً واسعاً في قدرة الحكومات المتعاقبة على محاربة الفساد

وجاء في برقية صدرت بتاريخ 7/1/2010 إن التشكيك الأردني أصبح واسعا لدرجة أن النظر لعملية تسريب معلومات عن الفساد أصبح وكأنها مضحكة، فمثلا، أعلن الإعلام الأردني في 24 كانون اول 2009 أن أحد الموظفين الحكوميين العامل في وزارة العدل عرض علية 200 دينار كمكافأة من الوزير لأنه أعلن عن محاولة رشوة بمبلغ 50 ألف دينار من قبل شركة خاصة ترغب بمساعدات وتسهيلات. وقد تم الاستهزاء من مكافأة الوزير من قبل معلقين على مواقع اليكترونية وكذلك من قبل زملاء الموظف الذين قالوا إنه كان من الأفضل له لو احتفظ بالرشوة التي وصلت إلى 50 ألف دينار بدل من فضحها.
وتشير البرقية المصنفة كـ"سري" الى ان حكومة سمير الرفاعي أصدرت قرارين متعلقين بمحاربة الفساد، فقد تم التعميم في 4/1/2010 بتوجيهات للمسؤولين الحكوميين بأن لا يقبلوا هدايا تزيد قيمتها في 50 دينار (حوالي 70 دولار). وخلال أسبوع 27 كانون ثاني عممت الحكومة (بالرغم من أنها لم تعلنه) سياسة إعلامية جديدة والتي تفرض على المسؤولين الحكوميين عدم توظيف الصحفيين أو دفع بدل تغطية إيجابية.
وتابعت "بعد زيارة رئيس الوزراء سمير الرفاعي لمقر هيئة مكافحة الفساد ولجنة المراقبة المالية شكل لجنة لتسريع في تحقيقات قضايا محاربة الفساد وتشجيع عملية تسريب المعلومات حول الفاسدين"
ووفقاً لتقديرات سفير الولايات المتحدة بعمان ستيفن بيكروفت الذي وقع البرقية فإن هذه السياسات هي محاولة واضحة من الحكومة الجديدة للابتعاد عن سياسات الحكومات السابقة في مجال مكافحة الفساد.
ولكنه يستدرك بالقول "العديد في الأردن يقولون أن الفساد أصبح متفشيا في الحكومات المتعاقبة ولذلك هناك شك في أن الحكومة الجديدة ستكون مختلفة ويؤمنون بأن هذه الإجراءات تعتبر ضعيفة".