الهدوء يعود لـ معان..والأمن يعتقل 50 شخصا من مثيري الشغب
خيم الهدوء على مدينة معان بعد يومين من أعمال الشغب التي سادت المدينة عقب مقتل شابين من أبناء المدينة وإصابة شابين آخرين إصابات بليغة بعيارات نارية على يد مواطن لا زال فارا من وجه العدالة.
وتنتشر قوات الدرك والشرطة داخل المدينة وعلى مداخلها ومخارجها وذلك للحفاظ على الأمن والنظام وحماية الممتلكات العامة والخاصة.
ونفذت الأجهزة الأمنية في محافظة معان سلسلة من الاعتقالات استهدفت عددا من المطلوبين على خلفية أحداث الشغب في مدينة معان وقطع الطريق الصحراوي النافذ من بلدتي الحسينية والمريغة.
وكشف مصدر امني مطلع إلى وجود قائمة غير محددة بعدد المطلوبين على خلفية أحداث الشغب التي جرت بالمحافظة.
وبين مدير عام صحة محافظة معان د. عبدالرحمن المعاني أن المديرية اتخذت إجراءات احترازية تمثلت في تحويل مختلف الحالات المرضية المراجعة لمستشفى معان الحكومي إلى مستشفيي الملكة رانيا العبدالله الحكومي في لواء البتراء والأمير زيد العسكري في محافظة الطفيلة في سبيل إبقاء مستشفى معان الذي تم تعزيزه بكوادر طبية وتمريضية في حالة طوارئ على مدار الساعة للتعامل مع أي طارئ.
وأوضح رئيس بلدية معان الكبرى خالد الشمري آل خطاب أن التقديرات الأولية للخسائر التي طالت مبنى محكمة بلدية معان تتجاوز أل¯ 100 ألف دينار.
وأكد شهود عيان أن مدينة معان شهدت مساء امس الأربعاء مطاردة من قبل رجال الأمن لعدد من المطلوبين في شارع البيارة الواقع وسط المدينة.
واستنكر قادة المجتمع المحلي تغييب ممثليهم عن حضور الاجتماع مع مدير الأمن العام الفريق حسين هزاع المجالي, والذي عقد في دار محافظة معان ومديرية شرطتها, في ظل استثناء رئيس بلدية معان ورئيس غرفة صناعة وتجارة معان والعديد من الوجهاء الذين كانوا في قلب الحدث وأسهموا في وأد الفتنة واقتصار الأحداث على ما وقع والحيلولة دون توسعها.
من جهة اخرى تمكنت قوات البادية والاجهزة الامنية من القاء القبض على اكثر من 50 شخصا خلال حملة نفذتها مديرية الامن العام بالتعاون مع قوات البادية والاجهزة الامنية فجر امس لالقاء القبض على كل من يشتبه بتورطه باعمال الشغب التي شهدتها مدينة معان خلال اليومين الماضيين على خلفية مقتل اثنين من ابناء المنطقة واصابة اثنين اخرين.
وقال مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه ان 5 اشخاص من بين المقبوض عليهم يشتبه بضلوعهم بالمشاجرة التي وقعت في منطقة الشيدية فيما لا يزال البحث جاريا على ثلاثة اخرين من بينهم مطلق النار على العاملين اللذين لقيا حتفهما بعد اصابتهما بعيار ناري من سلاح رشاش كلاشنكوف.
وقال المصدر ان المصابين اللذين يرقدان في المستشفى تمكنا من التعرف على هوية مطلق النار وابلاغ الاجهزة الامنية التي عممت عليه والبحث عنه ما يزال جاريا.
وبين المصدر ان المصابين الشاهدين اعتبرا نفسيهما ضحية اذ كانا متواجدين ضمن مجموعة من العمال في منطقة الشيدية ذهبت لاحد الاشخاص الذي طلب نجدتهم وفزعتهم ليتفاجأوا بوجود شخص مسلح فتح عليهم النار من سلاح كلاشنكوف اخذ يطلق عليهم النار عشوائيا.
وقال المصدر قبل الحادث بيومين -السبت الماضي- كانت مشاجرة كبيرة قد وقعت بين مجموعة من عمال مدينة معان واحد المقاولين في مشروع جر مياه الديسة واخر سائق قلاب واختلفوا وقتها على نقلات الرمل حيث قام المتعهد بابلاغ سائق القلاب برغيته في قطع التعامل معه الا ان السائق لم يرض بهذا الكلام واحتد النقاش بينهم.
وزاد المصدر ان سائق القلاب جمع اقاربه اكثر من 100 شخص من اجل ضرب العمال الا ان قوات البادية تدخلت وفضت الشجار الا انه وفي صباح اليوم التالي الاثنين وبحوالي الساعة العاشرة صباحا واثناء قيام المغدورين والمصابين بعملهم في الشيدية تفاجأوا بحضور احد الاشخاص يطلب فزعتهم وذهبوا معه لنحو كيلو متر من موقع العمل ولدى وصولهم تفاجأوا بشخص يترجل من مركبة ويحمل معه رشاش واخذ يطلق النار على الجموع بشكل عشوائي على الاشخاص الموجودين حيث قتل شخصين واثنين اخرين اصيبا وتم نقلهما الى المستشفى حيث اصيب شاب بعيار ناري اسفل البطن والاخر بالكتف ووضع المصابين سيئ ويرقدان في العناية الحثيثة في مستشفيين مختلفين وتحت حراسة امنية مشددة.
مدير الامن العام الفريق حسين هزاع المجالي توعد بالقاء القبض على كل من شارك في اعمال الشغب ومس امن المواطن وقال نحن مع المحافظة على المواطن وارواحهم وممتلكاتهم .
وبدات مديرية الامن العام باجراء الحملات اعتبارا في فجر امس وفق خطط استخباراتية وعملية اكد على تطبيقها الفريق المجالي.
وزاد الفريق المجالي خلال لقائه عددا من المعنيين في محافظة معان ان مدينة معان هي مصنع الرجال ومن رحمها ولد رموز الوطن ورجالات الدولة.
واستنكر شيوخ ووجهاء معان الاعمال التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين مطالبين بمحاسبة المخربين.
وكشف مصدر امني الى ان عدد المطلوبين على خلفية احداث الشغب في معان يصل الى اكثر من 150 شخصا جميعهم معروفون للاجهزة الامنية.
مدير شرطة معان العميد عارف وشاح كشف ان تعليمات صدرت للاجهزة المختصة في المحافظة لالقاء القبض على كافة المتورطين في الاحداث والاعتداءات التي طالت عددا من المؤسسات الرسمية في معان حيث سيجري احالة كل من يثبت تورطه في هذه الاحداث الى الجهات القضائية المختصة.
من جهته قدر رئيس البلدية خالد الشمري الاضرار المادية التي حدثت جراء الاحداث من حرق وتكسير لحقت بمحكمة البلدية بنحو 100 الف دينار.