أكد رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان أن الأردن قطع شوطا كبيرا في مجال تطوير برنامجه النووي، وقال خلال محاضرة له حول التعاون الفرنسي الأردني في موضوع الطاقة النووية أمس الجمعة ان البرنامج سيوفر 30 بالمئة من الطاقة في الأردن وذلك عن طريق استخدام الطاقة النووية مشيرا الى أن الأردن يستورد 95 بالمئة من حاجته من النفط والغاز الطبيعي بتكلفة سنوية تقارب ربع عائداته الأمر الذي يشكل ضغطا كبيرا على الاقتصاد الوطني وعلى كاهل المواطن، وأضاف طوقان انه وللخروج من مأزق الاعتماد على المصادر البترولية أعلن جلالة الملك في عام 2007 عن وضع الأردن لإستراتيجية جديدة للطاقة تقوم على أساس استخدام الموارد المحلية مثل الطاقة النووية والصخر الزيتي والطاقة المتجددة.
وأشار الى توفر مادة اليورانيوم في الأردن حيث أشارت التقديرات الحكومية الى وجود 50-60الف طن يورانيوم بالإضافة الى 100 ألف طن من الفوسفات ،موضحا بان خام اليورانيوم في الأردن يوجد على هيئتين خام اليورانيوم الطبيعي وهناك مؤشرات على وجوده في سبع مناطق أهمها وسط المملكة، واليورانيوم المختلط بالفوسفات ويمكن استخلاصه بالطرق الكيماوية المناسبة، وقال أنه تم اختيار العقبة للبدء بإنشاء أول مفاعل ذري لتوفر المياه كمتطلب أساسي لاستخدامها في أغراض تبريد المفاعل ولسلامته في حالات الحوادث الطارئة ،مضيفا أن جميع المفاعلات في العالم تقام بالقرب من مصادر المياه .
وبين طوقان في محاضرته التي تاتي ضمن الأسبوع الفرنسي في العقبة انه عند بناء وتشغيل المفاعلات النووية في أي دولة في العالم فانه يتم اعتماد معايير فنية وتكنولوجية واحدة يتوخى فيها أعلى درجات السلامة العامة وتبدأ باختيار الموقع على الأرض ونوع المفاعل وأثناء التشغيل وبعد أخراج المفاعل من الخدمة مؤكدا ان الآثار الناجمة عن تشغيل المفاعلات النووية الحديثة على البيئة تكاد تكون معدومة أذا تمت مقارنتها بمحطة طاقة كهربائية تعمل على الفحم أو الغاز أو النفط .
واشار الى التعاون الكبير مع فرنسا والتي تعتبر من اكبر الدول في هذا المجال حيث توفر المفاعلات النووية فيها مايصل الى 80بالمئة من حجم الطاقة المستخدمة ولديها خبرة متميزة في هذا المجال، وبين ان الهيئة بدأت فعليا ومنذ تأسيسها 2008 بالعمل على تنفيذ البرنامج النووي الأردني للاستخدامات السلمية للطاقة النووية والذي يتكون من مشروعين الأول مشروع إنشاء محطة الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء وإزالة ملوحة المياه والثاني مشروع استغلال الثروات النووية الطبيعية الموجودة في الأردن وعلى رأسها اليورانيوم، وقال طوقان ان المشروع الذي تقدر كلفته بنحو 2-3 مليار دولار أميركي سيوفر مايقارب 5000 فرصة عمل خلال عمليات بناء المفاعل وحوالي 1000مهندس وفني وعامل بصورة دائمة خلال فترة التشغيل مؤكدا على ان الاردن سيصبح مصدرا للطاقة لا مستوردا لها، واكد انه تم افتتاح قسم للهندسة النووية في جامعة العلوم والتكنولوجيا وسيتم تأسيس مركز متخصص في العقبة إضافة الى أنه سيتم تدريب 600 مهندس وفني أردني على الأقل عند التعاقد على بناء المفاعل النووي كأحد شروط التعاقد . بترا