واصل رئيس الوزراء المكلف الدكتور معروف البخيت أمس مشاوراته لتشكيل الحكومة التي أحاطها بالتكتم والسرية وشملت شخصيات سياسية واقتصادية بهدف إشراكها في التشكيل الحكومي الجديد لاختيار الفريق الوزاري القادر على تحقيق الإنجازات في جميع المجالات وتحسين الأداء الاقتصادي ولا سيما في المرحلة المقبلة التي تتطلب إصلاحا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا متكاملا.
واستمر البخيت لليوم الثالث على التوالي في إجراء مشاورات مكثفة مع ممثلي مختلف القوى السياسية لتشكيل حكومة جديدة في إطار الحوار الشامل الذي بدأه مع ممثلي الاحزاب والمجتمع المدني لتبادل وجهات النظر حول سبل تنفيذ التوجيهات الملكية الواردة في كتاب التكليف السامي.
ووفقا ل"الدستور" من المتوقع أن تعلن تشكيلة الحكومة الجديدة خلال اليومين المقبلين في حال سارت مشاورات رئيس الوزراء المكلف بشكل جيد ، حيث تشير الانباء الى ان الحكومة الجديدة ستتضمن تقليص عدد الوزارات عن طريق دمج بعضها والغاء أخرى واعادة تسمية عدد منها. وسيتم الاخذ بعين الاعتبار الكفاءة والقدرة على تنفيذ برامج وسياسات الحكومة.
وكان الدكتور البخيت قد التقى يوم امس بالاحزاب الوسطية مستكملا بذلك مشاوراته مع جميع الاحزاب ، حيث التقى الاربعاء والخميس الماضيين حزب جبهة العمل الاسلامي واحزاب المعارضة والجبهة الاردنية الموحدة والتيار الوطني.
ووصف امين عام حزب دعاء اسامة بنات لقاء يوم امس بالمثمر والبناء ، لافتا الى ان الرئيس المكلف أكد في اللقاء انه لن يتعجل في تشكيلة حكومته بهدف اختيار وزراء اكفاء ووطنيين قادرين على المساهمة في الاصلاح السياسي والاقتصادي.
وحسب بنات ، فان البخيت أكد أنه سيعمل على انجاز قانون انتخاب يتوافق عليه جميع مكونات المجتمع الاردني ويحقق التنمية السياسية ، مشيرا الى الغاء ودمج بعض المؤسسات المستقة وذلك توفيرا للمال العام كما سيقوم بمكافحة الفساد بكافة اشكاله.
كما اكد الرئيس المكلف في جميع لقاءاته أنه سيستمر بالتواصل مع جميع شرائح المجتمع مرحبا بأي تصورات او اقتراحات تقدم لحكومته بهدف خدمة الوطن والمواطن.
وأكد البخيت على إرادة جلالة الملك بالاسراع في عملية الاصلاح السياسي والاقتصادي بما يخدم المسيرة الديمقراطية ، داعيا الجميع في هذه المرحلة الى الالتفاف حول القيادة الهاشمية وذلك خدمة للوطن والمواطن.
وقال ان الاحزاب ركزت في لقائها مع الرئيس المكلف على تحقيق العديد من المطالب الوطنية التي تسهم في تحقيق العدالة والاصلاح السياسي والاقتصادي المنشود ، مطالبة ، حسب بنات ، باعادة النظر بعمل ديوان الخدمة المدنية ووضع آلية لمكافحة العنف المتمعي وتأسيس مشروع اقتصادي وطني حر.
كما طالبت بتقديم برنامج عمل وطني خلال فترة زمنية محددة وان يكون معلنا وشفافا وان يكون عمل الحكومات ضمن سلسلة متواصلة.
وقال مصدر حزبي ان الرئيس لم يعرض على الاحزاب المشاركة في الحكومة ، مشيرا الى انه من خلال حديث الرئيس المكلف عن الشراكة والتعاون فانه يستنتج بان تكون الاحزاب ممثلة في الحكومة القادمة.
وكانت احزاب مجلس التنسيق الحزبي قد عبرت عقب لقائها الرئيس المكلف امس عن ارتياحها الشديد بتكليف البخيت تشكيل الحكومة ، مؤكدة انها ستقدم كل الدعم والمساندة والمؤازرة للحكومة الجديدة لقناعتها بقدرتها على عملية الاصلاح.
ومن المتوقع ان يبدأ الرئيس المكلف اعتبارا من اليوم باجراء اتصالاته مع الشخصيات التي يرغب بضمها الى حكومته ويعرض عليها الحقائب الوزارية وذلك بعد ان انهى لقاءاته مع الاحزاب والنواب ورئيس مجلس الاعيان ، الا انه لم يتضح الى الان ان كان سيلتقي النقابات المهنية ام لا ، حيث تشير بعض المصادر الى انه سيلتقيها بعد اعلان الحكومة في حين يعتقد البعض الاخر ان اللقاء سيكون قبل ذلك.
وتوقعت "الرأي" ان ينهي البخيت مشاوراته اليوم السبت مع القوى السياسية ومؤسسات المجتمع المدني والاحزاب بلقاء مع رؤساء النقابات المهنية اليوم.
وحتى الان ، ما زال من الصعب التكهن باسماء الوزراء الجدد وذلك لان الرئيس المكلف لم يجر اي اتصالات مع الشخصيات التي ستدخل الحكومة ، الا ان المتفق عليه ان الاسماء ستكون شعبوية وقريبة من الشارع ونبضه وتسهم في تحقيق عملية الاصلاح تطبيقا لمضامين كتاب التكليف السامي.