مستوى ذكاء المعاقين سمعيا لا يختلف عن مستوى الاشخاص العاديين
يجب تعليم الاطفال طرق التواصل المختلفة يجب مساعدة المعاقين سمعيا ليصبحوا اكفاء لا عالة على الاسرة والمجتمع
ياسمين الخطيب
انعم الله تعالى على الانسان فمنحه الحواس الخمس التي من خلالها يتمكن من التواصل مع العالم الخارجي وهي (السمع، البصر، الشم، الذوق، اللمس)، فالانسان يعيش في عالم مليء بالمؤثرات ولولا هذه الحواس لما تمكن الانسان من اكتشاف العالم من حوله وحدوث اي خلل في واحدة او اكثر من هذه الحواس يحول بينه وبين اكتشاف عالمه وقد ينجم عنه صعوبات عدة تتفاوت في درجاتها فحاسة السمع هي التي تجعل الانسان قادرا على تعلم اللغة وفهم بيئته، وينصب الاهتمام هنا على عجز حاسة السمع عن القيام بدورها. تكون حاسة السمع وظيفية قبل الولادة ولكنها تضعف بعد الولادة مباشرة لان القناة السمعية تمتلئ بالسوائل ولكنها تصبح عادية بعد عدة ايام من الولادة نلاحظ ان والمواليد الجدد يوجهون رؤوسهم تجاه مصدر الصوت ولكنهم لا يستطيعون تحديد مصدره بدقة وبعد الولادة بفترة قصيرة يستطيع الطفل تمييز الاصوات المختلفة وبعد ان يبلغ الطفل الشهر الرابع من عمره تعمل الاصوات الجديدة على استثارته فيقوم بحركات بحثية عن الصوت مثل ادارة الرأس وادارة الجسم تجاه مصدر الصوت وفي الشهر السادس يستجيب الطفل للصوت بنفس ردود الفعل الموجودة لدى الراشدين ومع نهاية السنة الاولى من عمره تتطور مهارات الاستماع وتظهر لدى الطفل القدرة على الانتباه الانتقائي وهي تعرف باسم ادراك الشكل - الخلفية (figure-Ground perception) ويعني الانتباه الى الاثارة السمعية الاساسية (الشكل) وعدم التركيز على المثيرات السمعية غير المهمة (الخلفية) اي ان الطفل يصبح قادرا على تمييز الصوت الذي يخصه من بين جميع الاصوات. ويكمن دور الاسرة هنا وخصوصا الام عند ملاحظتها لعدم استجابة طفلها للاصوات من حوله او انها لاحظت تأخر الطفل في القدرة على الانتباه الانتقائي وهو اخذ الطفل الى الطبيب الاختصاصي (انف واذن وحنجرة) وذلك لتفادي تفاقم المشكلة وحتى لا تتطور وتصبح خللا, والاجدر هنا ان اعرف الاعاقة السمعية وفئاتها واسبابها: الاعاقة السمعية (Hearing Impai rment) هي انحراف في السمع يحد من القدرة على التواصل السمعي - اللفظي وشدة الاعاقة السمعية هي نتاج لشدة الضعف في السمع وتفاعله مع عوامل اخرى مثل العمر عند فقدان السمع والعمر عند اكتشاف الفقدان السمعي ومعالجته والمدة الزمنية التي استغرقها حدوث الفقدان السمعي ونوع الاضطراب الذي ادى الى فقدان السمع. ويشمل مصطلح الاعاقة السمعية كلا من الصمم (Deafness) و الضعف السمعي (limited Hearing) فالصمم يعني ان حاسة السمع غير وظيفية لاغراض الحياة اليومية الامر الذي يحول دون القدرة على استخدام حاسة السمع لفهم الكلام واكتساب اللغة اما الضعف السمعي فيعني ان حاسة السمع لم تفقد وظائفها بالكامل فعل الرغم من انها ضعيفة الا انها وظيفية بمعنى انها قناة يعتمد عليها لتطور اللغة. وتصنف الاعاقة السمعية تبعا لثلاثة معايير هي: - العمر عند الاصابة. - موقع الاصابة. - شدة الاصابة. * التصنيف وفقا للمعيار الاول وهو العمر عند الاصابة: - الصم قبل اللغوي: وهو حدوث اعاقة سمعية قبل تعلم اللغة ومثل هذه الاعاقة تحدث قبل تطور الكلام واللغة عند الطفل. - الصمم بعد اللغوي وهو حدوث اعاقة سمعية بعد اكتساب الطفل للمهارات الكلامية واللغوية وقد تحدث فجأة او تدريجيا على مدى فترة زمنية طويلة. *التصنيف وفقا للمعيار الثاني وهو موقع الاصابة: - الاعاقة السمعية التوصيلية: تنتج الاعاقة السمعية التوصيلية عن اي اضطراب في الاذن الخارجية او الوسطى (الصيوان، قناة الاذن الخارجية، غشاء الطبلة، العظيمات الثلاث) يمنع او يحد من نقل الموجات او الطاقة الصوتية الى الاذن الداخلية واقصى حد للضعف السمعي الناتج عن الاعاقة السمعية التوصلية هو (60) ديسبل كما يتمتعون بمقدرة جيدة علىتمييز الاصوات العالية نسبيا ويتكلمون بصوت منخفض لان لديهم القدرة على سماع اصواتهم بشكل جيد وبسهولة ويعاني هؤلاء الاطفال من اضطرابات الكلى او القلب، اضطرابات الجهاز الهضمي والتشوهات الوجهية وخاصة حالات الشفة الارنبية ويجب تشجيع الطفل على استخدام سماعة طبية فهي تساعدهم على استعادة بعض قدراتهم السمعية. - الاعاقة السمعية الحس عصبية : يرتبط مصطلح الاعاقة السمعية الحس عصبية بحالات الضعف السمعي الناتجة عن اضطراب في الاذن الداخلية او اضطراب العصب السمعي وهو ما قد يكون ناتجا عن خلل في القوقعة او عن خلل في الجزء السمعي من العصب القحطي الثامن. - الاعاقة السمعية المختلطة: وفيما يعاني الشخص من اعاقة توصيلية واعاقة عصبية في الوقت نفسه ويكون هناك فجوة كبيرة بين التوصيل الهوائي والتوصيل العظمي للموجات الصوتية. - الاعاقة السمعية المركزية: وتنتج عن اي اضطراب في الممرات السمعية في جذع الدماغ في المراكز السمعية في الدماغ ويعانون من اضطرابات عصبية خطيرة. * التصنيف وفقا للمعيار الثالث وهو شدة الاصابة (الفقدان السمعي): - الاعاقة السمعية البسيطة جدا (slight) ويتراوح فقدانهم السمعي بين (25-40) ديسبل ويواجه المصاب بهذه الفئة من صعوبة في سمع الكلام الخافت او الكلام عن بعد او تمييز بعض الاصوات ولا يواجهون صعوبات في المدرسة ولكنهم يحتاجون الى ظروف اضاءة وجلوس خاصة في غرف الصف وقد يستفيد من المعينات (السمعية ومن البرامج العلاجية لتصحيح النطق ). - الاعاقة السمعية البسيطة (mild) وتتراوح شدة الفقدان السمعي بين (41-55) ديسبل يتمكن المصاب بهذه الفئة ان يفهم كلام المحادثة عن بعد (3-5) امتار ولكن وجها لوجه وقد يفوت الطالب حوالي 50% من المناقشة الصفية اذا كانت الاصوات خافتة او عن بعد وقد يحدث لديه بعض الانحرافات في اللفظ والكلام وقد يحتاج هذا الشخص الى صف خاص مكيف بحالته مع توفر المعينات السمعية. - الاعاقة السمعية المتوسطة (moderate) وتتراوح شدة الفقدان السمعي بين (56-70) ديسبل ولا يستطيع المصاب بهذه الفئة فهم المحادثة الا اذا كانت بصوت عال ويواجه صعوبات كبيرة في المناقشات الصفية وقد يعاني من اضطرابات كلامية ولغوية وقد تكون ذخيرته اللغوية محدودة ويحتاج للالتحاق بصف خاص لمساعدته في اكتساب المهارات الكلامية واللغوية ويحتاج الى معينات سمعية. - الاعاقة السمعية الشديدة (severe) وتتراوح شدة الفقدان السمعي بين (71-90) ديسبل ويعاني هذا الشخص من صعوبات بالغة فهو لا يستطيع ان يسمع الاصوات العالية، ويعاني من اضطرابات شديدة في الكلام واللغة واذا حدث هذا الفقدان منذ السنة الاولى من العمر فلن تتطور لدى الطفل القدرة اللغوية تلقائيا وقد يحتاج الى الالتحاق بمدرسة خاصة للمعوقين سمعيا ليحصل على تدريب نطقي وسمعي وتدريب على قراءة الشفاه وهو بحاجة الى سماعة طبية. - الاعاقة السمعية الشديدة جدا (pro found) يزيد مستوى الفقدان السمعي عن 90 ديسبل وهو يشكل اعاقة شديدة فلا يسمع الشخص سوى بعض الاصوات العالية ويعتمد على حاسة البصر اكثر من حاسة السمع ويعاني من ضعف واضح في الكلام واللغة ويحتاج الى دوام كامل في مدرسة للاشخاص الصم مزودة بالوسائل الخاصة وتستخدم اساليب خاصة لتطوير الكلام واللغة وتوظيف طرق التواصل اليدوي والتدريب السمعي. اما بالنسبة لان النسبة الاعاقة السمعية فهي ليست بمستوى شيوع الاعاقات الاخرى مثل التخلف العقلي او صعوبات التعلم ويطلق على الاعاقة السمعية اسم الاعاقة قليلة الحدوث نسبيا لاي نسبة تستثني الضعف السمعي او المشكلات في الاذن الخارجية والوسطى (التوصيلية) لانها يمكن ان تعالج. وهناك عدة عوامل والتي تسببت حدوث الاعاقة السمعية: اسباب الاعاقة السمعية الولادية وهي: - الحصبة الالمانية اثناء الحمل، الاصابة اثناء الولادة، اصابة الام جسميا، الادوية اثناء الحمل، الخداج،عدم توافق العامل الرايزيسي، مضاعفات الحمل، الوراثة، اسباب اخرى. - اسباب الاعاقة السمعية المكتسبة بعد الولادة: وقد تحدث فجأة وقد تحدث تدريجيا: التهاب السحايا، النكاف، الحصبة العادية، التهاب الاذن الوسطى، الاصابات الجسمية، الحمى، اسباب اخرى. ولكي نمنع حدوث الاعاقة او نقلل من تفاقمها يتوجب علينا ان نتعرف على مستويات الاعاقة السمعية الثلاث: - الوقاية الاولية: وهي الاجراءات التي تهدف الى منع حدوث نقص في السمع وذلك بتحسين مستوى الرعاية الصحية الاولية كالتطعيم والوقاية من الاصابات والحوادث، وازالة المخاطر البيئية. - الوقاية الثانوية: وهي الاجراءات التي تسعى لمنع تطور حالة الضعف الى حالة عجو وذلك من خلال الكشف المبكر والتدخل العلاجي المبكر. - الوقاية الثالثة: هي الاجراءات التي تهدف الى منع تفاقم حالة العجز وتطورها الى حالة اعاقة والتغلب على الاصابة ومساعدة الفرد على استعادة قدراته ومنع حدوث المضاعفات او الحد منها. ويمكن قياس الضعف السمعي بطرق عدة ومنها: - القياس السمعي بالنغمات النقية. - الاختبارات الكشفية لسمع كلام الاطفال الصغار في السن. - الفحص السمعي للاطفال الذين تقل اعمارهم عن ستة شهور وذلك ملاحظة استجابات الاطفال وباستجابة الاجفال. - القياس السمعي الكلامي يركز على عتبة الاستقبال الكلامي وهو مستوى شدة الصوت الذي يستطيع الطفل عنده فهم الكلام. - اختبارات الشوكة الرنانة. ويجدر بالذكر انه يجب احالة الطفل لاختصاصي القياس السمعي (Audiologist) او اختصاصي الانف والاذن والحنجرة (ENT specialist) وذلك عند ملاحظة مشكلة معينة في الاذن مثل الم واصوات غريبة كالرنين او تجمع المادة الصمغية او صعوبة في لفظ الاصوات او الكلام المشوش وحدف الاحرف ورفع صوت التلفاز عاليا اثناء متابعته له او يدير رأسه باكمله لكي يسمع بطريقة اوضح او يطلب من الاخرين ان يعيدوا كلامهم ويعتمد ايضا على الايماءات لفهم الكلام اكثر. ويجب ان نتعرف الى خصائص المعاقين سمعيا وابدأ بالخصائص اللغوية. تؤثر الاعاقة السمعية بشكل كبير على النمو اللغوي، فاذا ما تدرب المعاق سمعيا سيصبح ابكما وذلك بسبب غياب التغذية الراجعة السمعية فهو لا يسمع ردود الافعال من الاخرين ولا يحصل على تعزيز لغوي وذخيرتهم محدودة وجملهم قصيرة. اما خصائصهم المعرفية: ان مستوى ذكاء المعاقين سمعيا لا يختلف عن ذكاء العاديين فلديهم القابلية للتعليم والتفكير التجريدي ما لم يكن لديهم تلف دماغي فالنمو المعرفي لا يعتمد على اللغة ولكن المفاهيم المتصلة باللغة هي التي تكون ضعيفة واذا انخفضت نسبة ذكائهم وفقا للتطبيق على اختبارات الذكاء ويعود السبب في ذلك الى عدم تكييف هذه الاختبارات لتناسب المعاقين سمعيا وعدم توافر طرق التعليم الفعالة وعدم تزويدهم بالاثارة من قبل الاباء. اما تحصيلهم الاكاديمي فانه يقل بسبب المحدودية التي فرضتها الاعاقة ولكن ذكاؤهم لا يتأثر. وتفرض الاعاقة ايضا حدودا وقيودا على النمو الحركي لان مشكلات التواصل تصنع حواجز تمنعه من اكتشاف البيئة. اما خصائصهم الاجتماعية - الانفعالية: يكون اقل نضجا مقارنة مع اقرانه من نفس عمره فافتقاره للتواصل الاجتماعي يقود للاعتمادية ويتجاهلون مشاعر الاخرين ويسيئون فهم التصرف ويتمركزون حول ذاتهم. تؤثر الاعاقة السمعية على النمو السيكولوجي ولكن ليسي لها تأثيرا كبيرا ولكن اكثرها قوة الميل نحو التنافس والخجل والمزاجية والتعصب الفئوي لنفس الاعاقة. ولا يوجد لهم سمات انفعالية ونفسية مميزة وفريدة وشخصيته تنمو تبعا لذات المبادئ التي تنمو بها شخصية الناس جميعا، فالحاجات النفسية متشابهة للناس جميعا، وتعتمد على المعنى الذي تحمله بالنسبة للفرد. ولمساعدة المعاقين سمعيا من التواصل مع المجتمع والبيئة المحيطة به ينبغي تعليم الاطفال طرق التواصل وهي: - التواصل الشفهي وذلك بالتركيز على التلميحات والايماءات الناجمة عن حركة الشفاه. - قراءة الكلام: (speechreading) التركيز على الشفاه لفهم الكلام المنطوق ويعتمد ذلك على البصر. - التدريب السمعي: ( Auditory Training) وهو تعليم الطفل الاصم او ثقيل السمع على توظيف ما يمتلكه من قدرة سمعية متبقية. - التواصل اليدوي: (Manualcommunication) وهو نظام يعتمد على استخدام رموز يدوية لايصال المعلومات للاخرين. ويشمل استخدام لغة الاشارة (Sign language) والتهجئة بالاصابع (finger spelling). - التواصل الكلي: وهي تتضمن استخدام انواع متنوعة من طرق التواصل لمساعدة الاصم على التعبير واكتساب اللغة. لقد تطور العلم وتوسعت ابوابه ليشمل معرفة الاسباب وتوظيف العلاج المناسب الذي يساعد ولحد كبير الافراد المعاقين بغض النظر عن الاعاقة، فيجدر بنا ان نرتقي بالفرد المعاق لنصنع منه فرد كفؤا مؤهلا للعمل قادرا على تحمل المسؤولية فلا يكون عالة على اسرته خصوصا وعلى المجتمع عموما.