معارضون ينتقدون «الاستثمار» في الزواج ويحذرون من العواقب
شباب وشابات: الزمن تغير وللواقع قانونه الصارم
بحثا عن تشاركية في حمل الأعباء الاقتصادية المتزايدة
أيمن توبة بات الزواج في عصرنا الحاضر مشروعا استثماريا لدى بعض الشباب محدودي الدخل، حاله كحال اي مشروع نقدم على الاستثمار فيه، فمع ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني الرواتب وزيادة نسبة البطالة بين الشباب والارتفاعات المتتالية على الاسعار التي طالت كل شيء، ومع تغير الافكار والثقافات والمضامين والتطور الحاصل في مجتمعاتنا اصبح تفكير شبابنا المقبلين على الزواج مرتبطا بعوامل عدة واهمها اختيار المرأة العاملة.
وبحسب آراء بعض الشباب المقبلين على الزواج التي استطلعت «المواجهة» آراءهم فان الزواج في هذه الايام اصبح مكلفا للغاية، مشيرين الى ان «أعباء الحياة الزوجية ثقيلة ولا نقوى على حملها بمفردنا، فدخولنا الشهرية تآكلت بفعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية».
ويضيفون: «ان الزواج اقدس واشرف رباط مقدس بين الرجل والمرأة، لكن ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الاسعار وجنون اسعار الشقق لحقت به وحولته الى علاقة مبنية على المصلحة. فالزمن تغير والنتيجة ان الزواج اصبح اقرب الى المشروع التجاري والاستثماري منه الى علاقة الود والمحبة والرحمة»...
هذا بعض ما خرجت به «المواجهة» خلال لقاءات مع عدد من الشباب والشابات لم تخل بالطبع من آراء متعارضة:
** البرغوثي: الزمن تغير. محمد توفيق البرغوثي 24 عاما ويعمل موظفا في شركة
قال لـ»المواجهة»: أفضل الارتباط بموظفة نظرا لارتفاع تكاليف المعيشة، وتدني الرواتب، والغلاء الفاحش الذي بتنا نعيش به. ويضيف البرغوثي: الزمن تغير، وما كان يرضى به اباءنا لا نرضى به الان، نظرا للتطور الحاصل، والكماليات التي اصبحت من الضروريات في عصرنا الحاضر، فانا كموظف وبراتي هذا الذي لا يتعدى (250 دينارا) لا استطيع وحدي ان استأجر بيتا، واتحمل كامل النفقات الزوجية.
** منصور: عملها يؤثر على بيتها. مؤمن محمد منصور (30 عاما) ويعمل محاسبا في شركة
تحدث لـ»المواجهة» عن رأيه قائلا: انا ضد فكرة الزواج من امرأة عاملة، وذلك لاسباب عديدة منها اولا ان عملها بالضرورة يؤثر على بيتها ويأخذ جزءا كبيرا من وقتها في العمل خارج المنزل، ثانيا تربية الاطفال، حيث باتت هذه المهمة منوطة اما بالخادمة او بالحضانة - بحسب رأيه - ويضيف قائلا: للأسف اصبح اهتمام الشباب المقبلين على الزواج منصبا على البحث على المرأة العاملة، نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها شبابنا. ويستطرد: الاصل في الزواج ان يكون قائما على المودة والرحمة، ولكن في ايامنا اصبح الزواج قائما على المصلحة والمنفعة المتبادلة بين الرجل والمرأة، وهذا يعد من اسباب الطلاق وتشتت الاسر وعدم انسجامها وغير ذلك من المظاهر التي بتنا نلاحظها بشكل كبير في عصرنا الحالي.
** عثمان: للمرأة العاملة خبرة أكبر في تربية الاولاد. خليل سعيد عثمان (31 عاما) موظف قال: الشباب الان يبحثون عن المرأة العاملة وخصوصا التي تعمل في مجال التعليم، بسبب اجازتهن الطويلة، وقال «أؤيد الزواج من المرأة الموظفة لانه سيكون لديها خبرة في تربية الاولاد اكثر من المرأة العادية التي تعودت ان ينفق عليها اهلها وتريد الزوج من اجل الانفاق والرعاية فقط»، مشددا على ضرورة التعاون بين الزوجين. وأضاف: اما بالنسبة لتربية الابناء فيجب على المرأة الموظفة عدم اهمال دورها الاساسي والاهتمام بالاولاد اكثر ومتابعتهم في الامور التربوية والدينية لانهم يحتاجون الى الرعاية والاهتمام.
** الربابعة: من حقها أن تقرر. ميسون الربابعة (26 عاما) شددت على أحقية المرأة في العمل، واكدت انها ضد الرجل الذي يمنع زوجته من العمل، وقالت «حقها وهي تقرر» - بحسب رأيها - واضافت «في الوقت نفسه أؤيد اشتراط عمل المرأة من قبل الزوج كأحد شروط الزواج. لان شبابنا في هذه الايام لا يستطيعون تحمل الاعباء الزوجية بمفردهم، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وتدني الرواتب». واوضحت ان الرجل هو المسؤول عن النفقة من كل الجهات، ولكن من واجب المرأة المساهمة من تلقاء نفسها وليس غصبا، مؤكدة ان التعاون بين الزوجين يجعل الحياة سهلة وبسيطة وجميلة.
** خالد: ثقافة واسعة. ناصر خالد (34 عاما) تحدث لـ»المواجهة» قائلا: اعتقد ان الشاب عندما يقدم على الارتباط بموظفة لا يقصد التفكير بالجانب المادي وانما يفكر في ايجاد حل للتخلص من تكاليف الزواج الصعبة فضلا عن ان الشاب في الوقت الحاضر لا يستطيع تحمل اعباء الحياة الزوجية وخاصة اصحاب الدخل المحدود من الموظفين فان توجههم نحو الموظفات يعتبر تطورا جيدا من الناحية الاقتصادية لا سيما ان للموظفة ثقافة واسعة تنقلها لابنائها لتعليمهم في المستقبل.
** الريالات: قانون الواقع. شيرين الحسنات (23 عاما) وتعمل موظفة في بنك قالت: انا مع فكرة اشتراط الشاب المقبل على الزواج ان تكون زوجته موظفة، لا سيما في عصرنا الحاضر. وتضيف قائلة: ان اي فتاة من جيلي تحلم بان تتزوج بشاب مقتدر وقادر على الانفاق عليها من دون التفكير بمحدودية الراتب، وغلاء الاسعار واجرة المسكن، لكن الواقع المرير الذي يعانيه شبابنا يقول غير ذلك. وتستطرد قائلة: واقعنا يحتم على الزوجين المشاركة في تحمل الاعباء الزوجية، نظرا للاعباء المترتبة على الزواج وعدم مقدرة معظم الشباب على تحملها، وذلك يعود الى تدني الرواتب وارتفاع أجرة الشقق.
** الصيفي: زاد من نسبة العنوسة. ولخولة الصيفي ذات الـ 29 عاما رأي آخر عبرت عنه قائلة: للاسف فان اشتراط الشباب هذه الايام في زوجة المستقبل أن تكون موظفة او حاصلة على شهادة جامعية زاد من نسبة العنوسة لدى الفتيات غير العاملات وغير الحاصلات على شهادة جامعية. وتضيف: ان تغير العادات والمفاهيم والافكار لدى شبابنا نظرا للتطور، وايضا نظرا للوضع الاقتصادي السيئ الذي يمر به شبابنا عمل على عزوف شبابنا عن فكرة الارتباط بالمرأة غير العاملة او غير المتعلمة، وهذه العوامل أدت بالضرورة الى زيادة نسبة العنوسة لدى الفتيات غير العاملات وغير المتعلمات.
*** الخزاعي: الرجل يفضل المرأة العاملة. أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي قال في تصريحات خاصة لـ»المواجهة» إن الزواج هو اساس تكوين المجتمعات، مبينا أن العلاقات بين الازواج مبنية على التعاون والمحبة والانسجام، وهذا يؤدي الى الاستقرار النفسي والعاطفي بينهما. وأوضح الخزاعي أن الزواج من موظفة بات السمة الابرز لدى شبابنا، لان هذا العصر عصر الغلاء وعدم كفاية الراتب الواحد حيث اصبح الرجل يفضل المرأة العاملة لتحمل الاعباء الاقتصادية معه، مشيرا الى ان الزوجة هي شريكة في كل مناحي الحياة، ومن يتزوج لمصلحة فهو الخاسر الاكبر لان الزواج يجب ان يبنى على الشراكة والمودة والمحبة. واضاف الخزاعي: ان الزواج هو اقدس وانبل رباط على وجه الارض، لكن في عصرنا الحاضر بات الزواج عبئا ثقيلا ملقى على اكتاف شبابنا، وذلك لما نعانيه من غلاء فاحش وتدن للرواتب، وذلك كله بالمحصلة أدى بشبابنا الى البحث عن المرأة العاملة، حتى يكون هناك نوع من التعاون بين الطرفين.