أجرى جلالة الملك عبدالله الثاني أمس مباحثات مع الرئيس الروماني ترايان باسيسكو في القصر الرئاسي في العاصمة الرومانية بوخارست تناولت سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في مختلف المجالات والأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وجهود تحقيق السلام فيها، وخلال لقاء ثنائي بين جلالة الملك والرئيس باسيسكو تبعه لقاء موسع ضم المسؤولين في الجانبين بحث الزعيمان العديد من قضايا التعاون بين البلدين وبخاصة العلاقات الاقتصادية وسبل البناء عليها بما يحقق مصالحهما المشتركة، وأبدى الزعيمان خلال المباحثات التي تخللها مأدبة غداء أقامها الرئيس الروماني تكريما لجلالته والوفد المرافق، ارتياحهما للتطور الذي تشهده العلاقات الثنائية وحرصهما على تطويرها وخاصة في مجالات الطاقة والبيئة والتنمية.
واتفق الزعيمان على أن تقوم لجان مشتركة بمتابعة بحث إمكانية التعاون بين الأردن ورومانيا في مجال الطاقة البديلة، وأعرب جلالة الملك في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الروماني عقب المباحثات عن سعادته بزيارة رومانيا ولقائه مع الرئيس باسيسكو، وأكد جلالته أهمية الشراكة الاورومتوسطية، وقال "نؤمن في الأردن بالإمكانيات المحتملة من الشراكة الاورومتوسطية، والاتحاد من أجل البحر الأبيض المتوسط، باعتبارها إطارا من شأنه أن يعزز مصالحنا المتبادلة والرخاء والأمن"، وأوضح جلالته أن الوفد الاقتصادي الذي يشارك في منتدى الأعمال الأردني في بوخارست يسعى الى المضي قدما في تقوية علاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري، وقال جلالته "سيتمكن ممثلو القطاع الخاص من تعزيز شراكات جديدة مع توقيع العديد من الاتفاقيات"، وأعرب جلالته عن تقدير الأردن لرومانيا في دعم جهود الارتقاء بمستوى شراكته مع الاتحاد الأوروبي.
وفيما يخص عملية السلام، شدد جلالة الملك على ضرورة إطلاق مفاوضات جادة تستهدف الدفع باتجاه حل الدولتين، مؤكدا أهمية دور الاتحاد الأوروبي في تسهيل "استئناف المفاوضات من أجل حل الدولتين... الحل الوحيد الذي يمكن أن يحقق السلام والاستقرار لشعوب الشرق الأوسط بعد أن حرموا منه فترة طويلة"، وزاد جلالته أن "المبادرة العربية للسلام توفر فرصة لا مثيل لها من أجل تسوية الصراع.. وهي تؤكد التزام العرب بالتوصل إلى سلام شامل ودائم"، وأكد جلالته انه على إسرائيل "أن تقرر ما إذا كانت تريد اغتنام هذه الفرصة، والاندماج في المنطقة، أو ان تظل إسرائيل في عقلية القلعة، وإبقاء منطقة الشرق الأوسط رهينة للصراع"، من جهته رحب الرئيس الروماني باسيسكو بزيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى رومانيا، مؤكداً في الوقت ذاته أنها دعمت علاقات التعاون بين البلدين، واكد حرص بلاده على التعاون الاقتصادي مع الاردن باعتباره بوابة لدول منطقة الشرق الاوسط، مشيرا الى اهمية تعاون القطاع الخاص في كلا البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية.
وأعرب عن أمله في ان تعزز الاتفاقيات التي وقعت بين البلدين في ميادين عديدة خلال زيارة جلالة الملك الى رومانيا العلاقات بينهما، وقال "رومانيا الشريك الأهم للأردن في أوروبا الشرقية"، واشار الى ان لقائه مع جلالة الملك تضمن تبادل الآراء حول قضايا الشرق الأوسط وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وحضر المباحثات عن الجانب الأردني رئيس الديوان الملكي الهاشمي ناصر اللوزي ومستشار جلالة الملك أيمن الصفدي ووزير الخارجية ناصر جودة ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي وسفير الأردن لدى رومانيا راسم هاشم، فيما حضرها عن الجانب الروماني وزير الخارجية كريستن داكونسيو، ووزير المالية جورجي بوجيا، ووزير الاقتصاد ادريان فيدنيو ووزير الثقافة ثيودور باليغو ووزير البيئة نيكولاس نيمريشي ووزير التجارة وبيئة الاعمال قطسطنطين نيتا وعدد من كبار المسؤولين.
وفي ختام المباحثات الموسعة، جرى بحضور جلالة الملك والرئيس الروماني توقيع أربع اتفاقيات في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والبيئة والتنمية المستدامة، حيث جرى التوقيع على البروتوكول الإضافي لتعديل اتفاقية التعاون الاقتصادي والتقني طويل الأجل، وقعها عن الجانب الأردني وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي فيما وقعها عن الجانب الروماني وزير التجارة وبيئة الأعمال قسطنطين نيتا، كما جرى التوقيع على البروتوكول الإضافي لتعديل الاتفاق المتبادل لتعزيز وحماية الاستثمارات، حيث وقعتها وزير التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي ووزير المالية جورجي بوجيا، وجرى التوقيع على اتفاقية للتعاون في مجال البيئة والتنمية المستدامة، وقعها عن الجانب الأردني وزير الخارجية ناصر جودة، وعن الجانب الروماني وزير البيئة نيكولاس نيمرشي.
كما وقعت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي على البروتوكول الإضافي لتعديل الاتفاق المتبادل لتعزيز وحماية الاستثمارات والبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي والعلمي في الأعوام 2009 – 2011، فيما وقعها عن الجانب الروماني وزير الثقافة ثيودور باليغو، وكان جرت لجلالة الملك عبدالله الثاني مراسم استقبال رسمي في باحة قصر الرئاسة، حيث عزفت الموسيقى السلامين الملكي الأردني والوطني الروماني، فيما استعرض جلالته والرئيس باسيسكو حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما.
والتقى جلالة الملك رئيس الوزراء الروماني ايميل بوك، حيث جرى بحث آليات تطوير علاقات التعاون بين البلدين في شتى الميادين، والفرص المتاحة أمام تعزيز التعاون الاقتصادي في البلدين والجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأكد جلالته خلال اللقاء الذي تم في قصر فيكتوريا مقر الحكومة عمق العلاقات الأردنية الرومانية والحرص على تطويرها والبناء عليها بما يعود بالفائدة على البلدين والشعبين الصديقين، ومن جهته أكد رئيس الوزراء الروماني ايميل بوك التزام الحكومة الرومانية بتنفيذ الاتفاقيات التي وقعها البلدان اليوم، للبناء على العلاقات المتميزة بينهما وتطويرها، مشيرا إلى دعم بلاده للعلاقات بين الأردن والاتحاد الأوروبي، ولفت بوك الى حرص الحكومة الرومانية على تعزيز التعاون مع الأردن في مجال الطاقة البديلة.
وتم خلال اللقاء الاتفاق على تشكيل لجان مشتركة ستجتمع نهاية الشهر الحالي لبحث التعاون في مجالات الطاقة ومشاريع البنى التحتية "السكة الحديدية، واستخراج اليورانيوم"، كما بحث الجانبان آليات تعميق التعاون في مجال التعليم العالي، وفي مقابلة مع صحيفة "رومانيا ليبيرا" الرومانية نشرت أمس أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ضرورة "العودة فوراً الى مفاوضات جدية بين الفلسطينيين والإسرائيليين وان الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يجب أن يحل على أساس حل الدولتين"، وقال جلالته إن "الوضع لا يحتمل العودة الى عملية غير منتهية.. جميعنا يعلم الان ما الذي نحتاجه لإنهاء هذا الصراع.. حل الدولتين الذي يضمن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم ويضمن القبول لإسرائيل".
وزاد جلالته "هذا ما تقدمه أساسا مبادرة السلام العربية فالوقت ليس في صالحنا، ونحن بحاجة الى التحرك بسرعة لعودة الأطراف الى المسار الصحيح، وهنا على المجتمع الدولي أن يلعب دور فاعل في بدء المفاوضات وتحركها الى الأمام"، وأكد جلالته "انه لا يكفي أن تقول إسرائيل أنها ملتزمة بعملية السلام.. لقد حان الوقت للالتزام من أجل التوصل إلى اتفاق سلام نهائي"، وحول زيارته الى رومانيا وصف جلالته العلاقات بين البلدين بأنها علاقات دافئة وودية، موضحا أن هناك مجالات أوسع لتقوية وتعزيز التعاون بين البلدين، مشيرا الى أن الزيارات المتبادلة التي جرت خلال العامين 2004 و2005 ساهمت بشكل كبير في تطوير العلاقات بين البلدين، يشار الى ان القطاع الخاص في البلدين، وقع العديد من الاتفاقيات على هامش منتدى رجال الأعمال الأردني الذي عقد في العاصمة الرومانية بوخارست، كما أقيم على هامش زيارة جلالة الملك لرومانيا الأسبوع الثقافي الأردني الذي بدأت فعالياته الأحد. بترا