تقع مدينة الحصن جنوب مدينة اربد وتتبع لبدية اربد الكبرى التي تبعد عنها 8 كم وعن عمان 60 كم ، وتقع على الطرف الجنوبي لسهل حوران شمال المملكة حيث تبلغ مساحتها الاجمالية 58.5251 كم2 وعدد سكانها 42 الف نسمة وتعتبر بوابة اربد الجنوبية قديما وحديثا وما زالت تحافظ على هذه الميزة حيث تخترقها طريق اربد - عمان. وتعد مدينة الحصن مدينة أثرية تاريخية تحمل عبق التاريخ بين ازقتها وحاراتها ، فهي مدينة وادعة يتعايش فيها المسلم مع المسيحي بحميمية ، وما ان تصل الى قلب المدينة حتى ترى البيوت القديمة الجميلة المبنية من الحجرما زالت تحافظ على وحدة بنائها الهندسي وألقها بالرغم من مرور سنوات طويلة على انشائها والكثير من هذه البيوت ما زال مأهولا حتى الآن وهذا ما يميز المدينة عن غيرها من المدن المحيطة بها وتشاركها مدينة اربد هذه الميزة وهي أقرب ما تكون لمدينة السلط من ناحية المباني وليس الجغرافيا. وقد اشتهرت بالتل الاصطناعي الذي يعود تاريخه الى العصر البرونزي وبالبركة الرومانية ، كما تشتهر بكثرة آبارها القديمة والمغر والكهوف والمعاصر مما يدل على أنها كانت مأهولة منذ القدم ، كيف لا وهي احدى المدن العشرة (الديكابولس) التي بناها احد قادة الاسكندر المقدوني في القرن الثالث قبل الميلاد لتكون مكاناً لسكن الحامية اليونانية ويعتقد انها كانت تسمى ديون او ديوم ، وقد شهدت المدينة نهضة عمرانية واجتماعية وثقافية وتجارية نظرا لموقها القريب من اربد وسهولة التنقل منها واليها. ويوجد في المدينة العديد من البيوت القديمة منها ما هو على شكل ركام ومنها ما هو آيل للسقوط والبعض الآخر ما يزال صامدا في وجه العاديات ولم يستطع العمر الزمني له ان ينقص من قيمته وتألقه. وبالرغم من وجود لجنة السلامة العامة في البلدية وهي التي تقرر ازالة او الابقاء على هذه البيوت او بعضها ولكن لم يلمس المواطنون دور هذه اللجنة ، حيث لم يتم القيام بترميم البيوت القديمة الجيدة للحفاظ عليها أو هدم البيوت التي يستحيل ترميمها ربما بسبب عدم وجود موازنة في البلدية لترميم واستملاك مثل هذه البيوت. و يشكو سكان الحصن من انقطاعات في التيار الكهربائي بين الحين والآخر دون سابق انذار كما يشكون من ضعف شبكة المياه وعدم كفايتها. وللحقيقة نقول ان مدينة الحصن مدينة نظيفة ربما بسبب وعي السكان والاهتمام المضاعف من قبل البلدية لا سيما وانها البوابة الجنوبية لعروس الشمال وهي التي تعكس الصورة الحقيقية عن مستوى النظافة ، وهناك أنقاض متراكمة هنا وهناك لا بد من لفت النظر اليها لابقاء المدينة على وداعتها وجمالها ولا بد من التخلص من اكوام الانقاض التي تسىء لمظهر الميدنة العام. أيضا في مناطق البيوت المنهارة توجد أكوام من النفايات التي تشكل ظاهرة سيئة كما يجب التخلص من ركام هذه البيوت الذي يسبب تجمع القوارض والحشرات والافاعي والعقارب الى غير ذلك. كما توجد مناشير حجر منتشرة على الطريق الرئيسي اربد عمان المتاخم لمخيم الشهيد عزمي المفتي وهو يعطي صورة سلبية. ويشكو السكان من آن القلابات المحملة بالرمل والحجارة تسلك طرق الحصن مما يزيد الأمر سوءا ويزيد من الوضع البيئي ويؤثر على عمر الطرق الافتراضي غير المصممة للأحمال الثقلية وقد تم إجراء دراسة مرورية على الواقع لتنظيم عملية المرور في الحصن حيث يوجد مركز لتكنولوجيا المعلومات هناك والذي خاطب الجهات المختصة لمنع مرور القلابات من داخل الحصن والالتزام بالطريق البديل . كما تحتاج بعض الشوارع في الحصن إلى صيانة وتعبيد ، وهناك بعض الاتجاهات الممنوعة داخل المدينة ولكن لا أحد يتقيد بالشواخص المرورية، أما المواصلات فتتوقف تماما بعد غروب الشمس كما افاد بذلك عدد كبير من المواطنين. وفي مخيم الحصن، الذي سمي فيما بعد بمخيم الشهيد عزمي المفتي، وهو أحد ستة مخيمات طارئة أنشئت عام 1968 لإقامة 12500 لاجئ فلسطيني غادروا الضفة الغربية وقطاع غزة نتيجة لحرب عام 1967 والذي يقع على بعد 5 كم جنوب الحصن و80 كم عن عمان ، يبلغ عدد سكان المخيم حاليا حوالي 25 ألف نسمة ويوجد في المخيم 4 مدارس تديرها الوكالة ومركز صحي. يعاني هذا المخيم من نقص في البنى التحتية ونقص في الخدمات اضافة الى المكاره الصحية التي تنتشر في المخيم والطمم والانقاض والمناشير الموزعة على جانبه الجنوبي والذي يشكل تهديدا بيئيا وضوضائيا لسكان المنطقة ناهيك عن المساحات التي تشغلها هذه المناشير ومعامل الطوب والبلاط على طول الشارع الذي يؤدي الى كل من عمان واربد. ايضا يعاني سكان المخيم من انقطاعات في التيار الكهربائي ونقص في المياه بشكل عام كما قال لنا عدد كبير منهم ، والمخيم يفتقر للساحات العامة ليقضي الأولاد فيها اوقات فراغهم . اما شبكة الطرق فهي سيئة جدا وبحاجة إلى صيانة ويحتاج الطريق الفرعي الذي يربطها بالصريح الى صيانة وتوسعة حيث تشهد بعض الاكتظاظ المروري من والى ترخيص الصريح. وفيما يتعلق بالفقر والبطالة فقد اصبح ظاهرة في مخيم الحصن حيث يعمل غالبية الشباب في القطاع الحرفي على نظام المياومات وهم ينفقون على اسر كبيرة في الغالب ولا تكفي دخولهم القليلة لسد حاجات هذه الأسر في ظل الارتفاعات النوعية التي تشهدها الأسعار. وهناك شكاوى من وجود عشرات الأطفال دون السن القانونية في سوق العمل لإعانة أسرهم بالرغم من عدم قدرتهم على هذا العمل الشاق وبالرغم من التحذيرات المستمرة من قبل الجهات المعنية بعدم تشغيل الأطفال ، الا ان الأطفال يتسربون من المدارس او تؤثر هذه الأعمال على تحصيلهم الدراسي أو يتركون مدارسهم لمساعدة ذويهم.