يشكو مواطنون في مناطق الشفا, من سوء الطريق المؤدية إلى منطقة زقيق, الواقعة في منطقة حلاوة, إحدى مناطق بلدية الشفا في محافظة عجلون, حيث أن الطريق الذي يتوجه إليه المواطنون خلال فصول الربيع والصيف, والشتاء, بهدف التنزه لوجود المياه, والشلالات فيه, بحاجة إلى تعبيد, لإهتراء الطبقة الإسفلتية التي مضى عليها عشرات السنين, اضافة لوجود الحفر, والمنحنيات الصعبة, مما يشكل خطورة على حياة المواطنين.
وبينوا أن عدم وجود الطرق لهذه المنطقة ووعورتها, وتضاريسها الصعبة يحول دون إقامة المشاريع السياحية في وادي زقيق الذي يتوجه إليه السياح خاصة في فصلي الشتاء والربيع لتدفق الينابيع, ووجود الشلال في هذه المنطقة, اضافة لوجود البساتين المختلفة بالقرب من ينابيع المياه,التي تجذب الزوار, والسياح للمنطقة.
ويقول المواطنون الذين يتوجهون لوادي زقيق بشكل مستمر سواء المتنزهين منهم أو أولئك الذين يتوجهون للاشراف على بساتينهم ومزارعهم الموجودة هناك من سوء الطريق المؤدي إلى منطقة الوادي حيث أنه بحاجة للتوسعة لكونه لا يتسع إلا لسيارة واحدة فقط, اضافة لحاجته للصيانة المستمرة لاختفاء الخلطة الإسفلتية عن جزء كبير من هذا الطريق, ولوعورة هذه الطريق, وإهمالها من قبل الجهات المعنية فأن المتجه للوادي يجد الكثير من المجازفة والخطورة بسبب جغرافية المنطقة الصعبة وكثرة المنحنيات, ولكون المنطقة مرتفعة.
وطالب العديد من المواطنين الجهات المسؤولة سواء كانت البلدية, أم وزارة الأشغال العامة, أم وزارة السياحة والآثار,بتقديم الخدمات اللازمة لمنطقة الوادي سواء تلك المتعلقة بتوسعة الشارع وإضاءته, أو تلك المتعلقة بتحويل منطقة الوادي إلى منطقة سياحية وإقامة المرافق السياحية واستغلال منطقة الشلال كمنطقة سياحية تجذب إليها الزوار, اضافة للموقع بأكمله ليكون ضمن المواقع ذات الجذب السياحي سواء كانت للسياحة الداخلية أم الخارجية حتى ولو كانت في فصل ووقت معينين.
ولعل أول ما يسمعه الزائر لوادي زقيق في فصلي الشتاء والربيع, صوت المياه المتدفقة من شلال بين تلك الصخور لتصب في الوادي الذي تنساب منه المياه لري بساتين الرمان والليمون والزيتون والتين والعنب والصبار, وغيرها من الاشجار التي تمت زراعتها على أطراف الوادي, حيث قام المزارعون هناك بإيصال المياه إلى بساتينها, وحولت هذه المياه إلى جنة خضراء, وأنعشتها ليستفيد المزارعون من مياه الوادي لري مزروعاتهم في تلك المنطقة التي تمتاز بارتفاع درجات الحرارة فيها أغلب أيام السنة وذلك لوقوعها بين جبال شاهقة.
كما تنساب مياه وادي زقيق من نبع زقيق والتي ترد إليها المياه في فصل الشتاء من نبع ماء يوجد في منطقة عرجان في محافظة عجلون,لتمر بعد ذلك مياه الوادي بحوالي خمس محطات تحويل مياه تابعة لسلطة المياه في محافظة عجلون, حيث تزود هذه المياه وذلك بعد معالجتها, مناطق الشفا (حلاوة, الهاشمية, والوهادنة) في محافظة عجلون وبعض مناطق المحافظة, اضافة لتزويد منطقة ساكب في محافظة جرش وجزء من مناطق المحافظة بمياه الشرب.ويؤم وادي زقيق يوميا عشرات المواطنين, وأحيانا المئات خلال أيام العطل من العائلات الذين يتوجهون إليه بهدف الترويح عن أنفسهم وليكون متنفسا لأبناء منطقة الشفا وبالأخص منطقة حلاوة لوجود المياه, حيث يستخدم الشباب أجزاء من الوادي لإغراض السباحة, خاصة في المناطق التي لا يوجد فيها خطورة في وادي زقيق, بعد أن فقدت منطقة حلاوة في تسعينيات القرن الماضي أحد أبنائها أثناء السباحة بمياه الوادي بعد أن سحبته قوة المياه المنبعثة من الشلال المنساب من بين الصخور الموجودة في الجبال التي تحيط بالوادي.
ويجذب الزائر لتلك المنطقة التي تحيي مياه الأمطار عادة واديها الذي عانى من شح المياه خلال السنوات الماضية, كما أن هذه الأمطار أحيت كل ما في الوادي من نباتات, وأسماك, ومياه جاريه, وأشجار قام أصحاب الأراضي الموجودة بالقرب من الوادي بزراعتها, ونبات القصيب البري المنتشر على أطراف الوادي, اضافة للنباتات الأخرى التي نمت في المنطقة بسبب غزارة الأمطار, اضافة لوجود الكهوف في تلك الجبال, التي نحتت بفعل العوامل الطبيعية ليعتقد الزائر أن نحاتا قام بنحتها بهذه الصورة الرائعة في تلك الجبال والصخور الضخمة.
غير أن منطقة زقيق ما زالت لغاية الآن تفتقر للمشاريع السياحية, أو وجود الاستراحات السياحية التي تقدم الخدمات سواء للمواطنين, أو للسياح, إلا أن فكرة مشروع تولدت مؤخرا من إحدى الناشطات في منطقة حلاوة لإنشاء استراحة سياحية, وحصلت على قطعة الأرض اللازمة لتنفيذ المشروع, بعد إعداد الدراسات اللازمة, ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع, وبدأت ببعض الخطوات ليرى المشروع النور, غير أن المشروع لم يخرج إلى حيز الوجود بعد, واصطدمت الناشطة, في بداية عملها بالكثير من العراقيل, ولكن إصرارها على تنفيذ المشروع, وتقديم الخدمة اللازمة لزوار وادي زقيق من المواطنين, والسياح جعلها تبدأ بخطوات عملية ليرى مشروعها النور قريبا, رغم وعورة الطريق المؤدي لمنطقة الوادي. العرب اليوم