صعوبات التعلم - الاعاقة المجهولة

 

 

 تتعدد انماط صعوبات التعلم لتشمل انواعا متعددة من المشكلات التي يعانيها العديد من الاطفال والتي لم تصنف ضمن الاعاقات الاخرى مثل الاعاقة السمعية والبصرية. وظهر الاهتمام بها تلبية لرغبة الاهل ونتيجة لما تم ملاحظته من قبل التربوين والذين ادركوا حجم المعاناة التي يواجهها عدد كبير من الاطفال الذي يحول بينهم وبين تعلم مهارات القراءة والكتابة او الحساب. 

ولا يعود سبب ذلك لوجود اعاقة حسية «بصرية او سمعية»، او عقلية كما ذكرت في الحلقة الاولى من هذا الموضوع، فهم اطفال عاديون لكنهم يعانون من صعوبات فينبغي تكييف البيئة الصفية لتتلائم وقدراتهم لتمكنهم من القدرة على التعلم. وقدتم تصنيف اطفال صعوبات التعلم في صنفين اساسيين يندرج تحت كل صنف فيها عدد معين من انواع صعوبات التعلم وهماالصعوبات النمائية والصعوبات الاكاديمية. 

 

اولا: الصعوبات النمائية: - صعوبات الانتباه: يعتبر الانتاه العنصر الاساسي لتكامل البيئة التعليمية والاكثراهمية عند التعلم، فقد اقترن تدني اداء الاطفال المدرسي بعدم الانتباه سواء اكان ذلك عند تقديم المعلم للتعليمات او الفشل في الاستمرار بالمهام الموكلة اليهم نظرا لعدم استطاعتهم مواصلة الانتباه ولان الانتباه عملية معرفية فلا يمكمن ملاحظتها بصورة مباشرة وانما يمكن ملاحظة النتائج التي تحدث نتيجة لنقصها واذكر منها الفشل في اتباع التعليمات او عدم القدرة على الاستمرار في المهام او عدم القدرة على اكمال الواجبات وغيرها من نتائج تشتت الانتباه عند الاطفال.

ولان الانتباه عملية معرفية فكان من الصعب الوصول الى تعريف لعملية الانتباه كونه يصعب ملاحظتها بصورة مباشرة وقد تم الاتفاق فيما بين الملاحظين السلوكيين الذين يرون بالانتباه  سلوكا يمكن تعلمه وهو ان الانتباه عملية انتقائية عند التركيز على المثيرات ذات العلاقة في موقف ما دون غيرها من المثيرات الاخرى. ويرافق تشتت الانتباه مجموعة من الخصائص وهناك نوعان من تشتت الانتباه هما: النوع اللاولل هو تشتت المصحوب بالحركة الزائدة «ADHD» ويصاحبه عادة: - عدم الانتباه ويصحبه فشل في انهاء المهمات وسهولة تشتت الانتباه وعدم الاستماع في كثير من الاحيان وصعوبة التركيز في المهام المدرسية وصعوبة الاستمرار في انشطة اللعب. - الاندفاعية ويرافقها التصرف دون تفكير والصعوبة في الاستمرار في نشاط معين وكثرة التنقل بين النشاطات والصراخ وهم بحاجة لمزيد من الاشراف. - النشاط الزائد ويرافقه محاولة تسلق الاشياء وصعوبة الالتزام بالهدوء او البقاء في مكان واحد او الحركة الزائدة اثناء النوم والقيام بانشطة مستمرة. - ظهور جميع هذه الاعراض السابقة قبل سن السابعة وقد تستمر لمدة ستة اشهر على الاقل ولا ترجع لعوامل اخرى.

- النوع الثاني هو تشتت الانتباه غير المصحوب بالنشاطات الحركية الزائدة ويعتبر من مشكلات الانتباه البسيطة نظرا لعدم حدوث الحركة الزائدة عند الطفل الا ان باقي الاعراض الاخرى التي تبرز لدى الاطفال الذين يعانونمن تشتت الانتباه الزائد تظهر لديه. ويعود سبب تشتت الانتباه الى عوامل عصبية كيميائية - حيوية او انفعالية وقدوضعوا تشتت الانتباه في ثلاثة مكونات اساسية هي: - الجانب الحركي ويتضمن تشتت الانتباه المصحوب بالحركة الزائدة ويشمل الاعمار ما بين الميلاد الى السنة الخامسة.

- الجانب المعرفي ويظهر خلال المرحلة الابتدائية حيث يظهر على الاطفال عدم القدرة على الاستمرار في المهمات مما يحول دون اكمالها. - الجانب الاجتماعي ويظهر بصورة شديدة في مرحلة المراهقة. ويشير تشتت الانتباه الى العجز الذي يعانيه الاطفال عند اختيار مهمة ما فلا يتمكنوا من المحافظة على انتباههم الذي وجّه نحو تلك المهمة فيستجيب الاطفال الى المثيرات البيئية التي من حولهم فلا يستطيعون اختيار تلك المثيرات ذات العلاقة بالمهمة التي وجه انتباههم اليها فقد ينشغل باي مثير موجود بالبيئة الصفية ويجب ان يرتدوا ملابس لا تثير الانتباه لديهم وجعل البيئة الصفية خالية من المشتتات تماما. ويفقد اطفال صعوبات التعلم خصائص الانتباه الاساسية وهي التي اتت لمشكلات الانتباه وخصائص الانتباه هي: 

- الاختيار الانتقائي للمثيرات او الموضوع المراد الانتباه اليه. - الاستمرارية في الانتباه والاحتفاظ بموضوع الانتباه. وهناك بعض العوامل المهمة التي تزيد من عملية الانتباه منها عوامل خارجية مثل حركة المثير فاذا قمنا بعرض المثير من خلال حركات ورسومات متحركة فانماتزيد من جذب انتباه الفرد. وايضا يجب معرفة ما هي الطريقة التي يفضلها الطفل لاستقبال المعلومة أهي تعتمد على السمع ام على البصر ام على اللمس. ولا بد من استخدام الاشياء الجديدة لتشد انتباه الطفل اكثر. ومن الامور التي تجذب انتباه الطفل للمادة العلمية هو جعل العنوان او الفكرة الرئيسية في اعلى الصفحة او اعلى الوحة اذا كانت وسيلة وبحجم اكثر لكي تختلف عن باقي المواضيع في الصفحة. وهناك عدة عوامل داخلية مثل الدافعية فللدافعية دور كبير في توجيه انتباه الفرد نحو المثيرات المراد تعلمها فينبغي ان تكون رغبته في التعلم نابعة من داخله ويجب ان نقدم مثيرات جديدة وبشكل مستمر للفرد ليستعد لتلقي مثيرات جديدة وان تكون هذه المثيرات من ضمن ميول الفرد واهتماماته فهذا يزيد من انتباهه. وتلعب المتغيرات النفسية دور مثل القلق والخوف وعدم الرغبة في المادة العلمية وتتضح اضطرابات الانتباه لدى اطفال صعوبات التعلم في ثلاث تصنيفات هي استحضار الانتباه واتخاذ القرار واستمرارية الانتباه والاحتفاظ به. ويعاني الطفل من الانتقال بين المهام ونقل اثر التعلم اي استخدام ما تعلمه في مواقف مشابهة اخرى ويؤثر اضطراب الانتباه لدى اطفال صعوبات التعلم على تقديرهم لذاتهم وتوافقهم الاجتماعي ويواجهون الرفض من اقرانهم وما يلاقونه من تغذية سلبية من قبل معلميهم مثل انت فاشل وذلك بسبب فشلهم في القراءة والكتابة والرياضيات واضطراب اللغة والحالة المزاجية والقلق.

وتعود اضطرابات عمليات الانتباه لاسباب اهمها: العوامل العصبية و/او اصابات مخية وهناك عوامل بيولوجية وبيئية ويكون اغلبية الاطفال ذوي اضطراب الانتباه من ابناء المدن ومستوى اقتصادي واجتماعي وغالبا ما يكون مرتفعا بالمقارنة مع اقرانهم العاديين ممن ليس لديهم اضطرابات في الانتباه. واخيرا،،، اكتفي في هذه الحلقة الثانية من موضوع صعوبات التعلم بهذا القدر من المعلومات على ان اكمل في العدد القادم ما تبقى من انواع الصعوبات.