قالت مديرة مكتب اليونيسف في الاردن دومينيك هايد ان برنامج تمكين الشباب الذي تنظمه في الاردن واحد من البرامج المهمة لتحسين حياة الاطفال واليافعين, مضيفة ان هذا البرنامج استطاع الوصول الى 22 الف يافع في مشاريعه المختلفة.
واوضحت هايد في اول مقابلة تجريها مع الصحافة الاردنية عبر (بترا) منذ توليها مهمتها ان 70% من الاردنيين هم دون سن الثلاثين, فيما يشكل اليافعون الذين تحدد اليونيسف سنهم بانه من العاشرة وحتى التاسعة عشرة من العمر 22% من السكان حسب احصاءات .2009
وبدأت اليونيسف في الاردن منذ عدة سنوات ببرنامج لتمكين الشباب في الاردن لتشكيل حياتهم واسماع صوتهم, علما ان تقرير وضع الاطفال في العالم للعام 2011 الذي سيطلق اقليميا في عمان اليوم الاحد يدور على المراهقة كعمر من الفرص التي يجب اقتناصها, حيث يشير التقرير في جزئه الخاص بالمملكة ان 60% من العاطلين عن العمل في الاردن هم دون سن الخامسة والعشرين.
واكدت ان موضوع الشباب ليس من البرامج قصيرة الامد بل يجب اتباع المنهج طويل الامد فيه ولهذا يجب ان تتعاون وكالات الامم المتحدة في هذه المهمة.
وشددت على اهمية كل البرامج التي تنفذها اليونيسف في الاردن, فموضوع وفيات الاطفال والعنف ضد الاطفال امور مهمة مثلها مثل تمكين الشباب.
وقالتلكن هناك حاجة للمزيد في مجال تمكين الشباب, والحكومة الاردنية تطلب المساعدة في هذا المجال فالشباب واحد من المجالات المهمة التي يجب التركيز عليها, خاصة وان قضايا مثل نسب الفقر والتسرب من المدارس وعمالة الاطفال كلها مرتبطة بقضايا الشباب ولليونيسف ميزة نسبية في هذا المجال.
واطلقت اليونيسف بالتعاون مع مؤسسة انقاذ الطفل منذ عام 2009 برنامج مستقبلي لزيادة فرص العمل لليافعين من الجنسين من سن 15 الى 19 سنة لتعلم وتطوير المهارات التي ستمكنهم من تحسين مستوى معيشتهم والامن الاقتصادي لاسرهم. ويعد البرنامج الشباب لدخول سوق العمل من خلال التدريب والتدريب في المؤسسات المختلفة والتطوع وتعليم الشباب مهارات الحياة وبناء الثقة, علما ان الكثير من هذه المهارات يقوم شبان بتعليمها للشباب من خلال منهج التعلم من الاقران وليس من الاباء او المعلمين.
وتعزي دراسة اجرتها مؤسسة التدريب الاوروبي عام 2005 واشار اليها تقرير وضع الاطفال في العالم الحالي الاسباب الرئيسية لبطالة الشباب الى افتقارهم للارشاد المهني, ونقص فرص العمل المرضية عقب التخرج, وصعوبة الحصول على وظائف تتلاءم مع مؤهلاتهم, وعدم وجود روابط بين المهارات التي يملكها الخريجون واحتياجات سوق العمل, والعوائق الاجتماعية والثقافية للدمج الكامل للنساء في سوق العمل.
ورغم ارتفاع معدل التحاق الفتيات بالمدارس والجامعات الا ان الاحصائيات تشير الى ان 12% فقط من النساء يلتحقن بسوق العمل مما يجعل الاردن واحدا من اقل الدول العربية في نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة, ولهذا تسعى اليونيسف في برامجها ان يكون 50% من المشاركين من النساء والفتيات.
ويتضمن برنامج اليونيسف للشباب تمكينهم من التعبير عن ارائهم واسماع صوتهم, حيث تؤكد هايد ان هذا من صلب مهمة اليونيسف التي تسعى لضمان مستقبل افضل للاطفال.
وذكرت ان اليونيسف تساعد في تدريب الشباب في مجال الاعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في اربد وفي معهد الملكة زين الشرف التنموي, كانت نتيجته انتاج الشباب لعدة افلام تتحدث عن قضاياهم مشاكلهم. كما ان اليونيسف تشرك الشباب من الجنسين في برنامج الرياضة الذي تنظمه بالتعاون مع المركز الثقافي البريطاني ووزارة التربية والتعليم ومنظمة الحق في اللعب.
وتابعت دومينيك ان منظمتها تفعل الشيء الصحيح في الاردن واستهدفت البرامج الصحيحة وانها تسير في الاتجاه الصحيح ولكن يجب التركيز على العنف في المدارس والعنف ضد الاطفال بشكل عام.
وحذرت هايد من ان الاردن لن يتمكن من تلبية الاهداف الانمائية للالفية في موعدها المستهدف, اي ,2015 اذا لم يتم تخفيض معدل وفيات الاطفال حديثي الولادة الى 13 بالالف.
واستغربت هايد من ارتفاع نسبة وفيات حديثي الولادة رغم ان 99% من الولادات في الاردن تتم في مستشفيات وعلى ايدي اطباء, مما حدا باليونيسف الى دعم اطلاق دراسة عن وفيات الاطفال لمعرفة اسبابها, مشيرة ان الرضاعة الطبيعية تقلل وفيات الاطفال بنسبة 20%.
وفي هذا السياق ذكرت ان اليونيسف ستطلق هذا العام حملة لتشجيع الرضاعة الطبيعية التي تشهد تراجعا في الاردن.
وردا على سؤال حول البرامج الاخرى لليونيسف قالت هايد ان العنف في المدارس بكل انواعه يعنينا, مشيرة الى الالتزام السياسي الاردني على اعلى المستويات بانهاء هذا العنف.
وقالت: قابلت ثلاثة وزراء للصحة منذ استلمت مهام عملي في الاردن قبل خمسة اشهر وكل واحد منهم اظهر التزامه بالموضوع.
واضافت: هذا هو الارث الذي ربى الاردن ابناءه عليه فالكل ملتزم باحداث تطور في مجال حماية وسلامة الاطفال.
واشارت الى عمل اليونيسف مع وزارتي التنمية الاجتماعية والعدل لتعديل قانون الاحداث, معربة عن املها في ان يتحرك هذا القانون خلال العام الحالي مما سيعني تحقيق اصلاح في مجال احد القوانين المتعلقة بالطفولة.