صحيفة العرّاب

الزواهرة : أمضيت 9 أيام متنقلا بين المعتقلات الليبية وسلكنا طرقا صحراوية لبلوغ المطار

تسعة أيام ستبقى عالقة في ذاكرة المواطن فهيم ابراهيم زواهره 28 عاما بعد ن قضى الايام التسعة يتنقل بين عدد من المعتقلات الليبية قبل أن تفلح الجهود الدبلوماسية الاردنية بالافراج عنه مع مواطن آخر في نجاح يسجل للسفير الاردني في ليبيا بحسب المواطن الزواهره.

 ولم تكن أيام الزواهره في ليبيا طويلة وهوالذي توجه اليها بقصد العمل قبل نحو شهر ونصف من تفجر ثورتها بعد حصوله على عقد للعمل في مشروع بمنطقة تاجورا الواقعة الى الشرق من العاصمة الليبية طرابلس.
 
وفي روايته للأحداث التي شهدها يقول فهيم :"تم ابلاغنا من قبل صاحب العمل وهو متعهد أردني بأنه يتوجب التوجه الى المطار لمغادرة البلاد بعد أن تفجرت الاوضاع في مختلف المناطق الليبية وذلك في السابع عشر من شهر شباط الماضي".
 
ويضيف "توجهت مع زميل اردني وزميل آخر من فلسطين الى المطار فأوقفتنا قبل وصولنا نقطة تفتيش تابعة للجيش الليبي ومنها تم اقتيادنا الى أحد المراكز الامنية مع مجموعة من جنسيات مختلفة ثم تم نقلنا الى سجن ثم الى سجن آخر وهو الذي قضينا فيه ايامنا التسعة". ويشير فهيم الذي لم يتمكن من الاتصال بذويه طيلة فترة اعتقاله الى انه تم مصادرة نقوده وملابسه وجواز سفره عند اعتقاله مؤكدا انه لم توجه له اية تهمه.
 
ويصف مشاعره في تلك الأيام ويقول "كنت أشعر بالقلق الشديد على حالة عائلتي في الاردن حيث كنت اتحدث مع والدي لحظة وصولنا الى نقطة التفتيش التي اعتقلنا منها وكنت في ذات الوقت أجهل المصير الذي ينتظرني".
 
طرق صحراوية
 
ويقول: "بعد انقضاء الايام التسعه حضر أحد الضباط فدخل المهجع الذي كنا فيه وسأل عن "الاردنيين" بشكل خاص فقدمنا انفسنا له حيث اصطحبنا الى مكتب مدير السجن الذي اعتذر منا عن فترة الاعتقال ورجانا ان نعذرهم نظرا للظروف التي تمر بها بلادهم".
 
ويضيف: "كنا ابناء الجنسية الوحيدة من الموجودين في المعتقل التي كان واضحا متابعة المسؤولين لاحوالها".
 
ويمضي في رواية الاحداث التي مرت فيه فيقول :"بعد ذلك تم تسليمنا جوازات سفرنا واقتيادنا بسيارة السجن الى مركز يتبع للمخابرات الليبية ومنها اطلق سراحنا الا ان اننا بدأنا رحلة معاناة أخرى حيث رفضت السلطات الليبية منحنا اي مستند لتسهيل وصولنا الى المطار.
 
ويقول "عدنا الى السكن الذي كنا نقيم فيه ومنه ساعدنا اصحاب البناية في الوصول الى المطار حيث رافقونا بسيارتهم وسلكوا طرقا صحراوية وداخلية حتى بلغنا المطار وهناك وجدنا أحد الدبلوماسيين الاردنيين الذي رفضت السلطات الليبية التعاون معه لتسفيرنا وعندها حضر السفير الاردني في ليبيا "منذر قباعة" الى المطار وقام شخصيا باتمام اجراءات سفرنا".
 
والد فيهم "ابراهيم الزواهرة" الذي كان المحرك الاساسي لجهود الافراج عن ابنه قال انه يشعر بالفخر لانه أردني فقد اثبتت هذه المحنة له ان الانسان فعلا اغلى ما يملك هذا البلد ويضيف كنت على تواصل مع الخارجية الأردنية وشهدت اهتمامهم بقضية ابني وعلى الرغم انني حينها لم اكن راضيا الا انني وبعد عودة فهيم أدركت حجم الجهود المبذول".
 
ووجه الزواهره تحية تقدير وشكر للسفير الاردني في ليبيا واركان السفارة وللعاملين في الخارجية وقال "انه لولا توجيهات جلالة الملك والجهد المخلص للمسؤولين والسمعة الطيبة لابناء الاردن لما شاهدت ولدي مرة أخرى".