صحيفة العرّاب

النبوغ العقلي هل هو فطرة ام مكتسب؟!

هناك مؤشرات لوجود الموهبة عند الاطفال

للبيئة والرعاية الصحية دور في بروز الموهبة عند الاطفال
 
ياسمين الخطيب
 
بات الاهتمام بالافراد الموهوبين امرا مهما للغاية، ففي الماضي كان يشار للابداع من خلال الانجازات المبدعة في فن العمارة ثم فن الرسم، ومع تطور الازمان تحول الاهتمام نحو الفلسفة او الشعر او الرياضيات ثم ظهر الابداع في التطور التكنولوجي، حيث تطورت انواع المنتج الابداعي، وفي هذا الصدد ظهرت اختبارات الذكاء لقياس القدرة العقلية للتعرف على الاطفال الموهوبين وللتوجه نحو تحديد احتياجاتهم وتقديم برامج خدماتية خاصة لتلبية هذه الاحتياجات، وقد لاقت المحاولات في البداية كثير من الخليط في طرق التعرف واختبار نوعية ومحتوى البرامج المقدمة للموهوبين وتحديد المرحلة المستهدفة والخلاف على تحديد نوعية الموهبة فظهرت الحاجة لاعتماد تعريف فئة الاطفال الموهوبين.
وهناك عدة مصطلحات استخدمت للتعبير عن النبوغ او الشهرة او التفوق مثل مصطلح العبقرية والموهبة والتفوق العقلي. ويختلف الاختيار لمصطلح معين تبعا لكيفية استخدامه فيشير مصطلح الموهبة «Talent» للاشخاص الذين يملكون بعض القدرات الخاصة، والعبقرية «Genius» يشير الى الافراد الذين يقدمون اكتشافا بارزا في مجال العلم او في مجال الفن، اما مصطلح المتفوق عقليا «Int ellectuallu» فيشير الى مختلف اشكال التفوق في مختلف المجالات المعرفية. وتعود الموهبة والتفوق لاسباب وراثية وبيئية فالبيئة قد تساعد لحد كبير في الكشف عن الموهبة. وتتراوح القدرات العقلية للموهوبين ما بين «١١٥ - ١٤٥ IQ» فاكثر.
 
ويكمن هنا تعريف الموهوب سواء أكان طفل او طالب بانه ذلك الفرد الذي تتوافر لديه استعدادات وقدرات غير عادية او اداء متميز عن بقية اقرانه في مجال او اكثر من المجالات وخاصة في مجالات التفوق العقلي والتفكير الابتكاري والتحصيل العلمي والمهارات والقدرات الخاصة والفرد الذي يتم الكشف عنه وتشخيصه ضمن فئة الموهوبين وذلك تبعا لمقاييس علمية خاصة فهم يحتاجون الى خدمات التربية الخاصة شأنهم شأن اقرانهم من فئات الاعاقة المختلفة ولكن لتنمية مواهبهم وليس للحد منها، فكل طفل موهوب بطبيعته، اذا توافرت له البيئة المناسبة للكشف عن هذه الموهبة، فينبغي الاهتمام بطبيعة غذائه والحرص على ان يحتوي على العناصر الاساسية اللازمة لنموه الجسدي والعقلي وهذا يتوجب على الام ان تركزعلى الفاكهة والخضار وبخاصة الخضراء منها والاسماك والعسل لينمي الذكاء بالاضافة الى اضفاء جو من العطف والاهتمام من الوالدين والتنشئة الاجتماعية لنرتقي بالطفل سواء ظهرت لديه الموهبة او لم تظهر. ومن المهم ان يحظى الطفل بمعاملة مليئة بالحب والتفاهم وان ينشأ في بيئة تعليمية تزينها المعرفة والتكنولوجيا فالطفل ينمو ويتشكل تبعا لما زرعه والداه فيه، وتعتبر اول خمس سنوات من عمر الطفل «وهي الفترة الحرجة» مهمة في تشكيل شخصيته وصقلها من خلال اللعب واكتشاف البيئة من حوله ومن ثم يأتي دور الوالدين في تشكيل شخصيته ويكمن هنا دور الوالدين في اكتشاف الموهبة لدى طفلهما وذلك من خلال تحديد ميوله في سن مبكرة من خلال ملاحظة ما يجذب انتباهه وذلك من خلال وضعه في بيئة غنية بالمؤثرات المرئية والمحسوسة كالالوان والعاب الذكاء والالعاب التي تصدر اصواتا والاوراق وذلك لتحديد ميوله والحاقه بفصول خاصة بذلك الميول لتبرز موهبته كالتمثيل او الرسم وتشجيعه على الاستمرار وتقديم المديح له باستمرار ويصاحب ذلك زرع التواضع في نفسه لكي لا يتكبر ويتعالى على اقرانه.
وهناك مؤشرات للاستدلال على الطفل الموهوب في سن مبكرة وهي:
- القدرة على التعلم بسرعة وسهولة، فقد يتعلم بعض الاطفال المتفوقين القراءة تلقائيا ودون تدخل الكبار.
- طرح العديد من الاسئلة بمواضيع متنوعة.
- القدرة على تخزين مفردات لغوية في سن مبكرة واستخدامها باسلوب جيد. - القدرة على الاحتفاظ بما يكسبونه من انشطة التعلم المختلفة.
- القدرة على فهم المعاني والدقة في الملاحظة. ان معرفة الوالدين بابرز صفات الموهبين يشكل الركيزة الاساسية في التعرف على مواهب ابنائهم وتوجيه ميولهم. بالاضافة الى بعض السمات والخصائص التي يتيمز بها الموهوبين ومنها: -
 السمات العقلية: متفوقا في دروسه، يمتلك ذخيرة لغوية كبيرة، قوة الذاكرة، لا يمل من القراءة لمواضيع تفوق عمره الزمني ولديه القدرة على تركيز الانتباه لمدة اطول من العاديين. 
- السمات الدافعية: يقوم بانهاء المهمة التي تطلب منه في الوقت المحدد ويميل للمهام الصعبة، غالبا ما يكون متعصبا لرأيه وعنيدا، يحب العمل بمفرده ويحتاج للقليل من التوجيهات، يهتم بامور الكبار اكثر من اقرانه.
- السمات الابداعية: محب للاستطلاع ودائم التساؤل، يحاول ايجاد افكار وحلول لكثير من المسائل، مغامر ومجازف، حساس وعاطفي، ذواق للجمال وملم بالاحساس الفني ويرى الوجه الجميل للاشياء.
 ويكمن التعرف على الموهوبين من خلال: تطبق الاختبارات، تقديرات الاباء والامهمات، ملاحظات وتقارير المعلمين، انتاج الاطفال، بطاقات التلاميذ، تقدير الاقران، حكم الخبراء. ومن اهم البرامج الدراسية للموهوبين:
- برامج الاثراء «Enrichment»
- برامج التسريع «Accelevation».
وفي الختام،، الموهبة هي هبة من الله تعالى، يضعها في من يشاء من خلقه، ولنكن على يقين ان الافراد يتفاوتون في قدراتهم الذهنية، فمنهم الموهوب ومنهم العادي وهناك ما دون العادي ويجب ان نتعامل مع جميعهم سواسية دون تمييز، وبغض النظر عن التفاوت في القدرات العقلية.