تعاني المجمعات الصناعية ( كراجات التصليح) الواقعة على اتوستراد عمان / الزرقاء والتي تضم اكثر من 800 محل تصليح من غياب الخدمات الاساسية من الناحية الخدمية خاصة فيما يتعلق بالصرف الصحي والنظافة والانارة والتنظيم وغياب تام لعمليات تعبيد الشوارع سواء في داخل المجمعات او خارجها. وتمتاز هذه المنطقة بانها مكان جذب لاصلاح الاليات الثقيلة والصهاريج والجرافات عدا المركبات الصغيرة وموقعها الاستراتيجي على طريق الاتوستراد الحيوي ومع ذلك تنتشر فيها النفايات وغياب الخدمات بالكامل والتي تحتاج لجراحة عاجلة.
فريق العرب اليوم واجه صعوبة في دخول هذه المنطقة حيث الحفر والاهتراءات بالشوارع لكن من يقوم بزيارة المجمع بهدف الإطلاع على الواقع وبمجرد دخوله إلى هذه الكراجات سيلاحظ ويرى عدة نقاط سلبية منها تلال الانقاض العشوائية التي استقرت بين المجمعات وكانت سببا في تشويه المنظر العام للمجمعات في ظل رفض الجهات المسؤولة ازالة هذه الانقاض التي تحوي مئات الاطنان من النفايات الصلبة المتعفنة.
ويرى اصحاب التصليح انها كانت سببا لاندلاع الحرائق وغالبا ما يتعامل الدفاع المدني مع عمليات الاطفاء المتكررة والناجمه عن عبث بعض الاشخاص الذي يشعل النار في اكوام النفايات التي تسكن المجمع منذ عشرات السنين , بعض الشوارع معبدة فقط بالاسم وسوء التنفيذ واضح للعيان لكثرة الحفر والتصدعات وإنزياح الاسفلت بالكامل في بعض الأماكن , إضافة الى غياب تام لزيارة اجهزة السلامة العامة ممثلة بالدفاع المدني والبيئة والصحة والامن في ظل وجود عشرات من الصهاريج المحملة بالنفط والمواد الخطرة القابلة للاشتعال والتي تأتي الى المجمعات بحجة التصليح لكن غالبيتها يأتي من اجل المبيت وبجانب تلال الانقاض والتي غالبا ما تكون مشتعلة حيث يطلق الميكانيكية على هذه الانقاض ( بركان وادي العش) .
وتبرز مشكلة الصرف الصحي حيث انها شبه معدومة في بعض المحلات وقد ظهرت معاناة كثير من أصحاب المحال نتيجة عدم وجود الصرف الصحي الجيد رغم الحاجة الماسة لوجوده .
ولدى متابعتنا الزيارة يلفت انتباه الزائر ظاهرة وجود الآليات الثقيلة القديمة في الساحات ومفارق الطرق التي من الضروري إزالتها وإن كان هناك إمكانية من الاستفادة منها فلا بد من أن يقوم صاحب المنشأة أو المحل بوضعها في مكان خاص داخل المحال , وهنا نتوجه لمجلس المدينة إضافة لفرع سير الزرقاء لإزالة هذه المخالفة أو الإشراف ومتابعة عمليات الإزالة .وتشمل المعاناة الإنارة الغائبة وغياب الحراسة وخاصة ان الكثير من المحال التجارية تم كسر أقفالها وسرقة محتوياتها.
أحد الحرفيين أعاد للأذهان موضوع إشغالات الأرصفة والطريق في المنطقة الصناعية مؤكداً بأن المحلات والورش تشغل الرصيف بالمحركات والآليات المستعملة وأحياناً يتم وضعها في الشارع مما يعيق الحركة في المنطقة الصناعية وهذا الأمر غير مقبول وأعاد موضوع الحراسة إلى الحديث الجاد مشيراً إلى أن غياب الحراسة جعلنا مرغمين لتعيين حارساً على حسابنا الخاص لأن محلاتنا تحتوي على جهدنا وقوتنا نحن وأطفالنا وبناءً على ذلك تم تعيين الحارس على حساب أصحاب الورشات رغم اننا ندفع ضريبة بدل حراسة للجهات المعنية المسؤولة للاسف لا تقدم أي خدمة تذكر لهذه المجمعات مطالبا شرطة الزرقاء بتكثيف الدوريات الليلية لحماية ممتلكات المواطنين
ويرى العديد من اصحاب الكراجات بان اصحاب المجمعات (المالكين) يرفضون تأهيل وصيانة المنطقة في ظل البنية التحتية المهترئة مشيرين ان بعض المجمعات مضى عليها اكثر من 15 عاما من دون تأهيل خاصة فيما يتعلق بتعبيد الساحات وصيانة الوحدات الصحية واعادة تأهيل شبكات المجاري والطرق الداخلية لا ترتقي الى مسمى الطرق البدائية الزراعية, وناشدوا وزارة الصناعة والتجارة ووزارة البيئة ووزارة البلديات زيارة المنطقة والاهتمام بهذه المنطقة في ظل رفض جميع الجهات المسؤولة الاستجابة لمطالبهم.
ويقول (الميكانيكي) وليد محمد ان النظافة امام المحلات وخلف المجمعات معدومة وهناك تلال من الانقاض والنفايات الصلبة المتعفنة ترفض البلدية ازالتها والميكانيكي في الزرقاء بقرة حلوب دافع ضرائب للبلدية والغرف التجارية والصناعية والنقابة ومركز المهن وان غالبية المحلات خاصة في فصل الشتاء تتحول الى مستنقعات مائية تسهم في انخفاض دخل اصحاب المحلات حيث ان اصحاب المجمعات يرفضون تقديم اي خدمة بما يخص البنية التحتية او اعادة تأهيل وصيانة الساحات التي تتواجد بها الكراجات.
وحسب مراد مصطفى ( ميكانيكي) هناك معاناة واقعية وملموسة تتعدى مشكلة الجهات الرسمية الغائبة او وضع المنطقة التي تعج بالمكاره الصحية والنفايات ويضيفان المجمعات المهنية تدفع الاستيفاء المالي الى بلدية الزرقاء وغرفتي التجارة والصناعة ومديرية الصناعة والتجارة ونقابة اصحاب الميكانيك لا بل فرضوا علينا استيفاء جديدا تحت بند قانون تنظيم العمل المهني الهدف منه دفع ضريبة اضافية على المهني تقدر ب¯ 50 دينارا وهناك نقابة محنطة تسمي نفسها نقابة اصحاب الميكانيك هدفها ايضا تحصيل مبلغ 20 دينارا من كل ميكانيكي وللاسف معظم اصحاب الميكانيك لا يعرفون جميع هذه الجهات الا عند دفع المبالغ المالية
ويرى الميكانيكي صالح علي ان معظم المحلات تفتقد لعدادات المياه, والوحدات الصحية الموجودة في المحلات غير قانونية وبعيدة كل البعد عن الشروط الصحيحة
من جانبه بين مدير غرفة صناعة الزرقاء المهندس حسين شفا عمري ان الغرفة قامت بعقد العديد من الاجتماعات للقطاعات الصناعية المختلفة بهدف مناقشة المشاكل والتحديات والمعوقات التي تواجههم واضاف ان اخر الاجتماعات كان مع رئيس لجنة بلدية الزرقاء وسيكون هناك برنامج للخروج بجملة من الحلول للقضايا الملحة والمتعلقة بمشكلة النفايات وعمليات التأهيل للمجمعات مؤكدا ان المجمعلت المهنية ( كراجات التصليح ) عادة ما ترتطم بالكثير من التحديات ابرزها انها مملوكة لبعض الاشخاص وهناك مشاكل يجب حلها من قبل المالك مباشرة ومشاكل اخرى تحل عن طريق البلدية
رئيس لجنة بلدية الزرقاء المهندس فلاح العموش قال ان بعض المجمعات المهنية (كراجات التصليح) مملوكة لبعض الاشخاص وعلى اصحاب هذه المجمعات ان يقوموا بعمليات التأهيل والتصليح لمجمعاتهم لكن الحل الامثل لهذه المعضلة هو ايجاد مدينة صناعية وحرفية متكاملة تستوعب محلات التصليح بحيث تنفذها البلدية مع القطاع الخاص خاصة وان بعض المحلات العشوائية شوهت المنظر العام لمداخل ومخارج المدينة
واشار العموش ان البلدية تقدم خدمة النظافة لهذه المجمعات لكن المشكلة بطرح الانقاض التي تأتي من خارج المجمعات وهذه العملية لا بد من السيطرة عليها من كافة الجهات الامنية والبيئية والغرف الصناعية والتجارية ونقابة اصحاب الميكانيك لان البلدية طرف واحد وليس اساسيا في عملية المسؤولية وتبعية هذه المجمعات.