صحيفة العرّاب

440 دينارا تحول دون تقاضي سبعيني راتبه التقاعدي

حال عدم توفر مبلغ قدره 440 دينارا فقط ,دون تقاضي السبعيني عبدالله المعمار راتبه التقاعدي من مؤسسة الضمان الاجتماعي ,وذلك بعد ان احالته امانة عمان الى التقاعد في العام 2006 قبل ان يكمل المدة المقررة للاشتراك في الضمان. ويقول المعمار لوكالة الانباء الاردنية (بترا) انه احيل الى التقاعد من امانة عمان بعد ان خدم فيها عامل وطن مدة 15 عاما, وعندما راجع الضمان اخبروه انه لم يكمل مدة الاشتراك المقررة التي تنقصها سنة كاملة, الامر الذي وضعه بين خيارين اما سحب اشتراكاته واسترداد ما ترصد له من مبلغ او دفع قيمة اشتراك السنة المتبقية والبالغة 440 دينارا ليصار الى تسوية راتبه التقاعدي وادراجه في صفوف المتقاعدين, ولما لم يتمكن الرجل من توفير المبلغ المطلوب ترك معاملته معلقة منذ ذاك الحين. وها هو اليوم دخل العقد السابع من عمره وبدات الامراض تتسلل الى جسده ولم يعد يقوى على ايجاد اي فرصة عمل وبات يعتاش على مساعدات اهل الخير واحيانا تدعوه بعض العائلات لعمل القهوة العربية في مناسبات الافراح والاتراح مقابل دنانير قليلة لا تسد رمق عائلته والتزاماتها.

وبحسب مدير ادارة فرع الضمان الاجتماعي لجنوب عمان اياد جودت, فان المعمار يحتاج الى اشتراك 12 شهرا لاكمال المدة المقررة لنيل الراتب التقاعدي. وبين مدير العمليات المساندة في الفرع ضيف الله الشوابكة ل¯(بترا) ان المشترك التزم بدفع 168 قسطا من اصل 180 وبقي عليه اشتراك 12 قسطا قيمتها حوالي 440 دينارا, مشيرا الى انه في حال دفعت سيتقاضى راتبه التقاعدي فورا. المعمار الذي يعيل زوجتين واطفالا ثلاثة يتخذ من غرفتين مهجورتين منذ 18 عاما مقامتين على قطعة ارض تعود لخزينة الدولة مسكنا له بعد ان اضاف لهما غرفة من الصفيح (الزينكو).
الرجل يعيش في مسكنه دون ماء ولا كهرباء ولا يجد قوت يومه منذ ست سنوات, ويحلم ببيت صغير يحتضن اسرته الفقيرة مثلما يحلم باستلام راتبه التقاعدي وتامين صحي له ولافراد عائلته, وسط هواجس تتملكه من ان يطرد في اي لحظة من الارض التي يقيم عليها. وتساءل بحسرة عن سبب هذه القسوة التي تجعل من مؤسسة كبيرة تلفظه وامثاله الى الشارع قبل ان يكمل على الاقل سنوات تقاعده.