صحفيون: المرحلة تتطلب اعتماد التغيير كاستراتيجية دون حسابات انتخابية
مطالب برفع سقف الحريات وتحسين الأوضاع المهنية والمعيشية للصحفيين
أيمن توبة
في غمرة «ثورة التغيير» التي تجتاح الشارع العربي بألقها وعنفوان شبابها، تثور التساؤلات في الوسط الصحفي الاردني حول الغياب المستهجن - من قبل الكثيرين - لنقابة الصحفيين في قيادة التغيير الإيجابي، لا سيما وقد أكدت القيادة السياسية بأعلى مستوياتها أن الإصلاح ضرورة حتمية في هذه المرحلة. «المواجهة» وضعت هذا التساؤل أمام عدد من الأساتذة أعضاء الهيئة العامة ممن لهم خبرتهم العملية في الصحف اليومية والاسبوعية والمواقع الالكترونية، اضافة الى تجربتهم مع إدارات النقابة السابقة، مع بدء العد العكسي لموعد انتخابات نقابة الصحفيين المزمع اجراؤها في نهاية شهر نيسان المقبل. وبدا لافتا في حديث الزملاء حالة من الاستياء العام تجاه الوضع الحالي لنقابة الصحفيين ومحدودية دورها في الوسط الصحفي وفي المجتمع ككل، ناهيك عن الدور المفترض للنقابة في الأحداث السياسية داخليا وخارجيا وقضايا الوطن والأمة.
** المومني: مقبلون على مرحلة تغيير شامل
الزميل طارق المومني نقيب الصحفيين السابق تحدث «للمواجهة» قائلا: ارى اننا مقبلون على مرحلة تغيير شامل، وضمن برنامج اصلاحي تحديثي يسير بالاردن نحو التقدم والازهار وتعزيز المسيرة الديمقراطية والحريات العامة. واضاف المومني: ليست نقابة الصحافيين ببعيدة عن هذه الاجواء، اذ يتطلب الاصلاح «اصلاحيون» بهدف الارتقاء بالنقابة والمهنة وتعزيز حرية الصحافة عماد العملية الديمقراطية، فضلا عن استعادة النقابة التي اختطفت لسنوات ثلاث خلت ووجهت في اتجاهات تخدم اهدافا واغراضا شخصية وحادت عن مسارها في خدمة منتسبيها وخدمة المهنة - بحسب قوله -. وعن الانتخابات المقبلة يقول المومني: آمل ان تكون المعركة الانتخابية على درجة من النزاهة والاخلاق بعيدا عن التشويه واغتيال الشخصية.
** حسن: شرعية النقابة بانحيازها الى الحريات العامة
الزميل رشيد حسن قال ان المطلوب من المجلس الجديد في ظل المتغيرات التي تعصف بالمنطقة كلها، ان يعيد الى النقابة هيبتها، وان يؤمن ايمانا قاطعا بان شرعية النقابة لا تستمد من الحكومات بل بانحيازها ورفع لواء الحريات العامة، وان النقابة ليست جسرا للوصول، ولا سلما للتسلق، وانما هي ذراع الوطن المدافع عنه امام المشاريع المعادية وخاصة المشروع الصهيوني، وهي قبل ذلك الخندق المتقدم للدفاع عن حريات المواطنين وحقوقهم ومحاربة الفساد والمفسدين. وشدد حسن على ضرورة الانحياز الى الحقيقة والابتعاد عن الشخصنة واساليب الاثارة والعمل مع النقابات المهنية صفا واحدا لاحداث التغيير والاصلاح الشمولي الذي يمهد لحياة سياسية جديدة تليق بهذا الوطن.
** الداوود: تحسين الوضع المعيشي والمهني
الزميل عوني الداوود قال لـ»المواجهة»: من المهم جدا وسط هذا الحراك الذي نشهده محليا واقليميا ان نتطلع كاعضاء في الهيئة العامة الى مجلس نقابة صحفيين يكون بحجم الطموحات وحجم المسؤوليات التي يتوقعها الجميع من نقابة تمثل السلطة الرابعة في وقت يتعالى فيه سقف الحريات. وأضاف «لذلك اعتقد ان الصحفيين والصحفيات تقع عليهم مسؤولية ايصال من يرون فيهم الاقدر والاجدر والاصلاح لتولي المسؤولية المقبلة والبناء على ما انجز، والاسراع نحو تحقيق تغيير حقيقي وملموس يساهم في رفع سقف الحريات الصحفية، وتحسين الوضع المعيشي والمهني للصحفيين، وتحسين وضع صورة نقابة الصحفيين مكانة وحضورا ونشاطا، وحتى البحث عن سبل للنهوض في مستوى صناعة الاعلام عموما وحماية مؤسساته لينعكس ذلك بالتالي على جميع العاملين في القطاع».
** المحيسن: الصحافة يجب أن تقود التغيير
واعتبر الزميل نايف المحيسن ان القرار الصحفي من خلال نقابة الصحفيين خلال العشرين سنة الماضية ومن خلال مجالسها النقابية كان مغيبا عن اهله ولم يكن لاهله اي دور فيه، مشيرا الى ان الامر وصل الى ان بعض ادارات الصحف الاسبوعية ونتيجة «التدخلات» وجدت نفسها مضطرة الى الطلب من هذه الاجهزة بان تنسب لها من تراه مناسبا لرئاسة التحرير في هذه الصحف، لان التدخلات كانت تصل الى منع الطباعة ان لم تمتثل هذه الصحف الى رأي الاجهزة. وقال ان عمليات إقصاء ممنهجة مورست على الصحفيين الوطنيين والمخلصين، وليس الهدف من وراء ذلك الا مصالح ضيقة ذات ابعاد جهوية ومناطقية.
وأضاف «نأمل ان نرى تغييرا هاما وان يتفاعل الوسط الصحفي مع ما حوله لا ان ينتظر الاحداث لتفرضه فالصحافة والاعلام يجب ان تقود التغيير لا ان يقودها التغيير كما حصل في الدول التي نجحت فيها الثورات خاصة مصر وتونس وقد كانت هناك مبادرة نتمنى ان ترى انطلاقة حقيقية لها في التغيير، تلك المبادرة التي تداعى لها مئات الصحفيين خلال الفترة الاخيرة في نقابة الصحفيين».
** صوالحة: إجراء تعديلات جوهرية على قانون المطبوعات والنشر
الزميل سيف صوالحة تحدث لـ»المواجهة» عن رأيه قائلا: ان المرحلة الجديدة تتطلب ضرورة الاهتمام بالمهنة اولا، ورفع سقف الحريات، وهذا يتطلب اجراء تعديلات جوهرية على قانون المطبوعات والنشر. وأضاف صوالحة «كما يجب ايضا على المجلس الجديد تفعيل قانون حق الحصول على المعلومات، هذا القانون الذي ما زال يراوح مكانه من دون تطبيق». ويستطرد صوالحة قائلا: هناك مشكلة وقع بها المجلس الحالي وهي التوسع في قبول اعضاء جدد للانتساب في نقابة الصحفيين على الرغم من محدودية فرص العمل المتاحة في الوسط الصحفي، وهذا بالضرورة سوف يؤدي بهؤلاء الزملاء الجدد للقبول بأقل الرواتب المتفق عليها. والمطلوب من المجلس الجديد مواكبة الاوضاع الراهنة ورفع سقف الحريات واعادة الاعتبار لنقابة الصحفيين.
** خليفة: المطلوب من النقابة ان تثبت جدارتها
الزميل إياد خليفة قال لـ»المواجهة» انه لم يلحظ أي تغيير في النقابة ورتمها الروتيني ولا يزور مقرها الا لدفع الرسوم، كما لا يسمع اصوات اعضاء المجلس والمرشحين، الا قبيل الانتخابات، حسب تأكيده. وأكد أنه من الضروري أن تخرج رئاسة النقابة عن الأسماء أو الصحف التقليدية، فهناك الان صحف تنافسها على الاقل وكذلك مواقع الكترونية لها كلمتها ورأيها وتفكر بطريقة خارجة عن الكلاسيكية التي ارتبط بها تفكير ادارة النقابة على مدار عقود طويلة، وفق قوله. وأضاف الزميل خليفة ان المطلوب من نقابة الصحفيين ان تثبت جدارتها في الميادين الداخلية قبل الخارجية وان يكون لها كلمتها ورأيها كباقي النقابات في دراسة ووضع القوانين الخاصة التي تحمي الحرية الاعلامية والاعلاميين انفسهم، وانه لا لزوم لمحاربة مراكز المجتمع المدني التي أعطت لنفسها الحق في الدفاع عن الصحفيين والحريات عندما وجدت غيابا في دور النقابة.
ودعا خليفة النقابة لاعطاء اعتبار اكبر للصحفيين من خلال تفعيل القوانين في هذه المجال والتي بقيت حبيسة الادراج واهمها وضع سقف ادنى لراتب الصحفي واعطاؤه حقوقه العمالية وحمايته من استغلال مجلس الادارة او رئاسة التحرير في الصحيفة، فمن الضروري ان يشعر الاعلامي الذي يعكس مدى الحرية والديمقراطية للعالم انه قوي ومسنود من نقابة تدافع عن حقوقه. واشار خليفة الى انه تعرض اكثر من مرة لمشاكل مع ادارات صحف عمل بها سابقا واضطر للجوء لمحامين من دون علم النقابة وحل مشاكله بنفسه على الرغم من انه عضو (مسدد) للرسوم. كما دعا الزميل خليفة اعضاء النقابة لتشكيل تحالفات وتجمعات ووضع برامج انتخابية واخرى عامة وطرح مرشحين يحملون تلك البرامج كون ذلك يقوي عضد نقابة الصحفيين والجسم الصحفي.
** زكارنة: انتخابات على أساس «المصلحة والخواطر». الزميل كمال زكارنة قال «لا بد من الإقرار مبدئيا بأن انتخابات نقابة الصحفيين لمنصب النقيب وعضوية مجلس النقابة تستند الى قاعدتين اثنتين لا ثالثة لهما: (المصلحة والخواطر)، على الاقل حتى الان، ولا تزال هذه الانتخابات بعيدة تماما عن التسييس ونحن نعرف جيدا ان السياسة المستندة الى الفكر والموقف هي التي تصنع التغيير وهي التي توجه بوصلة النقابة وتتحكم بالمتغيرات فيها، مثل النقابات الاخرى (المهندسين والاطباء والمحامين) وغيرها، فنقابة الصحفيين تعتمد في انتخاباتها على اشخاص وليس على الكتل والقوائم لانفصالها المطلق عن السياسة والفكر ليس بسبب الحيادية المفترضة في العمل الصحفي وانما بسبب سلوك تاريخي متواتر ومتوارث تعاقبت عليه الاجيال رغم وجود صحفيين مسيسين ويحملون مبادئ وافكارا، ولهم مواقف ثابتة لكن هذه الامور ليس لها اي تأثير في العملية الانتخابية، لهذه الاسباب لا يمكن لاحد ان يتوقع المعجزات من المجلس القادم الذي قد يقوم ببعض الانجازات للصحفيين الا ان احدا لا يتوقع حدوث تغيرات دراماتيكية وتحولات او قفزات في أي اتجاهات من مجلس النقابة المرتقب رغم الوعود الكثيرة التي نسمعها في كل دورة انتخابية». وأضاف الزميل زكارنة «إحداث تغيير في نهج وسلوك وتوجهات واداء مجلس نقابة الصحفيين يحتاج الى عمل وجهد كبيرين من قبل نواة او مجموعة من الصحفيين، والوقت ملائم حاليا مع زيادة عدد الشباب في النقابة والمتغيرات الجارية في المنطقة، وهذا الهدف تحقيقه يراود المئات من الزملاء الصحفيين لكن العمل على انجازه يحتاج ثلاث سنوات من العمل المتواصل، اذ يجب العمل من الان على تشكيل وانجاح مجلس التغيير في انتخابات 2014.
** سمرين: التغيير استراتيجية بعيدا عن أي حسابات انتخابية
الزميل إياد سمرين أكد أنه رغم أن أي مجلس نقابة لن يرضي الأسرة الصحفية بالمجمل، إلا أننا ما زلنا نأمل بأن يكون المجلس القادم على قدر المسؤولية، فإذا كانت النقابة هي البيت الكبير لكل الصحفيين، فالاولى أن يعاد الاعتبار للنقابة باعتبارها الممثل الشرعي الذي يمثل جميع الصحفيين، بمعنى أن يكون للنقابة دور ريادي وفعال وأساسي في خدمة الصحفيين وقضاياهم وتعزيز حرية التعبير، وتعزيز الدور الوطني والسياسي للنقابة. وقال «نريد تطوير النقابة والارتقاء بها الى مستوى التحديات وتطوير المهنة وعكس تطلعات الزملاء في الجسم الصحفي وطموحاتهم في تحقيق الحريات الصحافية وتحسين أوضاعهم المعيشية، والوصول الى التغيير كاستراتيجية مهنية لتطوير النقابة ومؤسساتها بعيدا عن اية حسابات انتخابية وتحت عنوان التغيير والتطوير».