ابدى عدد من الاهالي مخاوفهم من استخدام بعض المخابز الشعبية والتقليدية باحياء الزرقاء مخلفات زيوت السيارات العادمة التي يتم جلبها من محطات غيار الزيت وتستعمل في عمليات إشعال أفران تلك المخابز بعد خلطها بمادة السولار العادي بهدف تخفيض الكلف التشغيلية فيما يعد مخالفة صريحة للقانون. وفي المقابل يشتكي الاهالي من ان بعض الافران القديمة ما زالت تقوم باعادة عجن الكميات الزائدة من أرغفة الخبز بعد نقعها بالماء الساخن واعادتها الى العجانات مرة اخرى بحثا عن الربح المادي في ظل غياب الرقابة.
وبحسب مختصين في المجال البيئي فان مخلفات الزيوت العادمة بانواعها تعتبر مصدرا رئيسيا لحدوث بعض الامراض لانها تحتوي على معادن سامة ابرزها الزئبق والنحاس والرصاص واذا ما امتزجت مخلفات هذه المواد مع عجينة الخبز كانت مصدرا للامراض الخطيرة .
ويقول مدير بيئة الزرقاء المهندس عبد المجيد خابور" ان الزيوت العادمة, هي التي يتم تكريرها من البترول الخام أو الزيوت الاصطناعية وتم استعمالها وانتهاء دورة استخدامها, فأصبحت نفاية ملوثة بمواد كيماوية أو ملوثات فيزيائية ويجب التخلص منها أو معالجتها أو إعادة استخدامها مثل زيوت الالات الثقيلة او زيوت الماكنات او الشحوم الزيتية"وانه في حال استعمال مخلفات زيوت السيارات وخلطها مع مادة السولار فان ذلك يهدد البيئة والصحة العامة للمواطنين واكثر ما يهدد دخان العوادم سكان المنطقة المحيطة بالمخبز , فضلا عن احتمال تسببها بأمراض تنفسية مزمنة للعاملين في تلك المخابز جراء استنشاق الغازات المنبعثة من الحرق"
وقال خابور إنه "في حال خلط الزيوت المستعملة مع وقود المخابز فإنها تشكل مواد عضوية أخرى وتراكيب جديدة ومع تعرضها إلى درجة حرارة مرتفعة تتحول هذه المعادن إلى أكاسيد خطرة تتشكل على هيئة أغبرة وروائح تدخل إلى الجسم عبر الرئتين" واشار " هناك منع رسمي لاستخدام مخلفات زيوت السيارات المستعملة في إشعال الأفران, إلا أنه لم يتم فعليا ضبط أي مخالفة في هذا المجال"
وبين ان "مديرية البيئة بالزرقاء لم يصلها أي شكوى تفيد بذلك, منوها ان المديرية ستكثف من حملاتها على المخابز سواء من حيث التأكد من نوع الوقود او قياس نسبة الضجيج الذي ينجم عن تلك المخابز القريبة من الاحياء المكتظة بالسكان" واوضح إن "الاحتراق غير الكامل لأول أكسيد الكربون يؤدي إلى انبعاث مواد سامة تعمل على تهيج الحساسية عند معظم المرضى الذين يعانون من الحساسية والامراض المزمنة"
من جانبه شدد رئيس لجنة بلدية الزرقاء المهندس فلاح العموش على الامن الغذائي للمواطنين مؤكدا "ان سلامة صحة المواطن امانة في اعناقنا واننا لن نتهاون مع كل من يستهتر بأمور نظافة وسلامة الأطعمة والمواد الغذائية التي تعرض في الأسواق والمطاعم وتعرض حياة اولادنا ومواطنينا الى الخطر "منوها ان "الفرق الصحية التابعة للبلدية ستكثف من حملاتها اليومية على جميع المخابز والمطاعم الموجودة بالمدينة وسيكون هناك متابعة حثيثة من قبلي بخصوص التقيد بعدم استعمال مخلفات زيوت السيارات في عمليات تشغيل الافران الحجرية والتقليدية خاصة الافران التي تنتشر في الاحياء السكنية الشعبية "
وقال العموش ان "كل ما يتعلق بصحة المواطن هو اولوية ولن نتهاون مطلقا باتخاذ اشد الإجراءات صرامة معه وفق القانون و الصلاحيات الممنوحة للبلدية لأن المواطن هو ثروتنا الحقيقية ولن نتهاون مع المتهاونين بصحته"
وكان العموش قد اصدر تعليماته المشددة الى اطباء دائرة الشؤون الصحية والبيئة في بلدية الزرقاء وللمراقبين في قسم الشؤون الصحية بضرورة تكثيف الحملات التفتيشية على المخابز والمطاعم والملاحم ومحلات الحلوى وتشديد الرقابة على بائعي المواد الغذائية والباعة المتجولين من حيث البضائع المعرضة للتلف او المنتهية الصلاحية في المحلات واتخاذ اشد الإجراءات صرامة بحق من يتلاعب او يستهتر بصحة المواطنين.
واضاف ان" تركيز مديرية الشؤون الصحية في بلدية الزرقاء على حملات النظافة والتفتيش على تلك المحلات يجب ان يبقى مستمرا دون انقطاع وبشكل يومي وبكامل جاهزيته لتوفير الحماية الصحية اللازمة للمواطنين"
بدورة اكد مدير صحة محافظة الزرقاء الدكتور ضيف الله الدغمي أن "فرق الوقاية الصحية ستكثف من حملاتها الرقابية ولن تتردد بإغلاق أي مخبز مخالف لشروط الصحة العامة بالتعاون مع مديرية البيئة والشرطة البيئية"مشددا على ضرورة التقاط عينات بين فترة وأخرى من الخبز أو الوقود لمعرفة تأثيرهما على صحة الإنسان.
واضاف د. الدغمي ان "مديرية الصحة بالتنسيق والتعاون مع الجهات اصحاب العلاقة ستعمل على متابعة عمل محطات زيوت السيارات وضرورة معرفة اليات التخلص من هذه العوادم كما سيتم التعاون بهذا المجال مع الجهات البيئية والصحية في شركة مصفاة البترول وبلدية الزرقاء ومديرية الصناعة والتجارة لاحصاء المخابز التقليدية ومخابز الحجر القديمة بحيث نضمن" إعادة الزيوت المستهلكة من محطات غيار الزيوت المنتشرة في المجمعات المهنية إلى المصفاة لتكريرها أو بيعها إلى جهات مرخصة تستعملها في عمليات البناء أو تعبيد الطرقات او الاستعمالات الاخرى المسموح بها بيئيا وصحيا "
نقيب أصحاب المخابز عبدالإله الحموي نفى ان يكون هناك مخابز ما زالت تستخدم مخلفات زيوت السيارات او مخابز تقوم بخلط مادة الوقود بزيت السيارات المستهلك بهدف تقليل الكلف التشغيلية للفرن.
وبحسب الحموي فإن "استخدام زيت السيارات المستعمل في إشعال الأفران ممنوع قانونا ويشكل مخالفة تستدعي إغلاق الفرن الذي يثبت استخدامه لتلك المادة وبين الحموي ان المخابز تدرك تماما مخاطر هذه المواد بيئيا وصحيا عداك ان الادخنة التي تتصاعد من فوهات الزيوت المحروقة تكون عرضة للمشاهدة والملاحظة من قبل القاطنين بجوار هذه المخابز كما ان روائح الزيوت تختلف عن مادة السولار"
وبين ان "المملكة تحوي اكثر من 2000 مخبز والنقابة العامة لاصحاب المخابز لم تتلقى اية شكاوي بهذا الخصوص سيما وان النقابة بالاضافة الى الاجهزة الصحية والبيئية تشدد على هذه المخالفات لان مصير المخبز هو الاغلاق التام"
واوضح الحموي ان" كميات الخبز الزائد في المخابز تذهب الى تجار المواشي وبنفس السعر تقريبا كما ان عملية اعادة الخبز الى العجانات عملية غير مجدية لان الخبز يتحول الى كتل وطبقات تؤثر سلبا على العملية التسويقية والحفاظ على الزبائن لان اصل العملية هي الحفاظ على الزبائن والمتسوقين وزيادة نسبة المبيعات لدية تحت بند العرض والطلب"
يذكر ان عدد المخابز بالمملكة يصل الى (2000) مخبز موزعة على كافة المحافظات وبحسب الدراسات فإن طن الطحين يستهلك لتحويله إلى خبز ما مقداره 107 ليترات من السولار, إضافة إلى 30 كيلوواط كهرباء و15 كيلوغرام ملح و800 لتر ماء و10 كيلوغرامات خميرة .