الاشخاص المعاقون جسميا يتمتعون بقدرات موازية لاقرانهم الطبيعيين
ياسمين الخطيب
كلمات لطالما سمعناها، الاعاقة حرمتني، الاعاقة قيدت حركتي، خرجت من افواه يائسة نال منها العجز، ليعيقها عن تأدية وظائفها اليومية، فالعجز ان وجد يحتاج الى ارادة قوية، للوقوف في وجهه حتى لا يصبح اعاقة، فلا اعاقة مع الارادة، فيجدر بالشخص الذي تعرض لاي نوع من انواع الاعاقة الحركية ان يمتلك ارادة قوية لتقوى عزيمته ويتغلب على العجز في اليدين او في الرجلين. فالشخص الذي بُترت يده او قدمه، لديه عجز ولكنه قد يكون غير معوق في تأدية وظائف الحياة اليومية. ولا بد من الاشارة الى ان فئة الاعاقة الجسمية والصحية تتصف بعدم التجانس الشديد وقد تداولت مصطلحات عدة لهذه الفئة في الادبيات التربوية الخاصة مثل «المقعدون»، «المعاقون حركيا»، ثم اعتمد مصطلح الاعاقات الجسمية والصحية «physd calard Health Im pairments» وهو مصطلح عام يشمل حالات عديدة ومتباينة لدرجة انها قد تبدو غير مرتبطة ببعضهما البعض وقد لا يكون ثمة علاقة بينها ولكنها لاسباب ترتبط بالعرف لا اكثر اصبحت تدرج ضمن مظلة واحدة. وقد تكون الاعاقة الجسمية مرئية او ظاهرة للعيان «Visible» وقد تكون غير مرئية او غير ظاهرة للعيان «Invisible» فالشلل الدماغي وانحناءات العمود الفقري وشلل الاطفال حالات مرئية في حين ان فقر الدم المنجلي، والتلاسيميا حالات غير مرئية. وتصنف الاعاقات الجسمية والصحية الى ثلاث فئات رئيسية وهي: - المشكلات العصبية: وهي تنجم عن اصابات مختلفة في الجهاز العصبي المركزي «الدماغ والنخاع الشوكي» وقد تكون بسيطة او شديدة وتختلف المظاهر الجسمية والسلوكية والنفسية للاصابات العصبية اختلافا كبيرا من حالة الى اخرى ومنها: الشلل الدماغي: ويشمل الشلل النصفي، الشلل السفلي، الشلل الرباعي، الشلل في طرف واحد، الشلل في ثلاثة اطراف». الصرع، الاستسقاء الدماغي، شلل الاطفال، اصابات النخاع الشوكي، العمود الفقري المفتوح. - المشكلات العضلية العظمية: وهي اصابات في العضلات والعظام تؤثر على قدرة الفرد على الحركة والتنقل باستقلالية وقد تكون هذه المشكلات خلقية او مكتسبة «امراض، او اصابات، او حروق» وغالبا ما تكون في اليدين او الرجلين او المفاصل او العمود الفقري. ومن الاضطرابات العضلية العظمية الشائعة البتر، والوهن العضلي، والحثل العضلي، والروماتيزم، وهشاشة العظام مرض لج - بيرتز وانحناءات العمود الفقري، والقدرة المحدودة على الحركة بشكل طبيعي بسبب اضطرابات في العظام او المفاصل او العضلات. - الامراض المزمنة: وهي عديدة ومتنوعة واهم المظاهر المشتركة فيها حاجة الانسان المصاب بها الى رعاية صحية مستمرة ومن الامراض المزمنة الشائعة: اضطرابات القلب، الربو، الهيموفيليا، التليف العويصلي، وفقر الدم المنجلي والسكري وشق الحلق والشفة. وتعزى الاعاقات الجسمية والصحية لمجموعة من الاسباب المتنوعة وهي: - اسباب ولادية: بمعنى انها تكون موجودة منذ لحظة الولادة او بعدها بفترة وجيزة مثل نقص الاوكسجين الذي يسبب تلفا في دماغ الطفل. اسباب وراثية: اختلاف دم ام الطفل عن دم الطفل اي اختلاف في العامل الرايزيسي، وتعرض الام الحامل لاصابة الامراض المعدية كالحصبة الالمانية وتعرض الاطفال انفسهم لامراض التهاب السحايا وتعرض الام الحامل لعوامل سوء التغذية وتعاطي الكحول والتدخين وتعرضها للاشعة السينية وولادة اطفال الخداج التي تعني عدم اكتمال نمو الطفل وولادته قبل الاوان، وصعوبات الولادة وما ينتج عنها من مشكلات كمشلات الخلع الوركي او اصابة الطفل برضوض في الدماغ نتيجة استخدام وسائل سحب الطفل من الام بطريقة خاطئة. اسباب مكتسبة: وهي تحدث لاحقا في حياة الانسان بسبب المرض او الحوادث البيئية او السقوط. ان الاشخاص المعوقين حركيا او كما ارتأتت التسمية الاشخاص المعاقين جسميا يتمتعون بقدرات عقلية طبيعية وموازية لقدرات اقرانهم من الاشخاص العاديين وقد تكون فوق المتوسط اذا ما صوحبت باعاقة اخرى ولكن محدودية الاعاقة التي قد تفرضها على الفرد ناهيك عن القيود التي تحيطه بها جميعها تؤول الى منعه واعاقته من اكتساب المعارف والتزود بالمعلومات وحتى لا تحرم هذه الفئة من حقها التعليمي يجب تحديد البديل التربوي او تكييف البيئة الصفية ان امكن ذلك. وتشمل البدائل التربوية: الصف العادي، غرفة المصادر، معلم تربية خاصة في صف عادي، صف خاص، مدرسة نهارية خاصة، التعليم في المنزل، التعليم في المستشفى، التعليم في مؤسسة داخلية. اما البديل التربوي الاكثر ملاءمة للطالب فيحدد في ضوء جملة معقدة من المتغيرات والعوامل المرتبطة بالطالب نفسه والامكانات المتوفرة محليا والمبدأ العام هو ان يكون هذا البديل اقرب الى البيئة التربوية العادية، فليس من المقبول ان يتم عزل الطالب المعوق جسميا عن الطلاب الاخرين دون مبرر قوي. ويجب ان تكون البيئة التربوية مكيفة لقدراته الحركية فان كان من فئة المصابون بشلل ويحتاج لمقعد متحرك ان تتوفر المساحة الكافية ليتمكن من التنقل بحرية وان تكون السبورة على مستواه ليتمكن من الكتابة والنافذة ايضا يجب ان تكون في مستواه وهو جالس لكي لا يشعر بانه منعزل عن الخارج وان لم يتمكن من الالتحاق بمدرسة خاصة والتحق بمدرسة عادية فينبغي من المعلم ان لا يهمله ويعطيه حقه في المشاركة الصفية ولكن دون اظهار الشفقة او اعفائه من الواجبات البيئية تعاطفا مع حالته لان هذا يؤثر سلبا في نفسيته وفي نظرة اقرانه له فيجب معاقبته اذا اخطأ ليشعر بانه لا يفرق عنهم شيئا، ولا ننسى تكييف البيئة المحيطة به فينبغي ان نلحقه بصف بالطابق الاول وان يكون له طريق مخصصة بجانب السلم ليتمكن من التنقل بسهولة حتى لا يجد عائقا يحول بينه وبين اكسابه للمهارات والمعارف التربوية. وفي الختام،،، لقد انتشر العلم وازدهر وارتقى بنا ليصنع منا جيلا واعيا، فتنورت بصيرة الامم وازدادت مساحة تفكيرهم، فلم تعد النظرة التي سادت قديما وهي نظرة الحزن والاسف لرؤية شخص معاق لا ذنب له لما اصابه، بل تغيرت هذه النظرة لتصبح نظرة تغيير واعدة بمستقبل مشرق وباسم لهذه الفئة التي حرمت من شيء، ولكن الله تعالى منحها الابداع في مجالات اخرى، وهذا التغيير نلاحظه عندما نذهب الى المدارس والمؤسسات الحكومية والمستشفيات والاسواق فاصبحت مكيفة بطرق خاصة تسهل حركة وتنقل المعاقين حركيا ولا بد ان هذا التغيير نبع من داخلنا لنمنح هذه الفئة امكانية العيش بحرية واستقلالية دون التفرقة، فنحن جميعا سواسية وكل منها معرض للاصابة باي حادث يسبب العجز لنا.