"العراب نيوز" تسأل شبابا مقبلين على الزواج:
* شباب: لا نريد أن نتحمل أعباء لا نطيقها.
* النظرة المجتمعية التحدي الأول.. والإمكانات المادية مؤثرة.
العراب نيوز - تحقيق: أيمن توبة
سؤال صادم، ومحرج ربما، هذا الذي توجهت به "العراب نيوز" لعدد من الشباب، لكننا لا نستطيع أن نقول إنه "محير"، فالواقع أن الغالبية من الشباب لا تبدي ارتياحا - على الأقل - تجاه الارتباط بفتاة معاقة. ولعلنا نكتفي بالشرح بالإشارة الى جواب أحدهم على سؤالنا بسؤال آخر منه يقول "ما الذي يجبرني على ذلك؟".. إجابات الشباب التالية نضعها أمام القراء ونترك الحكم لهم.
** لن أكون راضيا.
"ن.ب" شاب قال لـ"العراب نيوز" "يجب أن أكون أكثر صراحة مع نفسي، فالشاب منا يصون نفسه، ويغض بصره في انتظار الزوجة الصالحة التي تصونني، فإن أنا تزوجت فتاة معاقة، فلن أكون راضيا، بل سأبحث عن الأخرى الجميلة التي تملأ البيت حركة ونشاطاً، أخرج معها وننطلق هنا وهناك، وأعتقد أن التوافق في كل شيء بين الشاب والفتاة مهم جداً لنجاح الزواج".
** الروح والعقل.
الشاب "ر. س" له رأي مختلف يشير الى امكانية زواجه بفتاة معاقة حيث يقول "ان الروح والعقل هما ما يستحقان الاعجاب، ومن يحب بإخلاص يظفر بالخلق، اما الجوانب الاخرى فيمكن التغاضي عنها اذا كانت بسيطة".
** زوجة ثانية.
ويقول "ح.ن" إن الفتاة ليس لها ذنب في اعاقتها ولكن المشكلة تكمن في ان الرجل يريد من تخدمه في بيته وتخدم اسرته وقد تكون الفتاة المعاقة عبئا عليه.. ويرى انه يمكن لهذه الفتاة ان تتزوج من رجل متزوج بأخرى فتكون زوجة ثانية يمكن مساعدتها.
** أريد حياة دون أعباء.
اما "ب.ش" فيقول "انا اتعاطف مع مثل هذه الفتاة ويمكن ان اجيب على سؤالك بالايجاب اذا عرفت مدى هذه الاعاقة فإذا كانت بسيطة او لا تعيق العلاقة الزوجية فليس لدي مانع اما اذا كانت مؤثرة على الإنجاب والاولاد فأنا ارفض وليس معنى هذا انني متحامل ولكني اريد حياة دون اعباء.
** أقبل ذات الإمكانات المادية.
الشاب "م.د" فتحدث قائلا: اقبل الزواج من فتاة معاقة اذا كان لديها الامكانات المادية التي تمكنني من ان احضر من يساعدها (خادمة مثلا)، وطالما ان روحها طيبة وجميلة وتفهم معنى الحياة الزوجية.
** حسب الإعاقة.
وسأل الشاب "خ.م": عن اي اعاقة بها؟ فالإعاقات كثيرة جسدية وعقلية. وأضاف: إذا كانت الإعاقة عقلية فأنا ارفض تماما وانتم تعرفون السبب اما اذا كانت جسدية فالأمر يتوقف على مدى هذه الإعاقة وتأثيرها.
** أنتصر للعقل.
"ن.ت" عند سؤالنا له تنهد واخذ نفسا عميقا وقال: في الحقيقة انا في حيرة من امري فعاطفتي تقول نعم وعقلي يقول لا.. ما الذي يجعلك تغامر هذه المغامرة غير المحسوبة فأنت من سيدفع الثمن ولا احد غيرك، وعند وقوع اي ضرر سأتحمله وحدي. عموما اجابتي في النهاية أنني انتصر فيها العقل ولذا فانني ارفض.
** ما الذي يجبرني.
"ز.ع" كان أكثر حسما فقال: ما الذي يجبرني على ذلك طالما أنه يمكنني الزواج من فتاة سليمة مثلي واذا كان الرجل المعاق يمكنه الزواج اذا كان ميسورا فان الفتاة المعاقة لا يمكنها ذلك لما عليها من التزامات وواجبات تجاه بيتها واسرتها.
** لا أستطيع.
اما "ش.خ" فاجاب عن سؤالنا قائلا: انا لا استطيع الزواج بهذه الفتاة مهما كانت الاعاقة فأنا شاب وانشد ان احظى بشابة سليمة دون اعاقات لتساعدني وتتحمل مسؤولية الاسرة في المستقبل.
******** الخزاعي: القضية في تحدي الزوجين للصعوبات الاجتماعية
ويرى أستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن النظرة إلى الإعاقة في مجتمعاتنا العربية هي نظرة معيقة لزواج رجل معاق بفتاة سليمة، أو بالعكس، لذلك تكون التداعيات سيئة.
وقال إن التداعيات الاجتماعية والنفسية لأي أمر تنبع من نظرة النفس والمجتمع لهذا الأمر، ولو تغيرت النظرة إلى الإعاقة وأن كل منا معاق في بعض الأشياء ومنطلق في أشياء أخرى، لنظر كل منا إلى نفسه على أنه معاق وحر في الوقت نفسه، فالإعاقة الجسدية قد يقابلها انطلاق وطموح نفسي قوي أو موهبة لدى المعاق، بحيث قد يتفوق على أصحاء البدن، ولذلك فمن الواجب تغيير هذه النظرة إلى الإعاقة، وهذا يجب أن يكون نقطة البداية لتقبل المعاق في مجتمعاتنا العربية.
وأضاف: يمكن محاكاة زواج معاق مع سليمة أو بالعكس بناء على التكامل الجسدي والنفسي، فماذا لو كان المعاق أعمى ولكنه أستاذ جامعي أو رسام موهوب كالتركي الذي يتلمس الألوان بأصابعه والذي كانت موهبته مجالا لذهول كثير من علماء النفس والفيزيولوجيا حيث يستطيع معرفة اللون باللمس، هل شخص مثل هذا يعتبر عبقريا في المجتمعات المتقدمة، والسؤال الذي يجب أن يطرح: هل هذه الإعاقة تعيق الدور الجسدي من الزواج أي الممارسة الجنسية أو الإنجاب؟ وحتى لو كان الجواب بنعم، فقد يجد هذا المعاق فتاة يتيمة الأبوين حب حياته، وتجد فيه عوضا عن أبويها، فهل نقول: إن زواجا كهذا لن ينجح؟ مثله مثل أي زواج.
ويؤكد الخزاعي أن القضية هي في تحدي الزوجين للصعوبات الاجتماعية، بحيث لا يأبهان للنظرة الاجتماعية الخاطئة، بل يمكنهما أن يقوما بتصحيحها عمليا وليس نظريا.