أثار إقدام شرطة محلية في شيكاغو الأمريكية على إجبار مسلمة أردنية على خلع نقابها، خلال التحقيق معها بتهمة قتل طفلة أخيها، غضب الجالية المسلمة، فيما قال محاموها إنها خضعت لأساليب في التحقيق تشبه ما تم استخدامه في سجن أبوغريب العراقي.
واعتقلت شرطة أورلاند بارك في شيكاغو الأمريكية الأردنية المسلمة نور حديد (26 سنة) يوم 5-4-2009 بتهمة قتل ابنة أخيها بهية حديد ذات السنتين بعد صفعها وضربها اللذين استمرا عدة أيام حتى فارقت الحياة.
وقالت طوارئ مستشفى "بالوس كميونيتي" إنها وجدت 55 كدمة في جسد الطفلة بسبب ضربها بمضارب غولف خشبية.
وقال قائد شرطة أورلاند بارك تيم مكارثي إن نور اعترفت بتفاصيل الجريمة وقتلها الطفلة، فتم توقيفها بناء على تهمة القتل العمد على أن تتم المحاكمة في 30 أبريل/نيسان الجاري.
وأثارت القضية غضب الجالية المسلمة في شيكاغو، ليس بسبب الجريمة، وإنما لأن الشرطة أجبرت نور حديد على خلع نقابها خلال تصويرها الذي كشف أيضاً أجزاء من جسدها فوق صدرها في الصور التي وزعتها الشرطة على الصحافة المحلية، كما ذكرت صحيفة "ساوث تاون ستار".
وكان محمد سحلول، رئيس مجلس المنظمات الإسلامية في شيكاغو، غاضباً جداً خلال حديثه لصحيفة "ساوث تاون ستار"، وقال "كان يجب عليهم احترام حشمتها". وقال زوجها علاء الدين "ما جرى هو إهانة لدينها"، ووعد بمقاضاة الشرطة لنشرها الصورة لكنه لم يبد أي انزعاج إزاء جريمة الطفلة.
وتظهر نور في الصورة من دون غطاء رأس وفي حالة صدمة محاولة وضع يديها على كتفيها لستر نفسها.
ومن جهتها، قالت الشرطة إن تصويرها هو أمر يتم مع جميع المتهمين، وذلك لغرض تأكيد الهوية، وتم ذلك قبل اعترافها وأعيد نقابها لها بعد التصوير، مؤكدين وجود مسؤولة قانونية معها طوال هذه العملية والاستجواب، ولاحقاً تم أخذ النقاب منها بعد أن هددت بالانتحار.
وقال المحاميان المدافعان عن نور، جويل برودسكي وريم عودة، إن موكلتهما أُجبرت على الاعتراف بعد استخدام أساليب سجن أبوغريب معها. وقالا إن "إجبارها على خلع النقاب وأمور أخرى من الضغط هو من أجل الإدلاء باعتراف كاذب بقتل الطفلة، وكان التقرير تحدثت عن خلعها الحجاب وأجزاء أخرى من ثيابها"، بحسب موقع راديو "شيكاغو لاند".
وقال المحامي برودسكي إن "الاساليب التي تم استخدامها تشبه ما جرى في سجن أبوغريب، ولا أعرف كم من أفراد شرطة أورلاند خدموا هناك"، مشيراً إلى أن هذه الشرطة لها تاريخ طويل في معاداة العرب.
وفي تطورات القضية أفاد موقع صحيفة "ساوت تاون ستار" بأن نور طلبت يوم الجمعة الماضي من الشرطة السماح لها بالحصول على قرآن باللغة العربية، وفعلاً حدث ذلك، ونقل الموقع عن محاميها قوله إنها مسلمة مؤمنة، فيما ذكرت الشرطة أنها وثقت اعترافها بالجريمة في شريط فيديو. ولم يذكر أي من المواقع أو الصحف في شيكاغو الدافع وراء جريمة قتل الطفلة التي اتهمت بها نور حديد .