تفاعلت قضية رجل الأعمال (السجين بلا سجن) خالد شاهين، في أوساط قانونية ورسمية، واتخذت أبعادا جديدة بعد تصريحات حكومية "غامضة" بشأن اختفائه في الخارج، أثناء رحلة علاج سمحت له بها الأجهزة الرسمية، وغادر البلاد على أساسها، على الرغم من أنه لم يقض كامل فترة محكوميته، على خلفية إدانته في قضية مصفاة البترول.
وزاد من غموض القضية تصريحات مسؤول حكومي، اعتبر فيها أن القضية "لا تعد أولوية لدى الحكومة حاليا، لما يقع على كاهلها من مهام كبيرة، تعمل على تحقيقها، وعلى رأسها الإصلاح السياسي"، الأمر الذي أثار استغراب بعض المهتمين بالشأن الإصلاحي، لاسيما وأن رفض التمييز بين المواطنين، على أي أسس كانت، يدخل في صلب الإصلاح الذي ينادون به.
واعتبر محامون أن خروج السجين شاهين للعلاج في الخارج يعد تمييزا و"فسادا إداريا"، لاسيما أن تطبيق القانون ينبغي أن يشمل الجميع، واصفين خروجه بأنه "مخالف للقانون"، لأنه أردني الجنسية، ومحكوم بقرار قطعي صادر من قبل محكمة التمييز.
كما وصفوا السماح بخروج شاهين من البلاد بـ"السابقة الخطيرة"، وكسرا لقاعدة قانونية تنص على أن يقضي المحكوم فترة سجنه داخل مراكز الإصلاح والتوقيف، وفي حال تطلب الأمر علاجه، يتم ذلك داخل المستشفيات الحكومية وتحت الرقابة الأمنية.
وأكدوا أن مهمة إعادة شاهين بعد انتهاء علاجه هي مسؤولية السلطات المعنية بإنفاذ القرار القضائي حسب الأصول، والمتمثلة في القضاء والأجهزة الأمنية ووزارة الداخلية، مشيرين إلى وجود حالات مماثلة داخل السجون بحاجة لعلاج في مستشفيات داخل المملكة، ولم تتح فرصة العلاج لأصحابها.
وفي الوقت نفسه، أبلغت مصادر مطلعة "الغد" بأن مديرية الأمن العام، تعد مذكرة تعميم وقبض على شاهين، وستوزعها على الجهات المسؤولة في الدول المحتمل وجوده فيها، ومنها الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا.
إلى ذلك، فتحت قضية سفر شاهين، ملف "التمييز" بين مراكز التأهيل والإصلاح، ففي الوقت الذي تعاني فيه سجون أخرى من اكتظاظ وتدن في مستوى الخدمات، يجيء مركز إصلاح وتأهيل سلحوب، شاهدا على هذا التمييز، كونه مخصصا لشخصيات توصف بـ"الاعتبارية"، ويتمتع بمواصفات الفنادق من فئة "5 نجوم"، على حد وصف بعض المراقبين.
ويثير هذا المركز المقام على مساحة 10 دونمات، ويشتمل على خمس فلل تتسع لأربعين سريرا، علامات استفهام عديدة، بخاصة بعد إقامة المحكومين الأربعة في قضية المصفاة، تحت سقف فلله، بمن فيهم شاهين ذاته.
ويقع السجن على أطراف بلدة سلحوب الجبلية في محافظة البلقاء، وسط منطقة مشجرة، تمتاز بطبيعتها الجميلة، وصمم وفق نظام معماري حديث، قسمه إلى نظام غرف فندقية.