صحيفة العرّاب

اردني حصل على وظيفة بعد 34 عاما من تخرجه

 كتب الصحافي خالد الخريشا في العرب اليوم : رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة هذا هو الشعار الذي تشبث به حملة شهادات الدبلوم (كليات المجتمع) الذين كانوا ينتظرون محطات الفرج بمرور قطار ديوان الخدمة المدنية وانقاذهم من براثن البطالة لكن القطار مر عليهم بعد ان اشتعل الرأس شيبا والبعض منهم اصابه الوهن والضعف واليأس والقنوط وعصا البطالة نخرتها سوسة الوساطة والمحسوبية وقسوة التشريعات وسقطت اخيرا امام عيون الاحفاد الذين فرحوا كثيرا بتعيين الاجداد.

وبعد أن أعلنت الحكومة قبول تعيين (1200) موظف من خريجي حملة الدبلوم في وزارة التربية والتعليم وفي المقابل أعلنت الوزارة عن قبول (436) موظفا تفاجأ كثير من المواطنين بأنهم حصلوا على هذه الوظيفة بعد مرور عشرات السنين من تخرجهم وبعضهم أصبح له أحفاد والاخريات من الموظفات أصبحن جدات ولديهن أكثر من خمسة أطفال ولا تستطيع قبول هذه الوظيفة التي جاءت متأخرة بعد هذا السن المتقدم.

نبيل يوسف (ابو حسان)من مواليد عام 1958 تخرج من احدى كليات المجتمع في الاردن عام 1977 تخصص انجليزي وله من الابناء عشرة ومن الاحفاد اثنان ويقول ابو حسان ان مشوار الخدمة المدنية كان طويلا وشاقا وبالفعل تحقق معنا مقولة (رحلة الالف ميل تبدأ بخطوة) ومنذ زمن ونحن نناشد بانصاف حملة الدبلوم الى الحكومات والوزارات المتعاقبة لكن للاسف لم يسمع أحد شكوى الخريجين القدامى مبينا ان من احدى امنياته هو العمل في حقل التدريس وافادة ابناء الوطن من العلم الذي تعلمه لكن والحمدلله الامنية تحققت بفضل المبادرة الملكية التي انصفت اكثر من ألف شهادة كانت في ارشيف ديوان الخدمة المدنية منذ عشرات السنين حيث ان جيلا نمى وترعرع ونحن ننتظر الوظيفة الحكومية , واشار ابو حسان انه عمل في مختلف المجالات في ربوع الوطن وخارج الوطن ليستطيع الانفاق على عائلته الكبيرة مبينا انه في كل عام كان يجدد الطلب في ديوان الخدمة المدنية.

من جانبه يقول محمد عبد (ابو انس) من خريجي عام 1878 الذي لديه ستة من الابناء الابن الاكبر عمره 26 سنة صحيح ان محطة القطار كانت طويلة الامر الذي يحتم علينا اعادة التشريعات الناظمة لخريجي حملة شهادات الدبلوم مبينا انه كان من المفروض ان نكون الان في مرحلة التقاعد لان مرحلة العمل والعطاء هي في سن الشباب وليس في مرحلة الكهولة لكنه في المقابل يثمن المكرمة الملكية التي انصفتنا وفتحت قضية تعيينات حملة الدبلوم والاف الطلبات الموجودة في ديوان الخدمة سيما وان هناك من اصحاب مقدمي طلبات التوظيف ربما توفاه الله وهو ينتظر قطار ديوان الخدمة المدنية كما ان بعض الخريجين انقطعت بهم السبل وعمل بأعمال ربما دون المستوى حتى يحقق مصدر رزق له ولاولاده, واضاف لابد من وجود منظومة متكاملة لقضية التعيينات في القطاع الحكومي والقطاع الخاص لاننا نتحدث عن عشرات الالاف من الخريجين ينتظرون منذ عشرين سنة وربما أكثر.

بدورها تقول مريم محمد خريجة عام 1981 ولها من الابناء أربعة الاكبر عمره تجاوز (12) عاما مبينة ان ابنائي فرحوا كثيرا بتعييني خاصة وانني تخصص رياضيات حيث ان مشوار الخدمة المدنية كان طويلا مما اضطرها للعمل في السعودية مدرسة رياضيات لمدة ست سنوات و(14) سنة في القطاع الخاص داخل الاردن وتقول ان العمل في وزارة التربية له ديمومة أفضل خاصة في ظل ظروف الحياة الصعبة واشارت ان جلالة الملك كان وسيبقى السباق في انصاف المواطنين والاطلاع عن قرب على همومهم وتلمس احتياجاتهم فلولا جلالة الملك ربما سيتم قتل واجهاض طلباتنا طوال هذه السنوات والتعيينات الاخيرة هي رسائل الى ديوان الخدمة المدنية بضرورة فتح ملفات حملة الدبلوم وهم اولا واخيرا أبناء لهذا الوطن وظروفهم المادية اجبرتهم على الالتحاق بكليات المجتمع.

ويقول محمد سالم كثيرون من الذين حصلوا على هذه الوظيفة أصبحوا في سن متقدمة من العمر وقد فرح أحفادهم بحصولهم على هذه الوظيفة وربما كان من المهم ان ندرس الاسس والمعايير التي تستخدم في ديوان الخدمة المدنية فمعظم الذين يطلبون الوظيفة يكونون في سن متأخرة وكهولة وتعدوا مرحلة الشباب والعطاء وتكوين انفسهم وشخصيتهم وبعضهم يستنكف عن قبولها حيث انه قد أصبح لديه مصدر رزق اخر فمتى نظل حبيسين داخل انظمة وقوانين عاجزة وقاصرة عن تلبية طموح ومتطلبات الشباب وان التعيينات يجدر بنا ان نعيد دراستها من حيث الاسس والمعايير التي ينتهجها ديوان الخدمة المدنية.