لم يعلم لؤي أين يذهب في جدته "المصابة بكسر في الحوض" عند الساعة الثانية ونصف فجرا بعد أن أغلق مستشفيا "الجامعة الأردنية والامير حمزة" الأقرب لمكان سكنه أبوابهما في وجهه بالرغم من حالة الحاجة الصعبة والآلام الكبيرة التي كانت تعاني منها اضافة الى ان مستشفى البشير اعتذر عن استقبالها عبر الفاكس.
ويروي لؤي طه ما حدث له في احد أكبر مستشفيات العاصمة ويقول أن القصة بدأت عند الساعة الثانية صباحا حين استيقظ على صراخ جدته (77 عاما) المريضة أصلا "بالسكري والضغط والباركنسون" من الألم بعد أن انزلقت قدمها أثناء محاولتها النهوض في المنزل الأمر الذي سبب لها ألما كبيرا لم تستطع تحمله بالإضافة إلى أنه كان يزداد مع مرور الوقت .
وقام لؤي على الفور بحملها "بصعوبة" من الطابق الثالث والنزول بها ونقلها إلى مستشفى الأمير حمزة وعند أجراء الفحوصات الأولية وتصويرها بالأشعة تبين أنها أصيبت بكسر في منطقة الحوض وتحتاج إلى عملية عاجلة ,إلا أن طبيب الطوارئ المناوب أخبره انه لا توجد إمكانيات لإجراء مثل هذه العملية في مستشفى الامير حمزة ولا يملك المستشفى إلا تحويلها لمستشفى البشير في مثل هذا الوقت. ولدى الاتصال بمستشفى البشير رد بأنه لا توجد أسرة الأمر الذي جعل لؤي ينقلها إلى مستشفى الجامعة الأردنية وعلى مسؤوليته الخاصة لأنه المستشفى الأقرب وخوفا على صحتها نظرا لألمها الشديد.
وبين أن مستشفى الجامعة وفور رؤيته لحالة المرأة المصابة وبعد تصويرها والتأكد من إصابتها بكسر في الحوض رفض إدخالها وقال طبيب الطوارئ المناوب أنه لا يوجد أسره شاغرة في المستشفى ولا يوجد إمكانية لإدخالها .
وأضاف لؤي أنه وعند تعذر قبول إدخالها بحجة أنه لا توجد أسرة طالبهم بإبقائها في الطوارئ نظرا لحالتها الصحية الصعبة وخاصة أنها كبيرة في السن إلا أن الطبيب المناوب رفض إبقاءها وطالبهم بالخروج والذهاب لأي مستشفى آخر تتوفر عنده إمكانيات معالجتها.
وقال:"عندما تعذر علي إقناعهم بإدخالها المستشفى طلبت منهم تأمين سيارة إسعاف لنقلها إلى مستشفى خاص إلا أنهم رفضوا ذلك قبل تقاضي مبلغ (72 دينارا ) بدل تحريك سيارة الإسعاف غير مكترثين لحالة العجوز المصابة أو بآلامها". وقد دفع لؤي المبلغ ونقل جدته إلى المستشفى الخاص حيث تعالج الآن فيه وقد أجريت لها العملية العاجلة. رغم أن الجدة مؤمنة صحيا لدى المستشفيات الحكومية.
من جهته قال مصدر مسؤول في مستشفى الجامعة أن المريضة المذكورة وصلت إلى المستشفى بكتاب تحويل من مستشفى الأمير حمزة يوضح حالتها الصحية وإصابتها بكسر في منطقة الحوض إلا أنه ونظرا لعدم وجود أسره شاغرة في المستشفى اضطر الطبيب المناوب "آسفا " للاعتذار وإرسال برقية بذلك "لمستشفى الامير حمزة" لإطلاعهم على الوضع مبينا أنه رفض وضعها في الطوارئ حتى الصباح لحاجة المريضة لتلقي العلاج المناسب في قسم مختص لا يستطيع الطوارئ تأمينه لها .
وأكد المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن سبب عدم إدخال المريضة إلى المستشفى كان فقط عدم توفر الأسرة ولا يوجد هناك أي سبب آخر يمنع إدخال مريضة بحاجة العلاج وخاصة في وقت متأخر كما أكد أن مبلغ بدل تحريك سيارة إسعاف هو إجراء إداري ومالي لا يمكن تجاوزه ولا يتعلق أيضا بالنظرة الإنسانية للحالة .منبر الرأي