صحيفة العرّاب

رسالة للملك تنتقد موظفي الديوان الملكي وتتهمهم بابعاد القائد عن شعبه

وجه احد شيوخ عشائر بني خالد رساله الى جلالة الملك انتقد فيها تجاهل اشخاص في الديوان الملكي لمطالب المواطنين والفوقيه التي يتعاملون بها- على حد وصفه

وقال الشيخ سلطان هايل الدحيم بني خالد في رسالته للملك ان حاشية الديوان الملكي يحيطون انفسهم بهاله زرقاء ويطلون علينا من شرفات عاجيه مشكلين بذلك هوه سحيقه وحاجبا منيعا بيننا وبينكم مطالبا اياهم بالتواضع ووضع جلالته بصورة هموم الناس وعدم اخفاء الحقائق.

وتاليا نص الرساله التي حصلت عليها سرايا وجاء فيها : 

  بسم الله الرحمن الرحيم

مولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشميه الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه

تصهل بي الابجديات وتصطلي داخلي الافكار ثم تتزاحم على الخاطر فتحتضر ثم تموت وهي تتمخض قبل ان اجرد الحروف من صدور معاجمها.....؛ بعد ان سهد بنا اليأس ولجم صوتنا القنوط ازاء ما نعانيه من تجاهل مقصود وتهميش متعمد من اشخاص مؤسسة الديوان الملكي بدعوى المؤسسة المزعومة التي عضتنا بنابها ومسنا البغي من هؤلاء الحاشية وهم يحطيون على انفسهم هالة زرقاء ويطلون علينا من شرفاتهم العاجيه مشكلين بذلك هوة سحيقه وحاجبا منيعا دونكم. فمنذ سنتين ونحن نراقب بقلق شديد متنامي إزاء ما يحدث على الساحة الاردنية من تربص هنا وتأمر هناك وتقايض هنا وتحريك هناك؛ فما يحدث في الاردن هو جذوه وليس عدوى كما يعتقد البعض انما لا ننكر ان هذا التسونامي السياسي الذي حط بمعادلاته الجديدة على الاقليم له دور في تسريع وتيرة الاحداث على المنطقة.

منذ سنين ونحن نراقب بقلق الغيور والمخلص للوطن والقائد ما يحدث من مفارقات غريبة في الاوساط السياسية التي تشي بالكثير من العيوب ومن يزعمون انهم وطنيون فهم ضالعون في الفساد حتى ناصيتهم، وهناك الكثير من الشواهد والحجج لا نريد الخوض بها فهذه رسالة مقتضبة وليس دراسة الامر الذي يضعنا امام تساؤل مستنكر كيف للظلال ان يتداثر ثوب الاقتدار وكيف للرذيلة ان تتحول إلى فضيلة الشيء الذي استنفر القريحة وانتفضت له الغيرة للبحث عن الحلول الخلاقة والابداعية مستفيدين بذلك من ثقافتنا السياسية وتجربتنا الاجتماعية العشائرية وحياة البادية بتعقيداتها وافرازاتها العفوية التي كانت محفزاً قويا ورافدا غنيا بمجساتها ونبض اوساطها للاسهام بوضع تصور مجرد وهادف متحرر من العصبية وبراثن الفئوية اللوبية، وبحث عن مواطن الخلل وسبل التصدي لها بطرق عملية وادوات عمل استراتيجية وفق منهجية عمل محكمة؛ فشرعنا بعمل دراسة مستضيفة متتبعة لكل الاختراقات المنهجية والفساد الضالع والمتأمر ونهجنا بهذه الدراسة حوارا ذاتيا مع النفس لمعالجة بعض الظواهر والممارسات التي كان من الممكن ان تسيء للامن الوطني والتركيبة الاجتماعية التي اصبحت هدف ورهان للنيل من وحدتنا والتطاول على قيادتنا وبث الفرقة في صفوفنا.

ثم تقدمنا بايجاز لجلالتكم عن مضمون الدراسة ومنشودها الرامي لتمكين اللحمة الوطنية وترصين المجتمع من الاختراقات المنهجية؛ وابديتم جلالتكم حينئذ الاهتمام والعناية وتأكيدكم على ضرورة تضافر الجهود الشعبية والرسيمة والتقاء المصالح الوطنية مع المصالح العليا لابراز الاردن المثال والقدوة للعالم بانتماءه لترابه واخلاصه لعرشه، واوعزتم حينها لرئيس الديوان انذاك باستقبال الدراسة ومناقشة افكارها والوقوف على مناقبها وهي تتوافق مع الرؤى الملكية؛ إلا ان الدراسة هذه ما استمرأت ذوق المسؤول ليس لأنه لم يرى بها قيمة بل لم يشاهدها أو يطلب مقابلتي لذلك، وانتهى موضوع الدراسة عند رئيس الديوان عندما تسلمها من جلالتكم وهو يرمقني بابتسامة.

مولاي، الصراحة والشفافية كالجمال الحقيقي تكره التبرج، لذا اسمحوا لي بأن اسمي الامور بمسمياتها ولا اتغول على المعنى بجميل اللفظ والمجاملة الملبدة وان انبش جوف الحقيقة، فقد قلت بكتاب سابق ارسلته إلى رئيس الديوان "ان كان الاصم لا يسمع صوت الرعد فإنه قريباً سيرى حبات المطر".

فكما ان سفير السوء يفسد ذات البين، فكذلك البطانة الضالعة في الفساد بمجافاتها عين الحقيقة وتعمدها الفئوية والشخصنة والوساطة والتفهمات الشخصية على حساب المصلحة العامة تفسد ذات البين بين الملك والشعب، فهؤولاء المسؤولين الذين هم مؤتمنون في اماكنهم مدانون بفضائلهم المفترضة وهم قريبون من العرش ويمثلون الملك في قراراتهم وممارساتهم ومتجنون على الوطن ايضا بدعوى المؤسسية التي يرسمونها وفق اهوائهم ومصالحم بثوب الحرص والغيرة، وصمتنا كمتفرجين ومتتبعين لما يحدث هو تشاطر مع هؤلاء العاضين على كراسي المسؤولية بالنواجذ بالبهتان والزيف والتجني على الوطن وبالتهاون والسكوت عما يحدث من اختراقات استهدفت العشائر التي تمثل السند والمتانة والبنيان الثابت لكيان الوطن، فقد تضمنت الدراسة الكثير من الحلول والتدابير الاحترازية قبل سنتين اذ انها استشرافية لواقع يتمخض أساً وهوانا دون ما جدوى حقيقة من المعنين بل بتعبير اقوم واكشف وضوحا كان هناك استخفاف من المسؤولين بعقول ومشاعر المواطنين بالاضافة الى أزمة الاخلاق والمبادئ والقيم التي حطت على المجتمع اجتت الفتن التي استقبلتها ريح الاثمين والمتربصين واصبح الحليم والحكيم تحتله الحيره.

مولاي، هناك احباطات متنامية تستجمع شهيقا مكبوتا لتلفظ زفيرا لا ندرك عاقبته وتسونامي عشائري لا نحصي ابعاده وفي ذات السياق نسجل عتب المواطنة على كل من يحاول حجب الصوت وتجميل الصور وبهرجتها بألوان باهته معناً.

كما اننا لن نألوا جهدا في الحراك والمحاولة بين الفينة والاخرى لانه ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب ووجب حقا ان ندرك حقيقة وابعاد المعادلات الجديدة بمعيقاتها ومنعطفاتها من خلال المراجعات الموضوعية للادوات والاليات دونما المساس بالثوابت الوطنية وهديها. مولاي، ما يبعث على النفس الاسى ويزجها في خانة من اليأس المطبق واستكانة الروح البائسة نمطية وانتقائة مؤسسة الديوان ممثلة برئيسها وطاقمها وبعض مؤسسات الدولة دونما التطرق للتفنيد حتى لا نغور في اعماق التشعب والتي تتعامل بالمزاجية والاستشارات الفردية دونما الاخذ بعين الاعتبار القيمة الحقيقية للدراسات والافكار الامر الذي انتفت فيه المؤسسية، فاعدل الشهود التجارب وتجربتنا بهذا الموضوع سنتين... كما ان العناية الالهية ما خصت احد قط بالالهام السماوي سوى الانبياء ودون ذلك هو ابداع وابتكار وفكر واقتدار تتقاسمه العقول والنفوس اذا ما توافرت القدرات الاستشرافية والابداعات الخلاقة، عندها وجب حقا تبني الافكار ومناقشة القضايا والاطروحات دونما التمييز او الاستشارة بأحدهم واقصاء الفكر بافاق ضيقة مرهونة بمحاصصات سياسية وحسابات غير شريفة فالاردن فيه من الكفاءات الابداعية والابتكارات القادرة على صياغة مخرجات ومقترحات لهذه التداعيات والمصاعب وعدم استقبال الافكار خطيئة لا تغفر بحق الوطن وفلسفة التاريخ والحضارات على مر العصور قامت ونهضت وارتفعت ونشأت على افكار وفلسفات انسانية اخذت بدولها وشعوبها إلى هامات السحب في الرفعة والمناعة ورفض الافكار والمقترحات باعذار واهية امر مرفوض لا نقبل به.

مولاي، انطوت الدراسة ايضا على مفهوم الحزب الوطني الكبير، ومفهوم الحزب الوطني الذي تقدمنا به ليس بالمفهوم التقليدي للاديولوجيات والبرامج الضيقة والافكار الخاصة للاهداف المناوئة بل هو حزب وطني كبير لا يمس ولا يتغول على القوى الوطنية الاخرى بل هو حزب وطني تنصهر فيه كل الاغلبيات الصامتة وخصوصا في خضم هذه التيارات الجديدة التي تحمل افكارا اثمة وخيوط الظلال التي تتربص لمجتمعنا بافكار تحريضية وتنال من كياننا وتهدد نسيجنا، فالوطن بحاجة إلى مراجعات موضوعية وغربلة في ادواته ونخبه السياسية لاعادة مبدأ التفاؤل عند المواطنين فجلاء السيف اهون من صنعه واستصلاح الصديق اهون من اكتساب غيره.

عاش الاردن حراً أبياً عزيزاً مصاناً تحت ظل راع مسيرة الديمقراطية سليل الدوحة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين.