الاردنيون ثلثهم مهدد بخطر الاصابة بمرض تخثر الأوردة العميقة.. و"الاسبرين" الذي كان الملاذ الوحيد للنجاة لم يعد ممكنا بعد اليوم.. والجميع سينشغل غدا خلال مؤتمر طبي يعرض فيه مختصون عالميون بامراض الدم نتائج دراسات يفترض انها توصلت الى اكتشافات جديدة تحد من انتشار امراض الدم عبر العالم.
رئيس جمعية امراض الدم الاردنية الدكتور عبدالله العبادي الذي كشف في دراسة له عن عوامل الخطورة لمرض تخثر الأوردة العميقة عبر فحوصات اجراها في مستشفى الجامعة الأردنية على 624 مريضا أدخلوا المستشفى حيث اكتشف ان أكثر من ثلثيهم كانوا معرضين بنسبة خطورة عالية أو عالية جدا للإصابة بالمرض ، وأن 29 بالمئة من هؤلاء المرضى خضعوا لعلاج وقائي.
والاخطر فيما يقوله الدكتور العبادي ان نصف حالات هذا المرض تقريبا لا تظهر فيها أية أعراض أو علامات تحذيرية وانه يحدث بأي مكان من الجسم وخاصة في الأطراف السفلى والحوض او البطن.
وما دام التخثر يداهم مباغتة فان الدكتور العبادي يؤكد أهمية التنبه للجلطات الوريدية وخاصة في بيئة المرضى الذين يقيمون في المستشفى ، مبينا ان تجلط الأوردة العميقة مرض يؤدي الى اضطراب بجريان الدم داخل الوريد ويمكن أن يكون صامتا أو مصحوبا بأعراض.
وقال ان مستشفى الجامعة اعتمد عقب ظهور نتائج البحث تدابير وقائية وارشادات تضمن سلامة المريض الداخل الى المستشفى والوقاية الطبية اللاحقة للمغادرين ، داعيا الى تعميم هذه التدابير على مختلف المستشفيات وإدراجها في مجموعة الإرشادات والسياسات المتبعة ، لافتا الى ان الدلائل الطبية تؤيد تناول "الهبرين" وأن الأسبرين لا ينفع لمعالجة مرض تخثر الأوردة العميقة. بدوره ، قال رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الطبي الدكتور صلاح عباسي الذي شارك الدكتور العبادي المؤتمر الصحفي ، ان المؤتمر الطبي سيبحث في تطورات علاج مرض الهميوفيليا (الناعور الوراثي) وكسل نخاع العظم وسرطانات الدم الحاد والدم الحبيبي المزمن والعقد اللمفاوية وامراض النزيف والتخثر الدموي فضلا عن تخصيص جلسة للعناية الداعمة للمرضى.
وعلى مدى ثلاثة ايام سيبحث اطباء متخصصون في مجال امراض الدم بانواعها من الاردن والسعودية والعراق واليمن ومصر ولبنان والمانيا وبريطانيا واستراليا وفرنسا وايطاليا واميركا الحلول الممكنة لامراض الدم .
وتشير الإحصائيات الى حدوث قرابة مليون حالة تخثر الاوردة العميق سنويا في دول الاتحاد الأوروبي وان نسبة الإصابة بين الرجال والنساء متساوية تقريبا وفق الدكتور العبادي الذي اكد افتقار الاردن الى دراسات وطنية موسعة تحدد حجم انتشاره.